متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
النصوص الروائية والتاريخية تدل على اعتقادهم بأن آلهتهم تضر وتنفع
الكتاب : الخلل الوهابي في فهم التوحيد القرآني    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

النصوص الروائية والتاريخية تدل على اعتقادهم بأن آلهتهم تضر وتنفع

الواضح في النصوص التاريخية أن عقيدتهم كانت تقوم على الاعتقاد بأنها آلهة تضر وتنفع في نفسها ، إذ أنهم ينسبون الضر والنفع إليها ، لا أنهم موحدون في الربوبية يعتقدون بأن التدبير بيد الله فقط وكل ما تستطيع الآلهة الأخرى القيام به هو مجرد الشفاعة عند الإله الأكبر ، وإليك بعض النصوص الروائية والتاريخية التي تدل على اعتقادهم بأن آلهتهم تضر وتنفع لقدراتها الذاتية :
1- روى ابن هشام في سيرته قال : " حدثني بعض أهل العلم أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره ، فلما قدم مآب من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق ... رآهم يعبدون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟

 

 

 
 

91 ....................................................................... الخلل الوهابي في فهم التوحيد القرآني

قالوا له : هذه أصنام نعبدها ، فنستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا ، فقال لهم : ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ، فأعطوه صنما يقال له هبل ، فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه " (1) .
قولهم : فتمطرنا وتنصرنا عبارة صريحة في أنهم ينسبون تلك الأفعال إلى آلهتهم ، وليس ذلك إلا لأنهم يعتقدون بوجود قدرة ذاتية لها على ذلك .

2- وكذلك روى الطبري في تفسير قوله تعالى ( وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ) الزمر/36 عن قتادة أنه قال : " بعث رسول الله (ص) خالد بن الوليد إلى شعب بسقام ليكسر العزى ، فقال سادنها وهو قيمها : يا خالد أنا أحذركها إن لها شدة لا يقوم إليها شيء ، فمشى إليها خالد بالفأس فهشم أنفها " (2) .
فصريح كلامهم أن لها شدة بنفسها لا من خلال الشفاعة .

3- وقال السهيلي عند الحديث عن مبدأ قصة الأوثان في قوم نوح ورواية البخاري لذلك : " وذكر الطبري هذا المعنى وزاد أن سواعا كان ابن شيث وأن يغوث كان ابن سواع وكذلك يعوق ونسر كلما هلك الأول صورت صورته ، وعظمت لموضعه من الدين ولما عهدوا في دعائه من الإجابة فلم يزالوا هكذا حتى خلفت الخلوف وقالوا : ما عظم هؤلاء آباؤنا إلا لأنها تزرق وتنفع وتضر واتخذوها آلهة " (3) .
فهي ترزق وتنفع وتضر بنفسها ، بل صريح العبارة أنهم إنما اتخذوها آلهة لأنها ترزق وتنفع وتضر .

4- وروى ابن عبدالبر في ترجمة ضمام بن ثعلبة عن ابن عباس قال : " بعث بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله (ص) فقدم عليه ... قال : يا ابن عبدالمطلب إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة فلا تجدن في نفسك قال : لا أجد في

 

(1) سيرة ابن هشام ج1 ص 94 - 95 .

(2) تفسير الطبري ، المجلد 12 ، ج24 ص 9 . (3) الروض الأنف ج1 ص 168 .  
 

92 ....................................................................... الخلل الوهابي في فهم التوحيد القرآني

نفسي سل عما بدا لك ، قال : أنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك ، الله أمرك أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأوثان التي كان آباؤنا يعبدون معه قال : اللهم نعم ... .
قال : فأتى بعيره فأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه ، فكان أول ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى ! قالوا : مه يا ضمام اتق البرص ، اتق الجذام ، اتق الجنون ، قال : ويلكم إنهما والله ما تضران وما تنفعان " (1) .
فقولهم : اتق ... يعنى خف منها ، فكان جوابه أنها لا تضر ولا تنفع ، مما هو صريح في اعتقادهم بأنها قادرة ، كما أن صريح رده بأنها غير قادرة على شيء .

5- وروى ابن حجر في ترجمة ( زنيرة ) عن سعد بن إبراهيم : " قال : كانت زنيرة رومية فأسلمت ، فذهب بصرها ، فقال المشركون : أعمتها اللات والزى ، فقالت : إني كفرت باللات والعزى ، فرد الله بصرها ، وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من رواية زياد البكائي عن حميد عن أنس قال : قالت لي أم هانئ بنت أبي طالب : أعتق أبو بكر زنيرة ، فأصيب بصرها حين أعتقها ، فقالت قريش : ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى ، فقالت : كذبوا وبيت الله ، ما يغني اللات والعزة ولا ينفعان ، فرد الله إليها بصرها " (2) .
فكما ترى نسبوا إذهاب البصر إلى آلهتهم اللات والعزى .

 

(1) الاستيعاب ج2 ص 304 - 305 .

(2) الإصابة ج 8 ص 91 .  
 

93 ....................................................................... الخلل الوهابي في فهم التوحيد القرآني

6- وقال الفيرزوآبادي : " كان غاوي بن عبد العزى سادنا لصنم لبني سليم ، فبينا هو عنده إذ أقبل ثعلبان يشتدان حتى تسنماه فبالا عليه ، فقال البيت ، ثم قال : يا معشر سليم لا والله لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ، فكسره ولحق بالنبي (ص) ، فقال : ما اسمك ، فقال : غاوي بن عبدالعزى ، فقال : بل أنت راشد بن عبدربه " (1) .
كلها عبارات صريحة في أنهم كانوا يرون أن آلهتهم تنفع وتضر بنفسها باعتقاد وجود قدرة ذاتية لها على ذلك .

 

(1) القاموس المحيط ج1 ص 80 ، البيت قوله : أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net