متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الخليفة يعمم على كافة الأمصار الخاضعة لحكمه لمحو سنة الرسول
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين


الخليفة يعمم على كافة الأمصار الخاضعة لحكمه لمحو سنة الرسول

لما نجح الخليفة عمر بن الخطاب بجمع ما لدى أكثرية المسلمين من سكان المدينة المنورة من سنة الرسول المكتوبة ، والكتب المحفوظة لديهم وإحراقها بالنار ، أصدر مرسوما عممه على كافة البلاد الخاضعة لحكمه هذا نصه : " أن من كان عنده شئ من سنة الرسول المكتوبة فليمحه " ( 1 ) .

لماذا فعل الخليفة ذلك وكيف برر هذه الأفعال

لقد استثار الخليفة أصحاب رسول الله بجمع سنة الرسول المكتوبة ، فأشاروا عليه بذلك ، وظن المسلمون أن الخليفة يريد أن يجمع سنة الرسول بالفعل لذلك أرسلوا له ما هو مكتوب منها عندهم لغايات شروع الخليفة بجمع السنة كذلك فن المسلمين قد أرسلوا للخليفة الكتب المحفوظة لديهم وهم يظنون أن الخليفة يريد أن ينظر بها فيقومها كما وعد .

لكن ، لما أمر الخليفة بإحراق ما تجمع لديه من سنة الرسول المكتوبة ومن الكتب وتم حرقها بالفعل ، ذهل الناس ، أو على الأقل تساءلوا لماذا يحرق الخليفة سنة الرسول المكتوبة ! ! ! ، فكان لا بد للخليفة من أن يبرر أفعاله ، فقال بعد أن تمت عملية التحريق : " إني كنت أردت أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانا قبلكم ، كتبوا ، فأكبوا عليها فتركوا كتاب الله - وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا " ( 2 )

ويروى أنه قد قال بعد أن أحرقها : " أمنية كأمنية أهل

 

( 1 ) كنز العمال ج 10 ص 291 .
( 2 ) تقييد العلم ص 49 ، ورواه في دفاع عن السنة ص 21 عن البيهقي في المدخل ، وتدوين السنة ص 272
 . ( * )

 
 

- ص 283 -

الكتاب " ( 1 ) ، أي حتى لا ينشغل الناس بالسنة عن القرآن .

النصوص التي استقينا منها تلك المعلومات الواردة بالفقرات السابقة

 أ - قال عروة بن الزبير : " إن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن ، فاستشار في ذلك أصحاب رسول الله ( ص ) ، فأشاروا عليه أن يكتبها ، فطفق عمر يستخير الله شهرا ، ثم أصبح يوما ، وقد عزم الله له ، فقال : إني كنت أردت أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا ، فأكبوا عليها فتركوا كتاب الله - وإني والله - لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا " ( 2 ) .

 ب - عن الزهري قال : " أراد عمر بن الخطاب أن يكتب السنن فاستخار الله شهرا ، ثم أصبح وقد عزم الله له فقال ذكرت قوما كتبوا كتبا فأقبلوا عليها وتركوا كتاب الله " ( 3 ) .

 ج - قال القاسم بن محمد بن أبي بكر : " إن عمر بن الخطاب بلغه أنه قد ظهر في أيدي الناس كتب ، فاستنكرها وكرهها وقال : أيها الناس إنه قد بلغني أنه قد ظهرت في أيديكم كتب ، فأحبها إلى الله أعدلها وأقومها ، فلا يبقين أحد عنده كتابا إلا أتاني به ، فأرى فيه رأيي ، فظنوا أنه يريد أن ينظر فيها ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه بكتبهم فأحرقها بالنار ثم قال أمنية كأمنية أهل الكتاب " ( 4 ) وفي بعض القول مثناة كمثناة أهل الكتاب ( 5 ) .

 

( 1 ) تقييد العلم ص 53 .
( 2 ) راجع كنز العمال ج 10 ص 291 ، وتدوين القرآن ص 371 ، وراجع المراجع المذكورة بالرقم 1
( 3 ) كنز العمال ج 10 ص 291 .
( 4 ) تقييد العلم ص 52 .
( 5 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 1 ص 140 طبعة ليدن
. ( * )

 
 

- ص 284 -

 د - قال يحيى بن جعدة : " إن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنة ، ثم بدا له أن لا يكتبها ثم تكب في الأمصار من كان عنده منها شئ فليمحه " ( 1 ) . ه‍ - " إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها ، فلما أتوه بها أمر بتحريقها " ( 2 ) .

 

( 1 ) تقييد العلم ص 53 .

( 2 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ، ترجمة القاسم بن محمد بن أبي بكر ج 5 ص 140  . ( * )

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net