متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
مقتل الخليفة عثمان و بيعة الإمام علي ( ع )
الكتاب : حقيقة الشيعة الاثني عشرية    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

مقتل الخليفة عثمان :


لقد أثير كلاما كثيرا حول مقتل الخليفة عثمان ، وتضاربت الأقوال والروايات في ذلك ، وخصوصا بما يتعلق بالفئة التي كانت تحرض على قتله ، والأسباب التي كانت تدفعهم لذلك الأمر ، وبلوغ تلك الأحداث ذروتها بمقتله .


على أن أرجح التفسيرات لذلك تكمن في الممارسات على صعيد سدة الحكم ، وتعيين الولاة من أقرباء الخليفة عثمان وصرف الأموال لهم من خزينة الدولة الأمر الذي أثار ضده ملامة اللائمين وثورات الثائرين .


يقول الكاتب المعروف خالد محمد خالد : " بل لا نكاد نشك في أن عثمان كان يدرك أيضا أن أكثر الذين رحبوا باختياره للخلافة لون علي كرم الله وجهه . . . إنما فعلوا ذلك رغبة منهم في الانعتاق من تزمت الحياة وتقشف المعيشة اللذين طالت

معاناة الناس لهما ، واللذين سيفرضان عناء هما من جديد لو تسنم الأمر علي بن أبي طالب الذي كان بمنهجه الصارم وعدله المكين وتقشفه وورعه يمثل امتدادا لصرامة عمر وعدله وتقشفه وورعه . . . " ( 1 ) .
 


وقد لعبت أيادي أقرباء الخليفة عثمان من بني أمية بأموال الدولة للدرجة أن البعض يعتقد بأن الدولة الأموية بدأ حكمها منذ اختيار الخليفة عثمان ومبايعته ،

وهذا أبو سفيان يؤكد هذا الرأي أيضا بقوله للخليفة عثمان بعد أن عقدت البيعة له : " يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو

 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) خلفاء الرسول لخالد محمد خالد ص 276 ط الثامنة . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 63

سفيان ما زلت أرجوها لكم ، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة " ( 1 ) .


وفي رواية أخرى : " تلقفوها تلقف الكرة فما هناك جنة ولا نار " ( 2 ) .


وكان من ضمن الذين اعترضوا على الخليفة عثمان فضلاء الصحابة أشهرهم : كأبي ذر الغفاري ، وعبد الله بن مسعود ، وعمار بن ياسر ، حيث وقف منهم الخليفة موقفا متشددا ، وأجرى عليهم عقابا مريرا .


فأما أبو ذر فقد لاقى النفي إلى الربذة عقابا له بسبب اعتراضه على معاوية - وإلي الخليفة على الشام - في كنزه للذهب وتبذيره للمال على حساب بيت مال المسلمين .
 


فعن زيد بن وهبة قال : " مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه ، فقلت له : ما أنزلك منزلك هذا ؟ قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في - ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله " - .

قال معاوية : نزلت في أهل الكتاب . فقلت : نزلت فينا وفيهم . فكان بيني وبينه في ذلك ، وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني . فكتب إلي عثمان : أن أقدم المدينة فقدمتها : فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك .

فذكرت ذلك لعثمان ، فقال لي : إن شئت تنحيت فكنت قريبا . فذاك الذي أنزلني هذا المنزل ، ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت " ( 3 ) .



وأما عبد الله بن مسعود صاحب بيت المال في الكوفة ، فقد لاقى كسرا في أضلاعه بعد أن ضربه غلام عثمان عقابا بسبب اعتراضه على الوليد بن عقبة بن أبي معيط - أخو الخليفة عثمان لأمه وواليه على الكوفة بعد عزله لسعد بن أبي وقاص - لأخذه ( ابن أبي معيط ) مالا من بيت مال المسلمين دون إرجاعه ( 4 ) .



وأما عمار بن ياسر ، فقد لاقى الفتق نتيجة للضرب المبرح من غلام

 

* ( هامش ) *
( 1 )
تاريخ الطبري ، المسعودي ، ابن الأثير ، الإستيعاب .

( 2 ) ابن الأثير ، المسعودي ، تاريخ الطبري .

( 3 ) صحيح البخاري ج 2 ص 278 كتاب الزكاة .

( 4 ) البلاذري في أنساب الأشراف ، الواقدي ، تاريخ اليعقوبي . ( * )

 


 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 64

عثمان عقابا له لصلاته على ابن مسعود ودفنه دون إعلام الخليفة عثمان بذلك . إلا أن عمار فعل ذلك بوصية من ابن مسعود حتى لا يصلي عليه الخليفة ( 1 ) !


وغيرهم الكثيرين ممن اعترضوا على تبذير أقرباء الخليفة من بني أمية لأموال الدولة العامة ، فمروان بن الحكم مثلا أخذ لوحده خمس خراج إفريقيا ! وراجع المزيد عن الخليفة عثمان من كتاب " خلافة وملوكية " للعلامة المودودي .


وقد كان لغضب أم المؤمنين عائشة ( رض ) واعتراضها على الخليفة عثمان ، بل وتحريضها على قتله بقولها : " اقتلوا نعثلا فقد كفر " ( 2 ) بعد أن اتهمته بتغيير سنة النبي صلى الله عليه وآله ما عمل على ازدياد الثورة ضده ، فاجتمع عليه كثير من أهل المدينة مع القوم الذين وصلوا من مصر والشام والكوفة ، فقتلوه .
 



بيعة الإمام علي عليه السلام :


بعد مقتل الخليفة عثمان ، تهافت الناس على الإمام علي عليه السلام يطلبون يده للبيعة ، فقالوا له : إن هذا الرجل قد قتل ، ولا بد للناس من إمام ، ولا نجد اليوم أحق بهذا الأمر منك . وتمت البيعة .


ولما أراد الإمام علي عليه السلام أن يقيم العدل بين الناس فيجعل الضعيف يساوي القوي لا فرق بينهما ، وأن يقيم الحدود التي أنزلها الله في كتابه ، فعارضه بعضهم ، وقاموا ضده وأثاروا الفتن وسيروا الجيوش معلنين العصيان والتمرد عليه ، وكان ذلك في عدة مواقع أهمها موقعتي الجمل وصفين .

 

 

* هامش *
( 1 ) شرح ابن أبي الحديد ، تاريخ اليعقوبي .

( 2 ) الطبري ج 4 ص 277 ط القاهرة 1357 ه‍ ، النهاية لابن الأثير وغيرها . ( * )


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net