متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
أقدم صد ومنع لكتابة سنة الرسول و روايتها
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

أقدم صد ومنع لكتابة سنة الرسول وروايتها

قال عبد الله بن عمرو بن العاص : " كنت أكتب كل شئ سمعته من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش ! ! وقالوا تكتب كل شئ سمعته من رسول الله ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا . . . " ( 1 )

وهذا أقدم صد عن سنة رسول الله ، وأول محاولة لمنع كتابة سنن الرسول ، ومن يحرض على منع كتابة سنة الرسول ، يحرض أيضا على منع روايتها ، الجهة التي حرضت عبد الله بن عمرو بن العاص على عدم كتابة سنة الرسول جهة معروفة ، ولكن عبد الله بن عمرو يخشى الكشف عنها مما يدل على أنها جهة مرموقة أو حاكمة ، لذلك كنى عنها بقوله : " فنهتني قريش " في سقيفة بني ساعدة كان أبو بكر وعمر وأبو بكر عبيدة يتكلمون باسم قريش كلها ، فكانوا يعتبرون أنفسهم الناطقين الرسميين باسم عشيرة النبي قريش ! ! !

وعندما ذكر عبد الله بن عمرو بن العاص هذه الواقعة كان الثلاثة يشكون أركان دولة الخلافة ، فلم يكن من الملائم أن يسميهم بأسمائهم حتى لا يحمل قوله على محمل الطعن بهم ، لذلك عبر عنهم بكلمة " فنهتني قريش " والأحداث التي تلت ذكر عبد الله بن عمرو لهذه الواقعة تؤكد أن النهي قد صدر من ذلك النفر وبالتحديد من أبي بكر وعمر ! !

وسبب تحريض عبد الله بن عمرو على عدم كتابة كل شئ يسمعه من رسول الله هو اعتقاد " قريش " أن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضا ، فلا ينبغي أن يكتب من كلامه إلا ما صدر عنه وهو في حالة رضا ، أما كلامه وهو في حالة الغضب

 

( 1 ) سنن أبي داود ج 2 ص 126 ، وسنن الدارمي ج 1 ص 125 ، ومسند أحمد ج 2 ص 162 و 207 و 216 ، والمستدرك للحاكم ج 1 ص 105 و 106 ، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 1 ص 85 ، وكتابنا المواجهة ص 254  . ( * )

 
 

- ص 253 -

فيجب أن لا يكتب ، ويبدو أن ذلك النفر قد بث هذه الشائعة على نطاق واسع بدليل حديث عمرو بن شعيب قال : " قلت : يا رسول الله أكتب كل ما أسمع منك ؟ فقال الرسول نعم ، قلت : في الغضب والرضا ؟ قال الرسول : نعم فإني لا أقول في ذلك كله إلا حقا " ( 1 )

وقد أكد الرسول هذه الحقيقة لعبد الله بن عمرو بن العاص عندما ذكر له نهي قريش السابق عن كتابة كل ما سمعه من الرسول فقال عبد الله بن عمرو : فأومأ الرسول إلى فمه وقال : " أكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق " ( 2 )

وبالرغم من هذه التأكيدات القاطعة من رسول الله إلا أن " قريشا " أو ذلك النفر من قريش بقي على عقيدته السابقة والتي مفادها : بأنه ليس كل ما يقوله الرسول صحيحا ! ! وليس كل ما يقوله جديرا بأن يكتب ! !


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net