متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل الثاني: دور أهل بيت النبوة بالمحافظة على سنة رسول الله
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

الفصل الثاني : دور أهل بيت النبوة بالمحافظة على سنة رسول الله بأمر من الله

أعد رسول الله الإمام عليا ليكون أول إمام للأمة بعد موت النبي وأهله تأهيلا خاصا ليكون قادرا على الإجابة على أي سؤال من أي إنسان على وجه الأرض يتعلق بالقرآن أو سنة الرسول أو دين الإسلام بشكل عام في أي أمر من أمور الدنيا أو الآخرة ، والإمام علي هو الإنسان الوحيد في زمانه الذي أعلن على رؤوس الأشهاد قائلا " سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل نزلت أم في جبل " ( 1 )

ولقد أقسم الإمام علي قائلا : " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت في من نزلت ، وعلى من نزلت ، وأين نزلت " ( 2 )

قال الإمام علي : " ما دخل رأسي نوم ولا عهد إلى رسول الله حتى علمت من رسول الله ما نزله به جبريل من حلال أو حرام أو سنة أو أمر أو نهي فيما نزل فيه ، وفيمن نزل " وكان الرسول يتحفظ عدد الأيام التي غاب بها عن الإمام علي فإذا التقيا قال له رسول الله يا علي نزل علي في يوم كذا كذا وفي يوم كذا كذا حتى

 

( 1 ) طبقات ابن سعد ترجمة علي ج 2 ف 20 ط أوروبا .

( 2 ) المصدر السابق . ( * )  
 

- ص 449 -

يعدهما عليه إلى آخر اليوم الذي وافى فيه . . . " ( 1 ) .

كان علي يعلم كل ما يعلم رسول الله ، ولم يعلم الله رسوله شيئا إلا وقد علمه رسول الله لأمير المؤمنين علي ( 2 ) .

لقد علم الله رسوله القرآن وعلمه شيئا سوى ذلك ، فما علمه الله ورسوله فقد علم رسول الله عليا ( 3 ) .

قال الإمام الصادق : " إن الله علم رسوله الحلال والحرام والتأويل ، وعلم رسول الله علمه كله عليا " ( 4 ) .

وأمر رسول الله الإمام عليا أن يكتب ما يمليه عليه رسول الله قائلا " اكتب ما أملي عليك " فقال الإمام علي يا نبي الله أتخاف علي النسيان ! ! فقال الرسول لست أخاف عليك النسيان ولكن اكتب لشركائك ، ولما سأله الإمام عن شركائه قال هم الأئمة من ولدك ، وأومأ إلى الحسن ، وقال هذا أولهم ، ثم أومأ إلى الحسين ، ثم قال الأئمة من ولده ( 5 ) .

قال الإمام الباقر " يا حمران في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا بخط علي وإملاء رسول الله ، ولو ولينا الناس لحكمنا بما أنزل الله لم نعد ما في هذه الصحيفة " ( 6 ) .

وقال الإمام عن هذه الصحيفة يوما " ما على الأرض شئ يحتاج إليه إلا هو فيها حتى أرش الخدش " ( 7 ) .

 

( 1 ) بصائر الدرجات ص 197 ح 4 .
( 2 ) بصائر الدرجات ص 292 ح 13 .
( 3 ) بصائر الدرجات ص 290 - 291 ح 3 و 9 ، ومعالم المدرستين ج 2 ص 304 - 305 .
( 4 ) بصائر الدرجات ص 290 ، والوسائل ج 3 ص 391 ح 19 ، ومستدرك الوسائل ج 3 ص 192 ح 21 .
( 5 ) الأمالي للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ج 2 ص 56 ، والمعالم ج 2 ص 306 .
( 6 ) بصائر الدرجات ص 143 .
( 7 ) بصائر الدرجات ص 147
. ( * )

 
 

- ص 450 -

ووضح الإمام الصورة بقوله " إن عليا كتب العلم كله القضاء والفرائض ، فلو ظهر أمرنا لم يكن شئ إلا فيه نمضيها " ( 1 )

وفي رواية " لم يكن شئ إلا وفيه سنة نمضيها " ( 2 )

وأكد الإمام الصادق هذه الحقيقة بقوله " إن عندنا صحيفة من كتاب علي طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها فلا نعدوها " ( 3 )

وقال أيضا " ما ترك الإمام علي شيئا إلا وكتبه حتى أرش الخدش " ( 4 )

وقال الإمام الصادق " والله إن عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش ، أملاه رسول الله وكتبه الإمام علي بيده " ( 5 ) .

ووضح الإمام جعفر الصادق الصورة بقوله " إن عندنا جلدا أملى رسول الله وخطه علي بيده ، وإن فيه جميع ما يحتاجون إليه حتى أرش الخدش " ( 6 ) .

وقال الإمام جعفر : " ما ترك علي شيعته وهم يحتاجون إلى أحد في الحلال والحرام حتى إنا وجدنا في كتابه أرش الخدش " قال الراوي ثم قال " أما إنك إن رأيت كتابه لعلمت أنه من كتب الأولين " ( 7 ) .

والخلاصة أن الإمام عليا قد تعلم من رسول الله القرآن ، وبيان النبي لهذا القرآن ، وأن رسول الله قد أملى على الإمام علي سنته الشريفة ، وأن الإمام عليا كتبها بخط يده ، واحتفظ بها طيلة حياته ، ولما دنت منيته سلمها إلى الإمام الحسن ، واحتفظ بها الإمام الحسن طيلة حياته ، ولما دنت منيته

 

( 1 ) بصائر الدرجات ص 143 .
( 2 ) بصائر الدرجات ص 146 .
( 3 ) المصدر السابق .
( 4 ) بصائر الدرجات 148 .

( 5 ) بصائر الدرجات ص 145 .
( 6 ) بصائر الدرجات ص 147 و 143 .
( 7 ) بصائر الدرجات ص 166
 . ( * )
 
 

- ص 451 -

سلمها إلى الإمام الحسين ، وقبل أن يسافر الإمام إلى العراق أودعها عند أم المؤمنين أم سلمة ، وأمرها بأن تسلمها إلى ابنه علي ، ثم بقيت عند الإمام علي بن الحسين طيلة حياته ، ولما دنت منيته سلمها إلى الإمام محمد الباقر ، وهكذا انتقلت سنة الرسول التي أملاها الرسول بنفسه وكتبها الإمام علي بخط يده من إمام إلى إمام حتى استقرت الآن بحوزة الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) ، فكتب الإمام علي وسلاحه وسيفه ودرعه محفوظة الآن عند الإمام المهدي وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة ، كما كانت محفوظة من قبل عند كل إمام من الأئمة الأحد عشر .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net