متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
13 - مع رجال الفكر في القاهرة
الكتاب : نظرات في الكتب الخالدة    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

 13 - مع رجال الفكر في القاهرة
----------------------------- ص 190 -----------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------------- ص 191 -----------------------------

الناشر الإمامي السيد : مرتضى الرضوي صاحب مكتبة النجاح من خيرة الناشرين الجامعين بين المعرفة بأساليب النشر والوقوف المكين على أنواع الثقافات الإسلامية ولذلك كان موفقا كل التوفيق حين خرج للقارئ المسلم بعامة والقارئ المصري السني بخاصة بكتابه القيم ( مع رجال الفكر في القاهرة ) .

وقيمة الكتاب تتجلى في هذا الحوار البناء بين الناشر وصفوة المفكرين في مصر تعرض فيه كلا الطرفين لما أثير حول الشيعة الإمامية من مزاعم تخرجهم عن دائرة العقيدة السليمة ومن ثم كان لهذا الكتاب الجليل رسالتان عظيمتان :
الرسالة الأولى : تبرئة الإمامية من المزاعم الكاذبة التي ألصقت بهم ظلما وعدوانا وكان لها خطرها في معارج التاريخ الإسلامي الأمر الذي لا يرضاه المؤرخ المنصف ، ولا يحبه دعاة الوئام والسلام

 

 1 - من مؤلفات الدكتور حامد ( الصاحب ابن عباد بعد ألف عام ) رسالة الماجستير في الأدب العربي ( الكتابة الديوانية في العراق ) ورسالة الدكتوراه ( الأدب العباسي ، ( المأساة الكبرى ) ( مع أحمد أمين ) ( مع طه حسين ) وغيرها

 
 

- ص 191 -

والتقريب بين أطراف أمة سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو القائل : - جزاه الله خيرا - ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة ، والصيام والصدقة والأمر المعروف ، والنهي عن المنكر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : صلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين وقديما كان الإمام الحسن بن علي عليها السلام فمن أدى هذه الرسالة في أسمى صورها الظاهرة والباطنة حيث أثر المصلحة العامة للمسلمين وحقن الدماء على مصلحته الشخصية ( 1 ) .

مع أنه كانت له الشرعية الكاملة في الخلافة وفي هذا الموقف طبق بكل إخلاص قول جده عليه تحيات الله وبركاته : إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين

 

 1 - لم يكن للإمام الحسن عليه السلام في الخلافة الإسلامية أية مصلحة شخصية بل كان عليه أن يؤدي رسالته ومسؤوليته حسب الظروف ومقتضيات المصلحة الإسلامية العامة - الناشر - ( 2 ) لم تثبت صحته عندنا وذكر الأستاذ العلامة الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه : ( الشيعة والحاكمون ) في الطبعة الثانية ص 63 فقال : أما ما نسب إلى النبي ( ص ) من أنه قال مشير إلى الحسن : إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين ) فهو من وضع الوضاع الذين استأجرهم معاوية الكذب والافتراء على الرسول أمثال : أبي هريرة وسمرة بن جندب ، والغاية من وضعه التضليل والتمويه ، وطمس الحديث المتواتر : ( يا عمار تقتلك الفئة الباغية ) وجعل معاوية ومن معه بمنزلة على ومن معه كلاهما من المسلمين انتهى

 
 

- ص 192 -

وهذا في نظر المنهج العلمي الحديث - الذي وضعنا أسسه - خير رد يدحض مزاعم المتعصبين لمذهب ضد مذهب ، ويشد من أزرنا دعاة التقريب بين أطراف خير أمة أخرجت للناس .

الرسالة الثانية : هي التنويه برجالات الفكر الأجلاء الذين يدعون إلى خير الأمة الإسلامية ، ويؤثرون وحدة الصف الإسلامي ويقدمون ذلك على كل هدف سواه وهو نهج سليم من الناشر الكريم يستحق عليه التقدير والتكريم ، فقد ترجم لهؤلاء الأفذاذ من مفكري مصر ، وعرف قراء العربية والإسلام بحياتهم وآثارهم وأعمالهم الدينية والأدبية وما قدموه للقراء من خدمات جليلة في عالم الفكر الإسلامي .

وإني إذا أكتفي بهذه العجالة المقتضبة التي أصدر فيها انطباعاتي الخاصة عن هذا الكتاب القيم فإني أرجو للسيد مرتضى الرضوي أن يهبنا الله وإياه الإخلاص في القول والعمل ، وأن ينزه ألسنتنا عن هجر القول وفحشه حتى يتم رأب هذا الصدع وإكمال هذا البناء من أجل رفعة شأن الإسلام والمسلمين مبرئين أنفسنا من التعصب والعصبية إلا ما كانت لله ورسوله من دعوة الحق والخير والله المستعان

القاهرة : في 23 من شعبان 1396 ه‍ الموافق 19 من أغسطس 1986 م تم بحمد الله


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net