متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
شواهد إضافية على استخلاف علي
الكتاب : حقيقة الشيعة الاثني عشرية    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

تكملة لصفحة 36

شواهد إضافية على استخلاف علي :


في صحيح الترمذي وبسنده عن عمران بن حصين قال : " بعث رسول الله ( ص ) جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام ،

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 37

فمضى في السرية فأصاب جارية ، فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله ( ص ) والغضب يعرف في وجهه وقال : ما تريدون من علي ؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي " ( 1 ) .
 


وفي قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ( 2 ) ، حيث ذكر أغلب المفسرين من أهل السنة أنها نزلت في علي عندما تصدق بخاتمه لمسكين جاءه وهو في ركوعه أثناء تأديته للصلاة .


وفي صحيح البخاري ، عن مصعب بن سعد عن أبيه : " أن الرسول ( ص ) خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي " ( 3 ) ،


ويدل هذا الحديث على أن عليا عليه السلام له جميع المناصب التي كان يحتلها هارون عليه السلام في بني إسرائيل - باستثناء النبوة - ، والتي بينها سبحانه وتعالى في قوله : ( . . . واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري وأشركه في أمري . . . قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ) ( 4 ) ، حيث يظهر في هذه الآيات أن هارون عليه السلام كان وزير لموسى عليه السلام ومعاونه الخاص وشريكه في قيادة الأمة .
 


وما يؤكد استحقاق علي لهذه المنزلة الرفيعة باستخلافه على الأمة ، أنه كان الأعلم بين جميع الصحابة ، بدليل ما يرويه البخاري عن عمر بن الخطاب ( رض ) ، فعن ابن عباس قال : " قال عمر رضي الله عنه : أقرؤنا
 

 

* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح الترمذي : ج 2 ص 297 .

( 2 ) المائدة : 55 ، تفسير الطبري ، أسباب النزول للواحدي ، شواهد التنزيل للحاكم وأنساب الأشراف .

( 3 ) صحيح البخاري : ج 5 ص 492 كتاب المغازي .

( 4 ) طه : 29 - 36 . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 38

أبي ، وأقضانا علي " ( 1 ) ذلك أن الأقضى هو الأعلم بالأحكام والقوانين كما لا يخفى .


ويكفي لإثبات أعلميته بين جميع الصحابة أنه كان باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وحكمته ،


ففي مستدرك الصحيحين بسنده عن ابن عباس ، قال رسول الله ( ص ) : " أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب " ( 2 ) .


وفي صحيح الترمذي قال رسول الله ( ص ) : " أنا مدينة الحكمة وعلي بابها " ( 3 ) ،


وفي مستدرك الصحيحين ، قال رسول الله ( ص ) لعلي : " أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي " ( 4 ) .


 بل إن الرسول صلى الله عليه وآله قد جعل كره علي علامة من علامات النفاق ، كما يظهر ذلك من الرواية التي أخرجها مسلم في صحيحه بالسند عن علي عليه السلام قال : " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي ( ص ) إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) ( 5 ) .


وحتى لو لم يعين الرسول صلى الله عليه وآله خليفة بعده ، ألا ينبغي على الأمة أن تختار الأعلم والأكثر تميزا ليكون قائدا لها ؟ فقد بينا فيما مضى أن عليا عليه السلام كان الأعلم بين جميع الصحابة ، حيث كانوا يرجعون إليه إذا ما واجهتهم معضلة دينية معقدة ،


ومثال ذلك ما أخرجه أبي داود بسنده عن ابن عباس قال : " أتى عمر بمجنونة قد زنت فاستشار فيها أناسا ، فأمر بها عمر أن ترجم ، فمر بها علي بن أبي

 

* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح البخاري : ج 6 ص 10 كتاب التفسير باب قوله - ننسخ آية أو ننسها - .

( 2 ) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126 . ( 3 ) صحيح الترمذي ج 2 ص 299 .

( 4 ) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 122 .

( 5 ) صحيح مسلم كتاب الإيمان باب حب علي كرم الله وجهه من الأعيان ج 1 ص 262 ط دار الشعب . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 39

طالب عليه السلام فقال : ما شأن هذه ؟ قالوا : مجنونة بني فلان زنت ، فأمر بها أن ترجم ، قال ، فقال : ارجعوا بها ، ثم أتاه فقال : يا عمر ، أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة ، عن المجنون حتى يبرأ ،

وعن النائم حق يستيقظ وعن الصبي حتى يعقل ؟ قال : بلى ، قال : فما بال هذه ترجم ؟ قال : لا شئ ، قال : فأرسلهما ، قال : فجعل عمر يكبر " ( 1 ) وأخرج البخاري أيضا جزءا من الحادثة في صحيحه ( 2 ) .



بالإضافة إلى ذلك ، فقد عرف الإمام علي عليه السلام بإمام الزاهدين ، واشتهر بشجاعته وبطولاته الخارقة ، فقد كان أول فدائي في الإسلام ، وكان له في كل معركة من معارك الإسلام مع الرسول صلى الله عليه وآله الدور الحاسم ، ففي بدر


قتل بسيفه " ذو الفقار " ثلاثين صنديدا من صناديد قريش ، وفي أحد وحنين وقف ذلك الموقف التاريخي مستميتا يدافع عن الرسول صلى الله عليه وآله بعد فرار الغالبية العظمى من الصحابة ! ! ، وفي الخندق تصدى لمبارزة عملاق المشركين


عمرو بن عبد ود العامري وأجهز عليه في الوقت الذي لم يجرؤ فيه أي من باقي الصحابة بالخروج إليه ، بالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وآله دعاهم لذلك ثلاث مرات قبل أن يسمح لعلي عليه السلام بالقيام بذلك والذي كان صغير السن مقارنة بمعظم الصحابة .


وفي خيبر إذ فتح الله على يديه باب الحصن ، بعد أن استعصى على المسلمين يومها وقد عجز عن فتحه جمع كبير من الصحابة مجتمعين .


وتميز أيضا عن باقي الصحابة بأنه لم تدنسه الجاهلية بأوثانها ، وتلقى تربيته الفريدة على يد معلم البشرية الأول محمد صلى الله عليه وآله ولم يفارقه لحظة طوال حياته حتى فارق الدنيا وهو بين يديه ، فكان طوال حياته يتلقى العلم والحكمة من رسول الله صلى الله عليه وآله فاستحق بجدارة أن
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) سنن أبي داود ، باب المجنون يسرق أو يصيب حدا .

( 2 ) صحيح البخاري كتاب المحاربين باب لا يرجم المجنون والمجنونة . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 40

يكون باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وحكمته وأخاه .


فقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن ابن عمر قال : " أخي رسول الله ( ص ) بين أصحابه ، فجاء علي عليه السلام تدمع عينا ، فقال : يا رسول الله ، آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد ، فقال رسول الله ( ص ) : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، ( 1 ) .


وحتى أن الرسول ( ص ) اعتبر عليا منه كما روى البخاري : " قال النبي ( ص ) لعلي : أنت مني وأنا منك " ( 2 ) .


وتميز أيضا عن باقي الصحابة بأنه كان الأكثر فضائلا ، كما أخرج ذلك الحاكم في مستدركه نقلا عن أحمد بن حنبل بقوله : " ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( ص ) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام " ( 3 ) .



وفي كنز العمال ، قال رسول الله ( ص ) : " إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي " ( 4 ) ، وكان ذلك بعد أن رفض تزويجها لعدد من الصحابة تقدموا لطلبها في محاولة لنيل هذا الشرف العظيم بالزواج من بضعة الرسول صلى الله عليه

وآله وسيدة نساء المؤمنين وأهل الجنة والتي يغضب الله لغضبها ، وقد صدق من قال : " لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفوء " ( 5 ) .


وبعد كل ذلك ، فإنه لو كان اختيار الخليفة موكولا إلى الناس ، فإن عليا عليه السلام كان الأكثر تميزا بين الصحابة ، وبالتالي الأكثر لياقة واستحقاقا بالخلافة .


 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح الترمذي : ج 2 ص 299 .

( 2 ) صحيح البخاري : ج 5 ص 43 كتاب فضائل الصحابة .

( 3 ) مستدرك الصحيحين : ج 3 ص 107 .

( 4 ) كنز العمال ج 13 ح 37753 ، ذخائر العقبى .

( 5 ) كنوز الحقائق للمناوي ، وأخرجه الديلمي . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 41

مخالفة جمهور المسلمين لنصوص الإمامة لقد كان فيما سبق تبيان للأدلة في إثبات ولاية أهل البيت عموما ، واستخلاف أئمتهم الاثني عشر ابتداء بالإمام علي عليه السلام على الأمة بعد انتقال المصطفى صلى الله عليه وآله إلى الرفيق الأعلى .


ويبقى السؤال الحاسم والذي لا بد من الإجابة عليه لكشف الكثير من الغموض الذي واكب قصة الخلاف بين أهل السنة والشيعة عبر التاريخ الإسلامي .

والسؤال هو : إذا كانت النصوص السابقة تدل حقا على إمامة أهل البيت عليهم السلام ، فلماذا وكيف آلت الخلافة إلى غيرهم ؟ وألم يكن الصحابة يتبعون الرسول صلى الله عليه رأله في كل ما يأمرهم به ؟ ؟

وفي المحاولة للإجابة على ذلك ، فإننا نورد بعضا من الحوادث التاريخية الهامة في صدر الإسلام والتي كان لها الأثر الأكبر في تغير مسار التاريخ الإسلامي ، حيث نترك للقارئ أن يصدر حكمه الخاص بعد ذلك .


ومن هذه الحوادث الهامة :

 1 - منع بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله من كتابته للوصية .

 2 - تخلف بعض الصحابة عن بعثة أسامة وطعنهم في إمارته .

 3 - أحداث السقيفة وبيعة أبي بكر ( رض ) .

 4 - استخلاف عمر ( رض ) .

 5 - استخلاف عثمان ( رض ) .

 6 - موقعة الجمل وخروج أم المؤمنين .
 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 42

 7 - موقعة صفين وتمرد معاوية .

 8 - استشهاد الإمام علي عليه السلام .

 9 - معاهدة الصلح واستشهاد الإمام الحسن عليه السلام .

 10 - ثورة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام .


وسنتناول كل من هذه الحوادث بشئ من التفصيل كما يلي : ( راجع فهرس الكتاب )


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net