متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
ادعاؤه بأن يزيد لم يسب لهم حريما بل أكرمهم - مستند غريب لتبرئة يزيد
الكتاب : رد الأباطيل عن نهضة الحسين عليه السلام    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

 17) ادعاؤه بأن يزيد لم يسب لهم حريما بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم.

وتتجلى مظاهر التكريم من يزيد لأهل بيت الحسين ( ع ) الذي يدعيه الكاتب فيما نقله ابن كثير في تاريخه ج8 ص 211 : " فلما دخلت الرؤوس والنساء على يزيد دعا أشراف الشام فأجلسهم حوله ثم دعا بعلي بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه فأدخلن عليه والناس ينظرون ، فقال لعلي بن الحسين يا علي أبوك

- ص 71 -

قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما قد رأيت ، فقال علي : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب فقال يزيد لابنه خالد : أجبه ، قال : فما درى خالد ما يرد عليه ، فقال له يزيد : قل ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير … " .

وذكر في نفس الصفحة عن فاطمة بنت علي قالت :" أن رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه يعنيني وكنت جارية وضيئة فارتعدت فزعة من قوله وظننت أن ذلك جائز لهم فأخذت بثياب أختي زينب وكانت أكبر منى وأعقل وكانت تعلم أن ذلك لا يجوز فقالت لذلك الرجل : كذبت والله ولؤمت وما ذلك لك وله ، فغضب يزيد فقال لها : كذبت والله إن ذلك لي ولو شئت أن أفعله لفعلت قالت : كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا قالت فغضب يزيد واستطار ثم قال إياي تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك فقالت زينب بدين الله ودين أبى ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك قال كذبت يا عدوة الله قالت : أنت أمير المؤمنين مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك قالت : فو الله

- ص 72 -

لكأنه استحى فسكت ، ثم قام ذلك الرجل فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه ، فقال له يزيد : أعزب وهب الله لك حتفا قاضيا ".

وذكر في ص 215 : " فأوفده إلى يزيد بن معاوية فوضع رأسه بين يديه وعنده أبوبرزة الأسلمي، فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه ويقول : يفلقن هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما ، فقال له أبو برزة : ارفع قضيبك فو الله لربما رأيت رسول الله ( ص ) واضعا فيه على فيه يلثمه". ونحن نظن بأن كاتب المنشور لو كان متواجدا في ذاك المجلس لقال لأبي برزة : دع عنك هذا ، فإن يزيدا يكرمه بهذا .

18) مستند غريب لتبرئة يزيد

قال : أن بني هاشم وبني أمية أبناء عمومة وذلك إن هاشم بن عبد مناف والد بني هاشم وبني عبد شمس بن عبد مناف والد بني أمية إخوان فالحسين ويزيد أبناء عمومة .
إن أول ما يتبادر إلى ذهن العاقل هو التساؤل : ماذا يريد الكاتب من هذا الكلام ؟
أيقول بأن أبناء العمومة يجوز لهم أن يقتلوا بعضهم ولاحق لكم بالتدخل ؟

- ص 73 -

أم أنه يقول بأن أبناء العمومة لا يقتلون بعضهم ؟

وعلى كلا الفرضين فإن هذا الكلام نابع وبوضوح من نفس تؤمن بالعصبية والقبلية أيما إيمان .

وبغض النظر عن ذلك ، فإننا قد رأينا في تاريخ حكام المسلمين أن الأخ لا يمانع في قتل أخاه في سبيل الملك فكيف بقرابة العمومة ؟!

وهل يريد أن يقول أيضاً أن المعلومات الواردة عن المعارك بين رسول الله ( ص ) وعتاة بني أمية كأبي سفيان غير صحيحة لأن رسول الله ( ص ) وأبا سفيان أبناء عمومة؟!

نعم هناك قرابة ولكنها قرابة سوء كان يبغضها رسول الله ( ص ) فقد روى الحاكم في ( المستدرك ) ج4ص528 ( 8482 ) : عن أبي برزة الأسلمي قال كان أبغض الأحياء إلى رسول الله ( ص ) بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف ، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم .

ورواه الطبراني في ( المعجم الكبير ) ج18 ص229 بإضافة قول عمران بن حصين : " اكتم علي حتى أموت ".

وربما كانت هذه العداوة لاصطفاء الله تعالى بني هاشم دونهم كما يذكر ذلك مسلم في صحيحه ج4 ص 1782 عن واثلة عن رسول الله ( ص ): " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم " ، فكم حسدت الناس بني هاشم ؟


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net