متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
أبو هريرة وكثرة روايته للحديث
الكتاب : حقيقة الشيعة الاثني عشرية    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

أبو هريرة وكثرة روايته للحديث :


نظرا لكثرة ما رواه أبو هريرة من أحاديث ، فقد ارتأيت إلقاء بعض الضوء على شخصيته ، حيث أجمع رجال الحديث على أن أبي هريرة كان أكثر الصحابة حديثا عن رسول الله ( ص ) ، على حين أنه لم يصاحب النبي ( ص ) إلا عاما وتسعة أشهر - أو ثلاثة أعوام حسب بعض الروايات - وقد احتوت صحاح أهل السنة على 5374 حديثا روى منها البخاري 446 حديثا

أما أبو هريرة نفسه فيقول : " ما من أصحاب النبي ( ص ) أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمر ، فإنه كان يكتب ولا أكتب "
( 1 ) ،


وكل ما رواه ابن عمر 722 حديثا ، لم يخرج منها البخاري سوى سبعة أحاديث ، ومسلم 20 حديثا .


وأما سبب كثرة مصاحبة أبو هريرة للرسول ( ص ) ، فقد أجاب هو نفسه عن ذلك عندما قال : " يقولون أن أبا هريرة يكثر والله الموعد ، ويقولون ما للمهاجرين
 

 

* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح البخاري ج 1 ص 86 كتاب العلم . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 115

والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه ؟ وإن أخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن أخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم ، وكنت امرءا مسكينا ألزم رسول الله ( ص ) على ملئ بطني . فأحضر حين يغيبون ، وأعي حين ينسون " ( 1 ) .



" إن الناس كانوا يقولون أكثر أبو هريرة ، وإني كنت ألزم رسول الله ( ص ) بشبع بطني حتى لا آكل الخمير ، ولا ألبس الحرير ، ولا يخدمني فلان ولا فلانة .


وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطمعني ، وكان أخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى أن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شئ فنشقها فنلعق ما فيها " ( 2 ) .



وقد عبر أبو هريرة عن تقديره لتصدق جعفر بن أبي طالب عليه بالطعام بأنه قال فيه : " ما احتذى بالنعال ولا ركب المطايا ، ولا وطئ التراب بعد رسول الله ( ص ) أفضل من جعفر بن أبي طالب ( 3 ) " .

فما هو المعيار الذي اعتبره أبو هريرة بتفضيله جعفر بن أبي طالب على جميع الصحابة ؟


وقد روى مسلم في صحيحه أن عمر بن الخطاب ( رض ) ضرب أبا هريرة لما سمعه يحدث عن رسول الله ( ص ) : - من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ( 4 ) - ،


وروى ابن عبد البر عن أبي هريرة نفسه قال : لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر بن الخطاب لضربني عمر بالدرة ( 5 ) .


وقال الفقيه المحدث رشيد رضا : " لو طال عمر عمر حتى مات أبو
 

 

* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح البخاري ج 3 ص 313 كتاب المزارعة باب ما جاء في الفرس .

( 2 ) صحيح البخاري ج 5 ص 47 كتاب فضائل الصحابة باب مناقب جعفر بن أبي طالب .

( 3 ) أخرجه الترمذي ج 13 ص 189 ، ط دار الكتاب العربي بيروت ، والحاكم بإسناد صحيح .

( 4 ) صحيح مسلم ج 1 ص 201 باب من شهد لا إله إلا الله مستيقنا دخل الجنة .

( 5 ) فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي ص 41 ط السادسة . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 116

هريرة لما وصلت إلينا تلك الأحاديث الكثيرة " ( 1 ) ،

وقال مصطفى صادق الرافعي : " . . . فكان بذلك - يعني أبو هريرة - أول راوية اتهم في الإسلام " ( 2 ) .



وعند حدوث معركة صفين ، فقد كان تشيع أبو هريرة لمعاوية ، وقد كوفي على حسن روايته للحديث ومناصرته لهم بأن أغدقوا عليه ، فكان مروان بن الحكم ينيبه عنه في ولاية المدينة ، فتحولت أحواله من حال إلى حال ، وقد روي عن أيوب

بن محمد أنه قال : " كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتان ، فتمخط فقال : بخ بخ ، أبو هريرة يتمخط في الكتان ؟ لقد رأيتني وإني لآخر فيما بين منبر رسول الله ( ص ) إلى حجرة عائشة مغشيا علي ، فيجئ الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون ، وما بي من جنون ، ما بي إلا الجوع " ( 3 ) .



وما يرتبط بتشيعه لبني أمية كتمانه لبعض حديث رسول الله ( ص ) ، لأن روايته لها ستعرض حياته للموت ،

فعن أبي هريرة نفسه قال : " حفظت عن رسول الله ( ص ) وعاءين ، فأما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم " ( 4 ) .



وأين هذا من قول أبي هريرة نفسه : " إن الناس يقولون : أكثر أبو هريرة ، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ، ثم يتلو - ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) مجلة المنار ج 10 ص 851 .

( 2 ) تاريخ آداب العرب ج 1 ص 278 .

( 3 ) صحيح البخاري ج 9 ص 317 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ما ذكر النبي على اتفاق أهل العلم .

( 4 ) صحيح البخاري ج 1 ص 89 كتاب العلم باب حفظ العلم . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 117

ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ) ( 1 ) .



ومن خلال هذه الأدلة الدامغة تتبين حقيقة أبو هريرة وأمانته في رواية الحديث ، والتي تجعل منه شبيها بوعاظ السلاطين في زماننا ، ويتضح سبب إعراض الشيعة عن رواياته ، وبما يصلح أن يكون ردا على مغالاة أهل السنة بقبول أحاديث أبي هريرة ، وطعنهم في كل من يوجه إليه النقد .



ففي اختصار علوم الحديث ، قال ابن حنبل وأبو بكر الحميدي وأبو بكر الصيرفي : " لا نقبل رواية من كذب في أحاديث رسول الله وإن تاب عن الكذب بعد ذلك " ( 2 ) ،


وقال السمعاني : " من كذب في خبر واحد وجب إسقاط ما تقدم من حديثه " ( 3 ) .


ونعرض فيما يلي بعضا من روايات أبي هريرة والتي أخرجها البخاري في صحيحه ،
 


نبدأ بزعم أبي هريرة بأن موسى عليه السلام قد فقأ عين ملك الموت ! فعن أبي هريرة قال : " أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ، فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت . فرد الله عليه عينه وقال : ارجع فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بكل شعرة سنة . قال : أي رب ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت . قال : فالآن ، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر " ( 4 ) .



وعن أبي هريرة قال : " يقال لجهنم هل امتلأت ، وتقول هل من مزيد ؟ فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول قط قط " ( 5 ) .
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح البخاري ج 1 ص 88 كتاب العلم باب حفظ العلم .

( 2 ) اختصار علوم الحديث ص 111 .

( 3 ) التقريب للنووي ص 14 .

( 4 ) صحيح البخاري ج 2 ص 236 كتاب الجنائز .

( 5 ) صحيح البخاري ج 6 ص 353 كتاب التفسير باب قوله - وهل من مزيد - . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 118

وعن أبي هريرة قال : " قال رسول الله ( ص ) : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ " ( 1 ) .



والرواية الأخيرة تتناقض مع ما يعتقده أهل السنة من استقرار الله جل وعلا على العرش ، فنزوله إلى السماء الدنيا في آخر الليل - كما يزعم أبو هريرة - يعني بقائه فيها طوال ال 24 ساعة من الليل والنهار لدوام وجود وقت آخر الليل على الأرض ولكن في بقع مختلفة نظرا لكروية الأرض ! ترى لو كان أبو هريرة يعلم بكروية الأرض ، فهل كان ليروي مثل هذه الروايات ؟



وعن أبي هريرة أيضا قال : " قال النبي ( ص ) : كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض ، وكان موسى يغتسل وحده ، فقالوا : والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر ، فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ،

ففر الحجر بثوبه ، فجمع موسى في أثره يقول : ثوبي يا حجر ، ثوبي يا حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى فقالوا : والله ما بموسى من بأس : وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا . فقال أبو هريرة : والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضربا بالحجر " ( 2 ) .



وعن أبي هريرة أيضا : " إن رسول الله ( ص ) قال : إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء ، أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول : اذكر كذا ، اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى " ( 3 ) .
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح البخاري ج 2 ص 136 كتاب التهجد .

( 2 ) صحيح البخاري ج 1 ص 169 كتاب الغسل باب من اغتسل عريانا وحده في خلوة .

( 3 ) صحيح البخاري ج 1 ص 336 كتاب الأذان باب فضل التأذين . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 119

وعن أبي هريرة أيضا قال : " قال النبي ( ص ) : بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت : لم أخلق لهذا . خلقت للحراثة ، قال : آمنت به وأبو بكر وعمر . وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي ، فقال الذئب : من لها يوم السبع ؟ يوم لا راعي لها غيري ؟ قال : آمنت به أنا وأبو بكر وعمر . قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم " ( 1 ) .



والحقيقة أن الأحاديث السابقة من الاسرائيليات التي أكثر أبو هريرة من روايتها ، وذلك يرجع لكثرة ملازمته لكعب الأحبار اليهودي الذي تظاهر باعتناقه الإسلام .



وعن دخول الجنة ، فقد روي عن أبي هريرة قوله : " سمعت رسول الله ( ص ) يقول : يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضئ وجوههم إضاءة القمر ، فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه ، قال : ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم ، فقال : اللهم اجعله منهم ، ثم قام رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله لي أن يجعلني منهم . فقال رسول الله ( ص ) : سبقك عكاشة " ( 2 ) .



وعن أبي هريرة أيضا قال : " بينما نحن عند النبي ( ص ) إذ قال : بينما أنا نائم ، رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب ، فذكرت غيرته فوليت مدبرا . فبكى عمر وقال : أعليك أغار يا رسول الله " ( 3 ) .



ونختتم روايات أبي هريرة ببعض الفتاوى ، التي رويت عنه منسوبة إلى رسول الله ( ص ) أنه قال : " لو اطلع في بيتك أحد ولم تأذن له حذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح " ( 4 ) ،


وأما الفتوى الأخرى عن أبي هريرة
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح البخاري ج 3 ص 297 كتاب المزارعة باب استعمال البقر للحراثة .

( 2 ) صحيح البخاري ج 7 ص 473 كتاب اللباس باب البرود والحبر والشملة .

( 3 ) صحيح البخاري ج 4 ص 306 كتاب بدء الخلق باب ما جاء في صفة الجنة .

( 4 ) صحيح البخاري ج 9 ص 18 كتاب الديات باب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 120

أن رسول الله ( ص ) قال : " لا يمشي أحدكم في نعل واحدة ، لينعلهما جميعا ، أو ليحفهما جميعا " ( 1 ) .

 

 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح البخاري ج 7 ص 496 كتاب اللباس باب لا يمشي في نعل واحدة .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net