متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
اعترافات الأعداء والأصدقاء بتنصيب الإمام علي وتتويجه إماما للمسلمين من بعد النبي
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

اعترافات الأعداء والأصدقاء بتنصيب الإمام علي وتتويجه إماما للمسلمين من بعد النبي

شهادة عمر بن الخطاب واعترافاته : مع أن عمر بن الخطاب ، هو الذي قاد الانقلاب على الشرعية الإلهية ، ونفذ نسف كافة الترتيبات الإلهية المتعلقة بالقيادة والتي أعلنها الرسول وبينها بيانا كاملا ، وعلى الرغم من أنه قد نصب أبا بكر خليفة ثم وصل إلى سدة الخلافة بعهد من الخليفة الأول إلا أنه قد صدرت منه مجموعة من الاعترافات تفيد بأن آل محمد أولى بميراثه وسلطانه ، وأن

- ص 98 -

علي بن أبي طالب هو الخليفة الشرعي الذي اختاره الله ونصبه رسوله ، من ذلك :

 1 - أن عمر بن الخطاب خاطب الأنصار في سقيفة بني ساعدة قائلا : ( إنه والله لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم ، ولكن العرب لا ينبغي أن تولي هذا الأمر إلا من كانت النبوة فيهم . . . من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته . . . ) ( 1 ) . أنت تلاحظ أن حجة عمر هي حجة أهل البيت وقد وظفها عمر لصالحه .

 2 - وعمر يجلس على كرسي الخلافة المغتصبة قال يوما لابن عباس : ( . . . أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان علي بن أبي طالب أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر . . . ) ( 2 ) .

 3 - ثم أعلن عمر بن الخطاب الحقيقة تامة يوم صرح قائلا : ( بأن الأمر كان لعلي بن أبي طالب ، فزحزحوه عنه لحداثة سنة والدماء التي عليه ) ( 3 ) . فهذا إقرار بأن عمر بن الخطاب يعلم علم اليقين بأن الأمر لعلي بن أبي طالب ، وكيف ينسى ذلك وهو أول من بايع الإمام وهنأه في غدير خم ! ! قال الحسن بن علي يوما لعمر بن الخطاب : ( انزل عن منبر أبي ) ، فقال عمر : ( هذا منبر أبيك ) ( 4 ) .

 

( 1 ) الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 6 .
( 2 ) الراغب في المحاضرات ج 7 ص 13 ، وكنز العمال ج 6 ص 391 .
( 3 ) راجع شرح النهج ج 2 ص 18 ، والطبقات لابن سعد ج 3 ص 130 ، وكتابنا المواجهة ص 273 .
( 4 ) ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 4 ص 321
 . ( * )

 
 

- ص 99 -

شهادة واعتراف معاوية بن أبي سفيان : مع أن معاوية وأباه هما اللذان قادا جبهة الشرك ضد رسول الله ، وقاوماه بكل أساليب المقاومة ، وحارباه بكل فنون الحرب ، ولم يستسلما حتى أحيط بهما فاضطرا اضطرارا للتلفظ بالشهادتين ، وأخفيا حقدهم الدفين على محمد وآل محمد لأنهم قتلة الأحبة على حد تعبير هند أم معاوية ، وقتلة شيوخ الوادي على حد تعبير أبي سفيان .

إلا أن معاوية أجاب محمد بن أبي بكر على رسالته قائلا : ( . . . ذكرت حق ابن أبي طالب ، وقديم سوابقه وقرابته من نبي الله ونصرته له ، ومواساته إياه في كل خوف وهول ، واحتجاجك علي بفضل غيرك لا بفضلك ، فاحمد إلها صرف الفضل عنك وجعله لغيرك . وقد كنا وأبوك معنا في حياة من نبينا نرى حق ابن أبي طالب لازما لنا ، وفضله مبرزا علينا ، فلما اختار الله لنبيه ما عنده وأتم له ما وعده . . . فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه وخالفه . على ذلك اتفقا واتسقا ، ثم دعواه إلى أنفسهم ، فأبطأ عنهما ، وتلكأ عليهما ، فهما به الهموم ، وأرادا به العظيم فبايع وسلم لهما لا يشركانه في أمرهما ، ولا يطلعانه على سرهما ، حتى قبضا وانقضى أمرهما . . . ) ( 1 ) .

وقد أشار الطبري إلى الرسالتين المتبادلتين بين محمد ومعاوية إلا أنه لم يفصل قائلا : ( كرهت ذكرها لما فيه مما لا يحتمل سماعه العامة ) ( 2 ) .

وامتنع ابن الأثير عن ذكرها لنفس الحجة ( لما فيه مما لا يحتمل سماعه العامة ) ( 3 ) .

 

( 1 ) صفين لنصر بن مزاحم - ط القاهرة سنة 1382 ه‍ ص 118 - 119 ، ومروج الذهب للمسعودي ط سنة 1385 ج 3 ص 11 .
( 2 ) تاريخ الطبري - ط أوروبا ج 1 ص 3228 .
( 3 ) تاريخ ابن الأثير - ط أوروبا ج 3 ص 108
 . ( * )

 
 

- ص 100 -

فإذا كان معاوية الطليق ابن الطليق الذي قاد وأبوه الشرك والمواجهة ضد النبي طوال 21 عاما والذي قتل الإمام علي أخاه وجده وخاله وابن خاله وسادات بني أمية يرى حق ابن أبي طالب لازما له ، وفضله مبرزا عليه ، فالأولى بغيره أن يرى هذا الحق ويعرف هذا الفضل ! ! مما يعني أن الترتيبات الإلهية التي أعلنها النبي والمتعلقة بالإمامة أو القيادة من بعد النبي ، قد صارت قناعة عامة عند الناس ، وقبلوا بها ولم تنزع هذه القناعة إلا بتدابير وجهود جبارة خاصة بذلها الكارهون لما رتب الله ورسوله .

شهادة المقداد بن عمر : قال المقداد بن عمر : ( واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين ، وابن عم الرسول ، وأفقههم في دين الله ، وأعظمهم عناء في الإسلام . . . والله لقد زووها عن الهادي المهتدي ، الطاهر المتقي ، والله ما أرادوا إصلاحا للأمة ، ولا صوابا في المذاهب ، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة فبعدا وسحقا للقوم الظالمين ) ( 1 ) .

شهادة الأنصار : في سقيفة بني ساعدة وفي غياب الإمام علي وفي حضور ذلك النفر من المهاجرين الذين اتفقوا على إهمال الترتيبات الإلهية التي أعلنها النبي والمتعلقة بمن يخلفه ( قالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلا عليا ) ( 2 ) .

 

( 1 ) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 140 .
( 2 ) تاريخ الطبري ج 3 ص 120 وط أوروبا ج 1 ص 1818 ، وابن الأثير ج 2 ص 123 قال : ( إن الأنصار قد قالت ذلك بعد أن بايع عمر لأبي بكر
. ( * )

 
 

- ص 101 -

وقال المنذر بن الأرقم مخاطبا ذلك النفر من المهاجرين : ( ما ندفع فضل من ذكرت وإن فيهم لرجلا لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد - يعني علي بن أبي طالب - ) ( 1 ) . ( وكان عامة المهاجرين والأنصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 2 ) .

 

( 1 ) رواه اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 103 والزبير بن البكار في الموفقيات ص 579 .
( 2 ) الموفقيات للزبير بن بكار ص 580
 . ( * )


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net