متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
لماذا لم يحل علي مشكلة من غصب منه الخلافة ؟
الكتاب : أجوبة مسائل جيش الصحابة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

لماذا لم يحل علي مشكلة من غصب منه الخلافة ؟

 21 - في عقيدتكم أن عليا حلال المشاكل ، فلماذا لم يحل مشكلته عندما غصبوا منه الخلافة وأخذوا محرابه ؟ !

* *

الجواب : معنى هذا السؤال أن عليا عليه السلام لو كان إماما حقا ووصيا للنبي صلى الله عليه وآله فلا يمكن أن يغلبه أبو بكر وعمر ويغصبوا منه الخلافة ويعزلوه عن الحكم .

وكيف تسمونه حلال المشاكل وهو لم يحل هذه المشكلة ؟ ! وقد فات هذا السائل أن الله تعالى ترك للناس الاختيار ولم يجبرهم على الإيمان ، وأمر أنبياءه وأوصياءه عليهم السلام أن يعملوا بالأسباب الطبيعية فكانوا مرة غالبين ومرة مغلوبين ، مع أن باستطاعته سبحانه أن ينصر رسله بمعجزة ويهلك أعدائهم ! قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله : ( لست عليهم بمصيطر ) ( الغاشية : 22 )
وقال تعالى : ( وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ كذلك فعل الذين من

- ص 34 -

قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ) ( النحل : 35 ) فهذا الإشكال باطل ، لأنه يعم جميع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ، الذين غلبهم الكفار والمنافقون ولم يأذن الله تعالى لهم بحل مشكلتهم بالمعجزة ، فكم قتل بنو إسرائيل من الأنبياء عليهم السلام ، وكم ظلموا من الأوصياء عليهم السلام ، ومنهم أوصياء موسى وسليمان عليهم السلام وقد كان وصي سليمان آصف بن برخيا عنده اسم الله الأعظم ، وعنده علم من الكتاب كما نص على ذلك القرآن ، وأتى بعرش بلقيس من اليمن في لحظات ! ومع ذلك غصبوا منه خلافة سليمان صلى الله عليه وآله ولم يستعمل المعجزة ضدهم ! فكذلك علي عليه السلام الذي عنده الاسم الأعظم وعنده علم الكتاب ، والذي هو بطل الأبطال ، ولو دعا عليهم لأهلكهم ، ولو جرد سيفه ذا الفقار عندما هاجموا بيته لسقى الأرض من دماء فرسانهم ، ولكنه عليه السلام مأمور أن يصبر ويعاملهم بالأسباب الطبيعية ، كما هي سنة الله تعالى في أنبيائه وأوصيائه عليهم السلام .

أما لماذا نتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرين ، علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام ولماذا نعتقد أن التوسل بهم يحل المشاكل بإذن الله تعالى ؟

فجوابه أن الله تعالى أمرنا بالتوسل بهم بقوله :

- ص 35 -

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ) ( المائدة : 35 ) ونحن ابتغينا الوسيلة إلى الله تعالى فلم نجد أقرب إليه وسيلة منهم !
( روى الصدوق قدس سره في من لا يحضره الفقيه : 2 / 617 ، هذا الدعاء : ( اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار عليهم السلام لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أرحم الراحمين ) .

* *


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net