متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
أهل بيت النبوة يعلمون من سنة رسول الله كل شيء
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

أهل بيت النبوة يعلمون من سنة رسول الله كل شئ

كان أهل بيت النبوة يعلمون تفاصيل كل شئ لأن رسول الله قد أملى على الإمام علي كل شئ ، وكتبه الإمام علي بخط يده ، فكان إمام أهل بيت النبوة - كل في زمانه - يرجع إلى سنة الرسول المكتوبة ، ويراها وهي تشق طريقها إلى الواقع خطوة خطوة قال عبد الله بن الحسن : إن ابني هذا المهدي ، وقال أبو جعفر المنصور ، أن الناس يريدون هذا الفتى محمد بن عبد الله بن الحسن كان أبو جعفر أحد ثوار بني هاشم فبايع الحاضرون جميعا محمد بن عبد الله بن الحسن على أساس أنه المهدي ، وأرسلوا إلى الإمام جعفر الصادق ، فأخبروه بما فعلوا .

فقال الإمام جعفر لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد ، إن كنت ترى بأن ابنك هو المهدي فليس به ، ولا هذا أوانه ، وإن كنت تريد أن تخرج غضبا لله وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فإنا والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك ، فغضب عبد الله وقال : والله ما أطلعك الله على غيبه ولكن يحملك على هذا الحسد لابني ، فقال الإمام جعفر ، والله ما ذاك يحملني ، ولكن هذا وإخوته وأبناؤهم دونكم . . إنها والله ما هي إليك ولا إلى ابنيك ولكنها لهم " بني العباس " وإن ابنيك لمقتولان ، ثم نهض الإمام جعفر فقال لعبد العزيز بن عمران أرأيت صاحب الرداء الأصفر ، يعني أبا جعفر ، فإنا والله نجده يقتله ! ! قال عبد العزيز أبو جعفر يقتل محمدا ! ! قال الإمام جعفر نعم . . . وحدث تماما كما قال الإمام جعفر ، وقال الإمام جعفر يقتل محمد عند بيت رومي ، ويقتل أخوه لأبيه وأمه بالعراق ، وحوافر فراسه بالماء ( 1 ) "

من خلال سنة الرسول المكتوبة علم أئمة أهل بيت النبوة ماذا سيحدث ، ومن سيملك ، وكيف تتجه حركة الأحداث .

 

( 1 ) راجع مقاتل الطالبيين ص 206 - 208 و 259 - 260 و 253 - 256 ، والطبري ج 9 ص 230 ط أوروبا ج 3 ص 245  . ( * )

 
 

- ص 454 -

أئمة أهل بيت النبوة كانوا قادة التيار المعادي لسياسة منع كتابة ورواية سنة الرسول لقد تمسك أئمة أهل بيت النبوة - كل في زمانه - بسنة الرسول ، وحثوا الناس على كتابتها وروايتها والتمسك بها ، وقاوموا ما وسعهم الجهد سياسة الخلفاء القائمة على منع كتابة ورواية سنة الرسول ، وبينوا للناس مساوئ هذه السياسة ومخاطرها ، وكانوا ينشرون سنة الرسول ما وسعهم الجهد ويحثون المسلمين على نشرها وكتابتها ، وكانوا يشجعون من والاهم على تحدي سياسة دولة الخلافة تجاه سنة الرسول ، وكان الأئمة يجيبون السائلين عن حكم سنة الرسول في أي أمر من الأمور ، ولم يجد إمام أهل بيت النبوة حرجا من بيان سنة الرسول للخليفة نفسه إذا استفتاه وإذا رأى إمام أهل بيت النبوة أو أحد ، من مواليه الخليفة وهو يمارس عملا مناقضا لسنة الرسول كانوا يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر بألسنتهم ويبينون له الحكم الشرعي الوارد في سنة الرسول ، ولكن لم تكن لهم طاقة على إجبار الخليفة أو أركان دولته باتباع سنة الرسول .

لما أوهم الخليفة الثاني المسلمين بأنه يريد أن يجمع سنة الرسول ، وناشد الناس أن يأتوه بالمكتوب عندهم منها ، اكتشف أهل بيت النبوة ، مقاصد الخليفة ، فأنكروا وجود سنة الرسول المكتوبة عندها وحذروا من يواليهم من تسليم ما هو مكتوب عندهم من سنة الرسول للخليفة لأنه يريد أن يحرقها ، وقد وثقنا ذلك وفصلناه .

ولما آلت الخلافة إلى الإمام علي ركز الجزء الأعظم من اهتمامه على نشر سنة الرسول ، وتشجيع المسلمين على كتابتها ، وعندما أحس الإمام علي بتمسك الأغلبية بسنة الخليفتين ، لجأ الإمام إلى أسلوب المناشدة ، بأن يسأل الحاضرين من المسلمين بالله أن من سمع رسول الله يقول كذا أن ينهض ، ومن خلال هذا الأسلوب المبتكر ، ومن خلال ممارسات الإمام

- ص 455 -

هيئت أذهان المسلمين من جديد لتقبل فكرة كتابة ورواية سنة الرسول . وكان كل إمام من أئمة أهل بيت النبوة يبذل كل جهده ليحث من يواليه ، ومن يراه من المسلمين على كتابة ورواية أحاديث الرسول ، ويفتون السائلين بسنة رسول الله المكتوبة عندهم ، وقد وثقنا ذلك .

لقد كان إمام أهل بيت النبوة في زمانه كالكوكب الدري المتألق في ليل مظلم . وخرج الأئمة الكرام كل في زمانه كوادر فنية علموها الأصول ، وكيفية التفريع عليها ، وأمر الأئمة أتباعهم بمقاطعة قضاء دولة الخلافة ، وأن يتجنبوا اللجوء إليه لأنه لا يحكم لا بكتاب الله ولا بسنة رسوله ، وأن يختاروا من بينهم من يعرف حلال الله من حرامه ليقضي بينهم بكتاب الله وسنة رسوله ولما فتح باب رواية وكتابة سنة الرسول الصحيحة ، فأبدوا مطالعتهم على النصوص المنسوبة للرسول ، وحذروا المسلمين من أصحاب الأهواء ، ومن الرواية الكذابين ولو أن علماء دولة الخلفاء قد فزعوا ساعتها لأهل بيت النبوة ، وسألوهم الرأي ، وطلبوا منهم أن يميزوا لهم ما قاله الرسول بالفعل عما تقوله الرواية عليه لكان للسنة الشريفة شأن غير هذا الشأن ، ووضع غير هذا الوضع .

لقد حمل أئمة بيت النبوة كل في زمانه راية سنة الرسول الصحيحة والموثوقة ودافعوا عنها ، واضطروا وأتباعهم بإمكانياتهم المحدودة أن يواجهوا دولة عظمى تتخذ من سنة الرسول موقفا مغايرا لموقف أهل بيت النبوة ، لقد تحمل أئمة أهل بيت النبوة وأولياؤهم أعباء المواجهة مئات السنين ، وحافظوا على سنة الرسول كما يحافظون على أنفسهم وذراريهم ، وتوارثوها كما يتوارث الآخرون أنفس ما لديهم . ولولا فضل الله وقوة سنة الرسول ويقظة أهل بيت النبوة لكان من

- ص 456 -

الممكن أن تضيع السنة تماما ! لقد جاء وقت من الأوقات كانت فيه دولة الخلافة بكل إمكانياتها ونفوذها تقف ضد رواية وكتابة سنة الرسول وتبذل كل جهودها للقضاء عليها ، ورغبة أو رهبة وقفت الأكثرية الساحقة من المسلمين مع دولة الخلافة ، وسارت على خطها ، واتبعت سنتها .

ولم يقف إلى جانب سنة الرسول غير أهل بيت النبوة والقلة المؤمنة التي والتهم ولولا يقظة أهل بيت النبوة وجهودهم المتواصلة ، لما وصلنا حديث صحيح واحد ! ! ولكن الله سلم .

ومن المفارقات المدهشة حقا أن الذين أحرقوا سنة الرسول المكتوبة ومنعوا رواية وكتابة السنة طوال مائة عام ونيف ، وأحلوا محل سنة رسول الله سنة الخلفاء المتغلبين قد سموا أنفسهم بأهل السنة ، وقصدهم الإيحاء للمسلمين بأن أهل بيت النبوة وشيعتهم ليسوا بأهل السنة ! ! ولكن لا أحد من أجيالهم اللاحقة يعرف أي سنة تلك التي هي أهلها ! !

هل هي سنة الرسول التي أحرقوا المكتوب منها ، وعمموا على كافة الأمصار الخاضعة لحكمهم ليمحوا سنة رسول الله المكتوبة في أمصارهم ، ثم أمروا كافة المسلمين بأن لا يحدثوا شيئا عن رسول الله ، ونفذوا هذه السياسة طوال مائة عام ونيف ! ! !

 فهل هم أهل سنة الرسول هذه أم هم أهل سنة الخلفاء التي حلت بالكامل محل سنة الرسول ! ! فحتى يومنا هذا فهم يعملون بسنة الخلفاء في كل الأمور المتعلقة بنظام الحكم ، أما سنة الرسول المتعلقة بهذا الموضوع فهي مهجورة هجرا تاما ، وقد أثبتنا ذلك بالبرهان الساطع والدليل القاطع


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net