متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
التركيز على أهل بيت النبوة عامة ، وعلى أئمتهم الأعلام في الوقت نفسه
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

التعميم والتخصيص معا التركيز على أهل بيت النبوة عامة ، وعلى أئمتهم الأعلام في الوقت نفسه

في الوقت نفسه الذي كان فيه رسول الله يركز تركيزا مكثفا وخاصا على حقيقة وطبيعة المكانة الخاصة المميزة التي اختارها الله تعالى لأهل بيت النبوة ، كان النبي يسلط أضواء ربانية كاشفة عن الرجال الأعلام من أهل بيت النبوة ، فكأنه يقول للمسلمين إن الله يعلم حيث يضع رسالته .

ففي غدير خم على سبيل المثال ففي الخطبة نفسها التي أعلن الرسول فيها حديث الثقلين الشهير أعلن فيه أن علي بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة ، وأنه الولي من بعد النبي في الوقت نفسه الذي أكد فيه الرسول بأن الإسلام في حقيقته يقوم على ركنين ، ويستند إلى ثقلين أحدهما كتاب الله وبيان النبي لهذا الكتاب ، والآخر عترة النبي أهل بيته ، أبرز تباعا علي بن أبي طالب ، وقدمه كمولى للمؤمنين ، والمؤمنات ، وكمولى لهم ، وعندما حث النبي على حب أهل بيت النبوة وحذر من بغضهم خص الإمام علي بن أبي طالب كما وضحنا سابقا .

- ص 445 -

مداخل لفهم التعميم والتخصيص معا المدخل الأول : قال حذيفة بن أسيد الغفاري إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم غدير خم : " إن الله مولاي ، وأنا مولاي المؤمنين وأنا أولى منهم على أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . . . ثم قال " إني سائلكم عن الثقلين " ( 1 ) .

المدخل الثاني : " قال زيد بن أرقم إن الرسول قد قال : " . . . وإني قد تركت فيكم الثقلين . . . ثم قال إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ( 2 ) .

المدخل الثالث : قال البراء بن عازب : إن الرسول قد صلى الظهر في غدير خم وأخذ بيد علي فقال للمسلمين : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، فقال الرسول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ( 3 ) .

المدخل الرابع : قال سعد بن أبي وقاص " . . . إن رسول الله قد قال أيها الناس إني وليكم ؟ قالوا : نعم ، ثم رفع يد علي بن أبي طالب فقال هذا وليي ويؤدي عني ديني ، وأنا موال من والاه ومعاد من عاداه " ( 4 ) .

 

( 1 ) راجع على سبيل المثال تاريخ دمشق / ترجمة علي لابن عساكر ج 2 ص 45 ح 47 ، وكنز العمال ج 1 ص 168 ح 959 ، ونوادر الأصول للترمذي ص 259 ، وراجع الأحاديث الواردة وارجع الثقلين .
( 2 ) راجع على سبيل المثال الخصائص للنسائي ص 93 و 26 ، والمناقب للخوارزمي الحنفي ص 93 ، وكنز العمال ج 5 ص 91 .
( 3 ) راجع على سبيل المثال ذخائر العقبى للطبري ص 67 ، وفضائل الخمسة ج 1 ص 350 ، والفصول المهمة ص 24 ، والحاوي للفتاوي للسيوطي ج 1 ص 122 ، وأنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 215 .
( 4 ) الخصائص للنسائي ص 102 ، والبداية والنهاية لابن كثير ج 5 ص 212 ، والمراجع السابقة
. ( * )

 
 

- ص 446 -

المدخل الخامس : قال سعد بن أبي وقاص ، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما بلغ غدير خم . . . ثم قال " أيها الناس من وليكم ؟ قالوا الله ورسوله ثم أخذ بيد على فأقامه ثم قال " من كان الله ورسوله وليه ، فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ( 1 ) .

الصحابة الكرام فهموا المقصود فهم المسلمون مغزى كلام النبي ، استوعبوا تلخيصه للموقف ، فتقدم كبار المسلمين وقدموا التهاني لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وكان من جملة المهنئين عمر بن الخطاب ، فقال لعلي بن أبي طالب " هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " ( 2 ) .

المعروف بالبداهة أهل بيت النبوة يعرفهم المسلمون قاطبة ، والمسلمون يعرفون أيضا بأن علي بن أبي طالب هو عميد أهل البيت النبوة بلا منازع ، وهو رجلهم المقدم الذي لا يتقدم عليه أحد ، ولا ينازعه بالعمادة أحد ، فأنت تلاحظ أن النبي قد أعلن عميد أهل بيت النبوة في الوقت نفسه الذي أعلن فيه حديث الثقلين .

سبب تقطيع النصوص وبترها كافة النصوص المتعلقة بحديث الثقلين والتي سقناها قبل قليل وحديث من كنت مولاه فهذا علي مولاه مقاطع من خطبة الرسول في غدير

 

( 1 ) راجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 101 ، وفضائل الخمسة ج 1 ص 365 ، وإسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 149 ، والرياض النضرة للطبري ج 2 ص 282 ، وملحق المراجعات وكتابنا نظرية عدالة الصحابة ص 252 .
( 2 ) راجع ذخائر العقبى للطبري ج 2 ص 23 ، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ، والرياض النضرة للطبري ج 2 ص 23 ، وفضائل الخمسة ص 350 ، والحاوي للفتاوي للسيوطي ج 1 ص 122 ، وكنز العمال ج 15 ، ص 117 ، وقريب من ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 50 و 52 ،
=>

 
 

- ص 447 -

خم ، وقد ألقيت الخطبة في مكان واحد وزمان واحد ، لكن الجانب الذي يتعلق بموالاة علي سبق وحده في أكثر الروايات ، والجانب المتعلق بحديث الثقلين سيق وحده ، ولم يثر الموضوع بعد وفاة الرسول الأعظم ، وظل ساكنا ، لأنه كان مناقضا للواقع السياسي الذي كان سائدا آنذاك ، وإثارته فيها حرج كبير . لكن فيما بعد أثير الجانب المتعلق بالإمام علي أثناء فترة العداء لعلي بن أبي طالب التي قادها معاوية والخلفاء الأمويون ، ففرضوا على الناس مسبة الإمام علي ( 1 ) .

فقام سعد بن أبي وقاص اعتراضا منه على مسبة الإمام علي وذكر الجانب المتعلق بموالاة الإمام علي ، ولم يكن أمام طلاب الدنيا وقت لسماع بقية حديث الثقلين كله ، ولا رغبة لسماعه ، ولا مع سعد بن أبي وقاص في هكذا مناخ الوقت لإتمام حديث الثقلين ، لقد كان المجتمع المسلم مشعوطا يومئذ تماما وكأنه على كف عفريت ، لا يسمع وإذا سمع فإنه لا يريد أن يعقل ، وأي حيادي ، غير متأثر بالثقافة التاريخية يكتشف أن الأمور الثلاثة التي أعلنها النبي في غدير خم مترابطة تماما وتصب في ذات المغزي الذي عناه رسول الله ( 2 ) .

 

=> ح 550 و 551 ، وأنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 15 ، والمناقب للخوارزمي الحنفي ص 94 ، والغدير للأميني ج 1 ص 18 و 20 .
( 1 ) راجع صحيح مسلم ج 2 ص 360 ، وصحيح الترمذي ج 5 ص 301 ح 3808 ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج 3 ص 109 ، وترجمة علي في تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 206 ح 271 و 272 ، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 28 ، ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 107 ، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 84 ، والمناقب للخوارزمي الحنفي ص 59 ، وأسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 134 وج 4 ص 25 و 26 ، والإصابة لابن حجر العسقلاني ج 2 ص 509 ، والغدير للأميني ج 1 ص 257 وج 3 ص 200 ، والعقد الفريد لابن
عبد ربه ج 4 ص 29 ، ووقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 92 و 82 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 256 و 361 وج 3 ص 100 وج 4 ص 72 تحقيق أبو الفضل ، وتذكرة الخواص لابن الجوزي ص 62 .
( 2 ) راجع كتابنا المواجهة ص 450 وما فوق وكتابنا الهاشميون ص 171 - 183
 . ( * )


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net