متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
حوادث مشابهة لمرض النبي ومواقف مختلفة عن موقفهم مع النبي ، مرض أبي بكر ، الموقف المناقض عمر بن الخطاب
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

حوادث مشابهة لمرض النبي ومواقف مختلفة عن موقفهم مع النبي ! !

مرض أبي بكر

مرض أبو بكر مرضا شديدا قبل وفاته ، فدعا عثمان بن عفان قبل وفاته بقليل ليكتب وصية أبي بكر ، وتوجيهاته النهائية ، وطلب من عثمان أن لا يسمع أحد بذلك ، وعندما جلس عثمان بجانب فراش أبي بكر قال له أبو بكر : أكتب ( إني قد وليت عليكم . . . ) ثم أغمي عليه من شدة الوجع فكتب عثمان اسم عمر ( إني قد وليت عليكم عمر ) فلما أفاق أبو بكر من غيبوبته طلب من عثمان أن يقرأ عليه ما كتب ، فقرأ عثمان ، فسر أبو بكر وقال لعثمان ( لو كتبت اسمك لكنت أهلا لها ) ( 1 ) .

لقد أتاح المسلمون لأبي بكر الفرصة ليكتب وصيته وتوجيهاته النهائية ، وعاملوه أثناء مرضه بكل التقديس والاحترام ، ولم يقولوا له أنت تهجر ، ولا قالوا له : إن المرض قد اشتد به ، ولا قالوا له : حسبنا كتاب الله ، ولا كسروا بخاطره ولا أساؤوا كما أساؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 

( 1 ) تاريخ الطبري ج 2 ص 429 : وسيرة عمر لابن الجوزي ص 37 ، وتاريخ ابن خلدون ج 2 ص 85 ، وكتابنا النظام السياسي ص 159 ، وكتابنا المواجهة ص 540  . ( * )

 
 

- ص 152 -

الموقف المناقض لعمر بن الخطاب عندما أراد أبو بكر أن يكتب توجيهاته النهائية ووصيته كان عمر يجلس مع الصفوة التي اختارها أبو بكر لتشهد كتابة وصيته وتوجيهاته النهائية ، وكان معه شديد مولى أبي بكر . فكان عمر يقول : ( أيها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله إنه يقول : إني لم آلكم خيرا ) ( 1 ) .

قارن بربك بين موقف عمر وحزبه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما أراد أن يكتب وصيته وتوجيهاته النهائية أثناء مرضه ، وبين موقف عمر وحزبه من أبي بكر يوم كتب أبو بكر وصيته وتوجيهاته النهائية ! ! ! لم يقل عمر إن أبا بكر قد اشتد به الوجع ، مع أن وجع أبي بكر كان أشد من وجع الرسول ! ! ولم يقل عمر إن أبا بكر قد هجر كما قال ذلك لرسول الله مع أن أبا بكر قد أغمي عليه قبل أن يتم الجملة ! ! ولم يجمع عمر الجموع ويقتحم بيت أبي بكر ، كما جمع الجموع واقتحم بيت النبي ، واتفق مع ذلك الجمع الذي جمعه على ترديد ( اللازمة ) القول ما قال عمر ، ولم يختلف الحضور ولم يتنازعوا ، ولم يكثر اللغط واللغو ، ولم تتدخل النساء ، لقد وفرت زعامة بطون قريش المناخ الملائم لوصية وتوجيهات أبي بكر النهائية لماذا لأن أبا بكر وعمر وزعامة بطون قريش من حزب واحد وعلى خط واحد ، أما رسول الله فليس من حزبهم ولا على خطهم ! !


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net