متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
إلى معركة
الكتاب : قصص الأحرار ج4    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

إلى معركة

 

      لم يكن يذكر الشيخ محمد زيدان ولا عبد الحسن عز الدين ومحمد زين عدد العبوات التي زرعوها على طريق جويا صور، كذلك لم يكن علي بدوي وعلي سليمان وأبو جعفر يذكرون عدد العمليات التي قاموا بها على طريق جويا صور أو الطريق الساحلي سواء كانت عبوات أم هجمات مباشرة، فلم يكونوا يهتمون بإحصائها ولم يخطر ببالهم تدوينها، فقد كان أمر واحد فقط يشغل تفكيرهم، كيف يقتلون أكبر عدد من اليهود، وكان رضا الله عز وجل والذوبان في ذات الله، طاعة وعشقاً، قد وقف حاجزاً بينهم وبين إحصاء ما يفعلونه وإن كانت البيانات الإسرائيلية والصحافة اللبنانية تتكفّل بالعد والإحصاء..

      أما هم فقد أحاطتهم العناية الإلهية برعايتها، فوجدوها في كل حركة أو سكنة من حركاتهم وسكناتهم، وكأن الله عجز وجل كان يؤخر شهادتهم حتى يشبعوا أعداءه تقتيلاً، ففي إحدى عملياتهم شاهدوا هذه العناية بأم أعينهم، وعرفوا أن الله يحرسهم..

      بعد أن زرعا العبوة وعادا إلى القرية، لم يعلما ما الذي أرسل أحد الإخوان لكي يستعير سيارة الشيخ، وما الذي خطر ببال الشيخ ويدفعه إلى أن يعيره سيارته، وكانت سيارة عبد الحسن في المرآب تتعرض لعملية نفض شاملة، فأصبحا فجأة بدون وسيلة نقل، وفجأة انتابت الشيخ موجة من القلق والشك والريبة بشأن العبوة، فالتفت إلى عبد الحسن.

-  هل أوصلنا الصاعق جيداً؟ هل تأكدت من الدائرة الكهربائية؟ لقد كانت الصواعق عندي منذ زمن وأخشى أن تكون قد بردت ولم تعد صالحة!!

-      يا الله!! ضروري تشغل بالنا اليوم؟

أجاب عبد الحسن الذي أصيب بدوره بعدوى الشك والريبة، وسرعان ما بادره الشيخ قائلاً:

-      لا يوجد عندنا وقت، قم لنعد إلى البستان ونتأكد من صحة الشغل.

-      المشكلة أنه لم يعد عندنا وسيلة نقل!!

-      يا عيني! هذه إفك رقبة!!

وغرق الاثنان في تفكير عميق، لابد من الحصول على وسيلة نقل!! وما هي إلا لحظات حتى تفتق ذهن الشيخ عن فكرة:

ما رأيك في استعارة موتسيكل عمي؟

-      مستحيل، إنه لن يعيرك إياه!!

-      لنحاول!

ولم تنفع كل محاولات الاستجداء، ولا التوسل ولا كل أساليب الإقناع في ثني عمه عن موقفه.

-      لن أعيركم يعني لن أعيركم! الموتسيكل متل المرا!! المرا بتنعار؟؟

-      لا!!

-      إذن الموتسيكل ما بتنعار!!

وهكذا فشلا في الحصول على وسيلة نقل، فبقيا في القرية في بحر من القلق! ثم أخذ هذا القلق يزول في الاتجاه المعاكس، ولكن ليحل محله قطع ويقين، فالعبوة تعطلت حتماً، إذ كان ينبغي أن تنفجر منذ زمن، وإلى الآن لم يصل إلينا لا صوت ولا خبر!!

-      إن غداً لناظره قريب!!

وهنا، وفي قمة القلق على العبوة التي شغلت بال الشيخ طيلة فترة ما بعد الظهر، وقع أيضاً ما ليس في الحسبان، فقد فوجئ بزوجته تدخل إلى البيت وتنظر إليه نظرة ملؤها العتب وقد بدا عليها التعب والإرهاق!! وما أن رآها حتى خبط بيده على رأسه.

-      يا الله!!

وأخذ يستعمل كل ما في قاموسه من عبارات الاعتذار لها وهي تتلقاها بكل صبر ورحابة صدر، فقد كانت تعودت عليه، لقد أنزلها في صباح هذا اليوم إلى مدينة صور للمعالجة عند الطبيب ووعدها بالعودة خلا ساعة، ولكنه نسيها هناك، وذهب لكي يزرع العبوة مع عبد الحسن!

      وفي اليوم التالي، كان العمل الزراعيون في طيردبا يتداولون أخبار الدورية الإسرائيلية، التي مشطت البستان فاكتشفت العبوة ثم كمنت بانتظار الذين زرعوها، وكانت بقية القصة أنهم لما يئسوا من عودة المقاومين فكوها وانصرفوا بعد أن انتظروهم هزيعاً من الليل.

      ولم تنقض سنة 1983 حتى أصبح وجود هؤلاء المقاومين في أي جزء أو موقع أو منعطف من هذه الطريق ومتفرعاتها علماً على عملية سوف تقع أو عبوة سوف تنفجر.. وحتى أصبح كل من يعرفهم من أهل المنطقة ويرى أحدهم في أحد هذه المواقع يعلم أن هناك عمل ضد اليهود أو عبوة سوف تنفجر، فقد كانوا في حركة دائبة لا تهدأ ولا تكل، حتى حولوا المنطقة إلى جحيم أحرق المحتلين الذين أخذوا يسيرون الدوريات الكثيفة ويستحدثون المراكز الثابتة في وادي جيلو والبازورية وشانيه والحمادية والبرج الشمالي.

      وبينما كانت تأفل سنة 1983 وتأخذ بالمغيب، كانت عشرات العمليات قد نفذت بين هجوم مباشر وعبوة ناسفة، وأخذ القلق يستبد بالعدو فقد ظهر ذلك في الدوريات الكثيفة التي أخذ يسيرها على طريق طيردبا الحمادية صور، وعلى طريق جويا صور، وعلى طول الطريق الساحلي من مفترق رأس العين إلى جسر القاسمية، وظهر في المواقع المحصنة التي استحدثها على جوانب هذه الطرق وعلى مفترقاتها والروابي العالية المشرفة عليها، وفي النشر السريع للحواجز في كل المنطقة كلما نفذت عملية مهما كان حجمها، كذلك نشطت حركة العملاء في قرى المنطقة، واشتد الخطر، وابتدأت مرحلة جديدة تلوح في الأفق.

      وفي ليلة من أوائل ليالي شتاء 1984 الباردة توقفت سيارة واطفأت أنوارها بعد أن أدلفت إلى مدخل بستان، ثم أطفأت محركها، فساد المنطقة سكون لا يقطعه إلا صراصير الليل وأصوات جنزير دبابة تارة وصلية رشاش تسمع من بعيد تارة أخرى، وبعد قليل جاءت سيارة أخرى فخففت سرعتها واقتربت حيث توقفت الأولى ثم أطفأت محركها وأنوارها، وخرج منها اثنان فأدلفا إلى داخل الأولى.. وهكذا عقد اجتماع لقيادة المقاومة داخل المنطقة المحتلة..

-      الظاهر أن الوضع أصبح معقداً إلى حد ما!!

حدق فيه الآخران وقد حبسا أنفاسهما وهما ينتظران منه إكمال الكلام ولكن عتمة الليل منعتهما من تبين ملامح وجهه، فاستطرد بعد ثوان.

-  عندنا عدة مشاكل، فبعض الإخوان من الشباب العاملين ينكشفون للعدو، فنضطر إلى إرسالهم إلى بيروت لإبعادهم عن عيون العملاء.

-  ولكنهم لا يستطيعون البقاء في قراهم، فهي صغيرة ومحدودة! والعملاء يستطيعون إحصاء كل داخل وخارج.

-  نعم! ولكن إذا استمر الوضع هكذا فسوف نرسل كل من ينكشف إلى بيروت! وهذه مشكلة كبيرة! وأنتم تعرفون أن هذا خطأ كبير ومن غير المسموح أن يستمر..

طيب! وما هي المشكلة الأخرى؟

-  البعض الآخر من الإخوان الذين يلتحقون بالعمل في الجنوب!! فنحن نحتاج إلى بيوت تأويهم في قرى غير قراهم، وليسوا منكشفين فيها، ولذلك أردنا أن نطرح حلاً في لقائنا هذا..

-      ما هو! سمّعنا

-      إن الوضع داخل بلدة معركة جيد!

-      من أية ناحية؟

-  هي أولاً بلدة كبيرة نسبياً، يمكن أن يضيع الجديد غير المعروف فيها، فإذا دخل وخرج فإنه لا يكون معروفاً من العملاء، وسوف يتمتع رجالنا بسبب ذلك بأشهر من الأمان والقدرة على الحركة إلى أن ينكشف أمرهم مجدداً..

ومعركة ثانياً، وهو الأهم، تحوي جماهير مؤمنة متدينة، حتى وإن عانت من المشاكل مع المنظمات الفلسطينية إلا أنها معبأة ضد إسرائيل، وتضمر لها كراهية لا توصف، وسوف تكون هذه الجماهير درعاً لرجالنا إذا اتخذوا معركة قاعدة لهم، لأن هذه الجماهير منقادة لرجل متدين هو خليل جرادي وهذا سوف يساعد على احتضان رجالنا، وعلى تأمين التغطية الجماهيرية إذا ما اتخذ رجالنا معركة قاعدة لهم فيما لو حاولت إسرائيل مطاردتهم داخلها..

-  هذه عناصر فكرتُ بها وأعرضها أمامكم، وإذا وافقتم عليها فإننا ينبغي أن نوجه رجالنا المكشوفين إلى أن ييمموا شطر معركة، التي سوف تتحول إلى قاعدة إلى بقية رجالنا في الجنوب والقادمين إليه من بيروت والبقاع، فنستطيع بذلك حل مشاكل مستودعات الأسلحة وبيوت لإيواء الشباب الآتين من خارج الجنوب..

وران على الجميع صمت طويل، فكانوا وكأنهم على أبواب مرحلة جديدة من العمل والتحول..

-      طيب! توكلوا على الله.. من هو الذي سوف نطلب منه الدخول إلى معركة وافتتاح الطريق؟

وتحولت معركة منذ اليوم الأول إلى دار هجرة للمقاومين، إلا أنها بقيت سرية مغلقة، محصورة بمن تأذن له قيادة المقاومة بالتوجه إلى معركة. ثم أخذت بقية المجموعات تصل تباعاً، وخلال أيام قلائل وصل محمد حدرج الذي كان قد غادر الجنوب إلى بيروت.. وكان اللقاء بين علي بدوي ومحمد حدرج حار جداً.. ثم وصل بعده بأيام خضر الجوني، مدرّب التخريب في المعسكر وكان فرح محمد حدرج بوصول مدربه كبيراً إلى الدرجة التي جعلته يصرخ وهو يستقبله: الله أكبر سوف يتحرر الجنوب يا إخوان.

***

      وفي أوائل سنة 1984، كان البيت يعج بالرجال، وكان صالح حرب قد وصل لتوه في صبيحة ذلك اليوم، ولم يكن في الأجواء ما يزعج أو يثير القلق، مما عكس جواً من المزاح والمرح بين الشباب، كان خلاله الشيخ محمد زيدان يوزّع أكواب الشاي التي ما إن استقرت في أيديهم حتى سرى الدفيء في أبدانهم، بينما تمدد صالح حرب قرب خضر الجوني الذي أفسح له مكاناً إلى جانبه، وتناول خضر قدحاً من الشاي سارع إلى رشف رشفة منه، متحسساً رائحته العطرة بأنفه، وكان صالح وما زال ممداً وقد أغمض عينيه فقال له خضر:

-      يبدو أنك نائم يا أخ صالح.

-      لا لست نائماً.. أنا بانتظاركم

-      إذن احتس الشاي ولنبدأ الجلسة

وما إن أنهى عبارته حتى استوى جالساً، ثم قال عبارة حسمت النظام في الجلسة..

-      صلوا على محمد وآل محمد يا إخوان..

وبينما كانوا يصلون على محمد وآل محمد كانوا يعتدلون في جلساتهم ويوقفون حركات المزاح والمرح وقد اختفت الضحكات من وجوههم الملائكية.. وعلى أصوات الارتشاف المنبعثة من تلاقي الشفاه مع حافات أكواب الشاي الساخنة أخذ (خضر) زمام الكلام..

-  الحمد لله على توفيقه، فقد كانت حصيلة الأشهر الماضية جيدة على مستوى الخسائر التي أحدثناها عند العدو، وكذلك على مستوى الخسائر في صفوفنا، ومن جهة السير في تطبيق خطتنا العامة التي أسسناها..

-      أحم .. عفواً!!

قطع صالح حرب كلامه، واستطرد:

-  نحن كنا في منطقة أخرى، فنرجو أن تطلعونا قليلاً على الوضع هنا، نرجو كذلك إعادة الكلام في الخطة العامة، حتى نسمعها نحن أيضاً.

-      أكيد، سوف نفعل ذلك إن شاء الله (واستطرد مبتسماً) على طول الأخ صالح مستعجل..!!

وسرت ضحكات خفيفة بين الشباب، قطعها صالح حرب بحدجة من عينيه، فيما استمر خضر الجوني في كلامه..

-  نحن عندنا في منطقتنا هنا عدة طرقات تشكل شرياناً لحركة العدو ولتنقلاته العسكرية، هي طريق صريفا العباسية صور، وطريق الشهابية جويا البرج الشمالي صور وطريق قانا عينعبال صور وطريق معركة طيردبا صور، والطريق الساحلية الدولية.. وهناك عدة طريق جانبية وقادوميات تربط هذه الطريق الرئيسة، والمرحلة الأولى التي يجب إنجازها بأي ثمن ومهما غلت التضحيات هي إجبار العدو على اتخاذ مواقع ثابتة على هذه الطرق وحولها وفوق التلال والجبال المشرفة عليها وذلك عبر ضرب دوريات العدو على هذه الطرق بقوة وبكثافة وباستمرار وبمختلف الأشكال، يعني بالعبوة والكمين والهجوم، وسوف يضطر العدو إلى استحداث مواقع ثابتة لحماية هذه الطرق ولحماية دورياته بنجدتها بسرعة إذا تعرضت لهجوم، وذلك لا يتم إلى إذا استحدث مواقع كثيرة ومختلفة على هذه الطرق، وهذه المواقع سوف تكون بلا شك محصّنة ومحاطة بالأسلاك، وعندئذٍ سوف تتحول قوة لا بأس بها للعدو إلى قوى مجمّدة ثابتة فاقدة لزمام المبادرة..

-      وهذا يعني أنها ستتحول إلى أهداف ثابتة لنا!

-  أحسنت!! وليس لنا فقط، بل حتى لغيرنا من التنظيمات الأخرى والقوى الفاعلة على الأرض، وسوف يصبح الهجوم عليها أمراً عادياً سهلاً..

-      وبعد ذلك؟

-  سوف نرى وترون ونفكر وتفكرون، فإن كثيراً من الأسلحة التي هي بأيدينا اليوم ولا نجد لها إمكانية استعمال كالصواريخ والهاونات سوف تجد لها حينئذ مجالات رحبة جداً للعمل.. ولقد أنجز الشباب حتى الآن مقداراً لا بأس به ظهرت آثاره على طريق جويا صور حيث استحدث العدو موقعين لحماية الطريق فوق وادي جيلو وقرب جويا، وعلى طريق صريفا صور حيث استحدث العدو مثلث دير قانون النهر، وعلى الطريق الدولية حيث استحدث العدو موقع القاسمية، فعلينا الاستمرار في الهجمات حتى نجبر العدول على نشر مواقعه في طول وعرض هذا المثلث الممتد من دير قانون رأس العين إلى القاسمية غرباً إلى صريفا وجويا شرقاً.

توزع الرجال في الأيام التي تلت إلى مجموعات، بعضها اثنان، وبعضها ثلاثة، وقصدت كل مجموعة منها هذه الطرق التي تخترق المثلث، إما للاستطلاع والرصد وإما لزرع عبوة أو نصب كمين.. وابتدأ ديدن من العمل العسكري يطبق في معركة، القاعدة الآمنة، فكان الرجال يرتاحون في أحد بيوتها بينما يخرج واحد أو اثنان للرصد والاستطلاع، فإذا ما نضج هدف فإن الراصد يعود إلى معركة ليتحرك مع من يجده من الشباب، فيضربون الهدف ثم يعودون إلى معركة وهكذا.

ثم أخذت علاقاتهم ببعض شباب معركة تنضج على نار هادئة، وبصمت وسكون، فقد كان توجه قيادة المقاومة جعل معركة قاعدة آمنة ومخبأ لرجالها دون ضجيج وإلفات نظر للصهاينة وعملائهم، إلا أن هذه العلاقات التي نُسجت وإن كانت قليلة لكنها كانت كافية لكي تفتح بيوتاً أخرى للرجل تحوّلت إلى محطات للنوم والاستراحة وتخزين السلاح والصواريخ والعبوات والذخائر، وأصبحت مراكز يأوي إليها المقاومون سواء منهم المقيمون من أهل جبل عام أم القادمون من بيروت أم أولئك القادمون من البقاع..

وهكذا، أخذ انتقال الشباب إلى التمركز في معركة يشكل بعداً آخر من أبعاد العمل المقاوم، فقد كانوا إذا احترقوا (حسب التعبير العسكري للإنكشاف وانقطاع إمكانية العمل السري) ينزلون إلى بيروت أو يهاجرون إلى خارج لبنان، وهناك يبتعدون عن العمل الجهادي، فينسوا ويتراخوا وينصرفوا إلى أعمال أخرى بعيدة عن العمل المقاوم، فلما انتشرت فكرة التمركز في معركة، وكانت بلدة كبيرة يطغى على أهلها التدين والالتزام الديني ويوجد فيها حالة شعبية حامية مطيعة لقائد مجاهد وهو خليل جرادي، أخذت هذه الفكرة تروق لكثير من الشباب المقاومين، فكانوا إذا انكشفوا في قراهم يتوجهون إلى معركة وهناك كان يتغير وضعهم التنظيمي، فيكون الواحد منهم عاملاً في قطاع بنت جبيل مثلاً فينكشف فيصبح عاملاً في قطاع صور من خلال التمركز في معركة.. فأصبحت معركة مركزاً للمقاومة الإسلامية، وحلت محل بيروت، بل انقلب الأمر تماماً وأخذ من يرغب في المشاركة في المقاومة وتوافق عليه القيادة في بيروت ترسله إلى معركة رأساً حيث يتمركز ويشارك، وكذلك أصبحت معركة مركزاً لالتقاء العاملين في المقاومة ولعقد اجتماعاتهم، حيث لا يستطيعون أن يلتقوا أو يجتمعوا في أمكنة أخرى..


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net