متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
رد إنكاره للكرامات التي ظهرت
الكتاب : رد الأباطيل عن نهضة الحسين عليه السلام    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

 9) رد إنكاره للكرامات التي ظهرت :

قال : " وأما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما أو أن الجدر كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحـته دم أو ما يذبحـون جزورا إلا صار كله دما فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة "

هل نقــول ما أعجله ؟ أم ما أجهله ؟

- ص 38 -

فقد تعجل الكاتب إرضاء لهواه بالجزم بأن هذه الروايات كلها ليست لها أسانيد صحيحة ، بينما رواها الثقات من أهل العلم - عنده - ، بل رواها ابن كثير على تعصبه ، ولم يجزم بردها عند الحديث عن دلائل النبوة ، إذ قال في ج6ص259 من ( البداية والنهاية ) : " إلى غير ذلك مما في بعضها نكارة وفي بعضها احتمال والله أعلم " فإذا نفى بعضها ابن كثير المتعصب واحتمل صحة بعضها، فإن هذا قد تجاوزه في التعصب أو النصب حتى نفاها كلها ، وهذه المصادر السنية لتلك الكرامات :

أ‌- ما روي من أن السماء صارت تمطر دما :
روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص 196 عن أم حكيم قالت : قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة . ثم قال : رواه الطبراني ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح .

ب - ما روي من كسوف الشمس :
وروى في ص 197 عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي ( أي القيامة ) ، رواه الطبراني وإسناده حسن .

ونقل ذلك أيضا السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) وأرسله إرسال المسلمات فقال في ص 207 :

- ص 39 -

" ولما قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة والكواكب يضرب بعضها بعضا وكسفت شمس ذلك اليوم واحمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله ثم لا زالت الحمرة ترى فيها بعد ذلك ولم تكن ترى فيها قبله ".

وروى الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ج3ص312 عن ابن سيرين : "لم تبك السماء على أحد بعد يحيى ( ع ) إلا على الحسين "، و نقله البيهقي في ( دلائل النبوة ) ج7 ص468 ، وأبو نعيم الأصفهاني في (معرفة الصحابة) ج2ص662.

وعلم بأن هذا لا يتعارض مع قوله ( ص ) : " أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته " ، حيث أن خسوف الشمس قد جاء نتيجة جرم البشر بقتل هذا السبط المطهّر ( ع ) لا مجرد موت إنسان كما ينص الخبر ، وذلك مصداقا لقول تعالى: ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ) وهذا هو الحال في جريمة قتل الحسين وأهل بيته ( ع ) ، فبعد هذا كله، هل يصح كلام الكاتب ؟

ج - الدم الذي ظهر على الجدر :

- ص 40 -

والطريف أنه مذكور في رواية الطبري عن حصين بن عبد الرحمن وقد صرح الكاتب بحسن سندها حينما استشهد بالرواية زاعما طلب الحسين أن يضع يده في يد يزيد !!

قال ابن جرير الطبري في ج4 ص296 : " قال حصين : فلما قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة كأنما تلطخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع "
فهذه رغم أنها صحيحة عنده لم يأخذ بها ، لأنها لا تصب في صالحه !

د- وما رفع حجر إلا وجد تحته دم :
روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص 196 " عن الزهري قال : قال لي عبدالملك أي واحد أنت إن أعلمتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين فقال قلت لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط فقال لي عبدالملك إني وإياك في هذا الحديث لقرينان "، رواه الطبراني ورجاله ثقات .

وعن الزهري قال : ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وروى ذلك الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ج3ص314 ،
والبيهقي في ( دلائل النبوة ) ج7 ص468 ،
وأبو نعيم الأصفهاني في ( معرفة الصحابة ) ج2ص667 ،

هذا ما رواه المخالف ومع ذلك ينكره ، فبأي حديث بعده يؤمن الكاتب ؟

- ص 41 -

هـ - ذبحوا جزوراً فصار كله دماً !
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص 196 : " عن دويد الجعفي عن أبيه قال : لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هي دم، رواه الطبراني ورجاله ثقات ".
ورواه أبو نعيم الأصفهاني في معرفة الصحابة ج2 ص 667 .

و- الفتن .. والحوادث الغريبة :
قال ابن كثير في ج8 ص220 : " وأما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتله فأكثرها صحيح فإنه قل من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا ، فلم يخرج منها حتى أصيب بمرض وأكثرهم أصابه الجنون " .

وقال في ج6 ص 259 : " وقد روى حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمارة عن أم سلمة أنها سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي وهذا صحيح " ، وقال الهيثمي في ( المجمع ) ج9 ص 199عن الخبر الأخير : "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح "

ترى ! هل يظن هذا الكاتب أنه لا يوجد أحد يكشف كذبه ؟!!


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net