متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
قضية النقل عن السيد شرف الدين
الكتاب : مأساة الزهراء عليها السلام .. شبهات وردود ج1    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

قضية النقل عن السيد شرف الدين

ومما أخذ علينا في هذا الكتاب : أننا ذكرنا أنه ينقل عن السيد شرف الدين في أوائل الخمسينات خبرا يتعلق بالهجوم على بيت الزهراء ( ع ) ، وحين يسأله البعض عن مقدار عمره حينئذ يجيب بقوله : 22 أو 23 سنة .

- ص 39 -

حيث قلنا هناك : إنه إذا كانت ولادته في سنة 1935 ( 1 ) . فإن عمره لا بد أن يكون حينئذ أقل من ذلك بكثير .

وقد أشاعوا : أن ذلك يمثل إتهاما لذلك القائل بالكذب ، وتلك جريمة كبيرة وخطيرة بنظر هؤلاء .

ونقول : قد أجبناهم عن ذلك بما يلي :

 أولا : إن اللغة التي تحدثنا بها هي لغة الخطأ والصواب ، وإصابة الواقع وعدمها ، أما دوافع وأسباب وقوع المخطئ في خطأه فذلك ليس من اهتماماتنا ، والمخطئ هو المسؤول عن تبرير ما يصدر منه ، ولم نتحدث باللغة الأخلاقية أو الشرعية . من حيث كون ذلك من مفردات الكذب أو الصدق ، الذي يعني أنه قصد أن يخبر بغير الواقع من دون سبب أو عذر ، أو لم يقصد ذلك . ثانيا : إننا إنما كنا نناقش طبيعة الدقة في النقل من حيث القدرة على ضبط التعابير في قضية مضى عليها أكثر من ( 40 ) عاما ،

  ( 1 ) راجع : مجلة المرشد : العددان 3 - 4 ص 23 وص 210 عن كتاب : أسئلة وردود من القلب . لكن جاء في المصدر نفسه ص 299 وص 282 و 127 أنه ولد سنة 1936 وجاء في ص 122 عن جريدة لبديار عدد 19 - 4 - 1992 : أنه ولد في النجف الأشرف 19 - شباط - 1934 الموافق 19 - شعبان - 1354 ونشرت المقابلة نفسها في كتاب ( آفاق الحوار الإسلامي المسيحي ) : ص 351 فراجع . . ( * )  
 

- ص 40 -

لأن هذا النقل يشكل إحدى ركائز الاستدلال عند هذا البعض على نفي مسألة الهجوم على بيت الزهراء ( ع ) وما تبع ذلك من تفاصيل ، وهو الذي يقول : " عندما يريد الإنسان أن يتذكر طفولته من خلال هذا التاريخ الذي أصبح - إلى حد ما - تاريخا سحيقا يرقى إلى أكثر من خمسين سنة ، فمن الطبيعي أن لا يتذكر الإنسان كل ملامحه التفصيلية " ( 1 ) وهو كلام واقعي سليم .

وقد وجدنا صدق هذا القول في العديد من القضايا ليس في قضية السيد شرف الدين وحسب ، وإنما في موارد أخرى أيضا ، ونذكر هنا خصوص الموارد التي وقع الخطأ فيها في عمره ولا نتعرض لسواها . إلا في مورد واحد ، لتكون نموذجا يحكي عما عداه ، فنقول :

 1 - لقد سئل البعض عن عمره حين خروجه من المدرسة والالتحاق بالحوزة : " كم كان عمرك في ذلك الوقت ؟ ! " فأجاب : " كنت في عمر الحادية عشرة . . " ( 2 ) .

  ( 1 ) تحدي الممنوع : ص 23 . ( 2 ) مجلة المرشد : العددان : 3 - 4 ص 19 عن أسئلة وردود من القلب . ( * )  
 

- ص 41 -

ولكنه في مورد آخر يتحدث عن نفسه ، فيقول : " . . . ومن خلال ذلك بدأت طلب العلم الديني في سن مبكرة جدا ، أظن أنها كانت سن التاسعة من عمري " ( 1 ) .

 2 - وفي مورد آخر يقول : " . . أستطيع القول : إنني انتسبت إلى الحوزة الدينية حوالي سنة ( 1363 ه‍ . ) وكان عمري آنذاك إحدى عشرة سنة . . " ( 2 ) .

والفرق واضح بين العبارتين فهو تارة يقول : إن عمره كان تسع سنوات وأخرى يقول : كان عمره إحدى عشرة سنة ، وتارة يظن وأخرى يجزم . ثم نجد الفرق كذلك في مضمون العبارة الثانية ، حيث إنه إذا كانت ولادته هي سنة 1354 هـ ( 3 ) .

فإن عمره حينئذ هو تسع سنوات ، لا إحدى عشرة سنة ، كما ذكره هو في نفس هذا النص .

 3 - وفي قصة متفجرة بئر العبد المعروفة ، التي هي حدث

  ( 1 ) مجلة المرشد العددان 3 - 4 ص 56 عن تحدي الممنوع ص 26 .
( 2 ) مجلة المرشد : العددان 3 - 4 ص 62 ، عن تحدي الممنوع : ص 43 .
( 3 ) راجع : تحدي الممنوع : ص 19 ، لكنه ذكر أيضا أنه ولد في سنة 1936 م . وكذا في المرشد : ص 127 ، مع أن ذلك إنما يوافق سنة 1935 م . ، فراجع المرشد : العددين 3 و 4 ص 210 ، ومعجم رجال الفكر والأدب . والملفت أكثر هو تعدد سنوات المواليد له فقد ذكر أنه ولد سنة 1935 م . و 1936 م . و 1934 م . ) . راجع هامش ص 39 . ( * )
 
 

- ص 42 -

بل منعطف تاريخي هام جدا في حياة البعض بل هي نقطة " البروز الأكبر " له ( 1 ) على حد تعبير بعض مادحيه نراه : يقول : " لقد تعرضت لأكثر من محاولة اغتيال قبل المحاولة الفاشلة التي تعرضت لها في منطقة بئر العبد عام 1984 ميلادية " ( 2 ) .

ويقول : " أما بالنسبة لانفجار بئر العبد عام 1984 الذي حاولوا اغتيالي من خلاله الخ . . . " ( 3 ) . مع أن انفجار بئر العبد إنما كان في 8 - 3 - 1985 وهو الذي أودى بحياة 80 شخصا . ( 4 ) .

وكتاب تحدي الممنوع إنما طبع سنة ( 1992 ) أي بعد سبع سنوات فقط من حدوث هذه المجزرة ، وقد نسي هذا البعض تاريخ أعظم حدث واجهه في

  ( 1 ) مجلة المرشد : العددان : 3 - 4 ص 299 والعبارة : هكذا : " والبروز الأكبر كان بعد عام 1982 ثم في أعقاب الانفجار الضخم في بئر العبد عام 1984 الذي جعله محط الأنظار " .
( 2 ) تحدي الممنوع : ص 87 .
( 3 ) التحدي الممنوع : ص 88 .
( 4 ) مجلة المرشد : ص 128 عن جريدة الشعب المصرية بتاريخ 6 - 8 - 1993 م . وكتاب الحجاب " الحروب الخفية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية " : ص 344 . ( * )
 
 

- ص 43 -

حياته ، فكيف لا ينسي حدثا مضى عليه أكثر من أربعين سنة حول موضوع ليس من إهتماماته - على حد قوله كما أشرنا إليه في العديد من المناسبات .

 4 - ونجده يقول في مورد آخر : " بدأنا نصدر مجلة خطية باسم ( الأدب ) . وكنا نحررها في سن العاشرة ، أو الحادية عشرة في ذلك الوقت ، وكنا نكتب عددا كلما زاد مشترك " ( 1 ) .

ثم هو يقول : " في ذلك الوقت أصدرنا مجلة مكتوبة اسمها ( الأدب ) وكتبت فيها موضوعين ، واستكتبنا بعض الأشخاص ، وكنا نحاول لدى كل مشترك جديد أن نكتب ، ونصدر نسخة جديدة . وكان المرحوم السيد مهدي يحسن الكتابة جيدا . أصدرنا خمسة أعداد من هذه المجلة ما بين أعوام 1949 و 1950 . " ( 2 ) .

ومقتضى هذا النص الأخير : أن عمره كان حين إصدار المجلة هو 13 - 14 سنة بناء على أن ولادته كانت سنة 1936 م .

  ( 1 ) مجلة المرشد : العددان 3 - 4 ص 57 ، وكتاب تحدي الممنوع : ص 289 .
( 2 ) مجلة المرشد : العددان 3 - 4 ص 20 عن كتاب أسئلة وردود من القلب . ( * )
 
 

- ص 44 -

أما لو كانت ولادته سنة 1935 م . أو سنة 1934 م . - كما علم مما تقدم متنا وهامشا - فإن عمره سيزيد سنة أو سنتين ليصبح 14 - 15 سنة أو 15 - 16 سنة .

وعلى جميع التقادير ، فإن قوله : إن عمره كان حين إصدار تلك المجلة في سن العاشرة أو الحادية عشرة - ليس دقيقا . وإذا كان مرد ذلك كله هو - كما قال هو نفسه - أن ذلك أصبح إلى حد ما تاريخا سحيقا فمن الطبيعي أن لا يتذكر الإنسان كل ملامحه التفصيلية . فليكن ما ذكره عن الإمام السيد شرف الدين ، هو الآخر بعض هذا الماضي السحيق الذي يصعب تذكر تفاصيله بدقة ، تغير في تغيير حقائق التاريخ ، من وجهة نظر السيد شرف الدين على الأقل .

الفرق بين الهجري والميلادي : والملفت هنا : أن بعضهم قد اتهمنا بسوء الفهم ، لأجل عدم تمييزنا - بزعمه - بين التاريخ الهجري الذي قصده البعض في مدة عمره حين سمع من السيد شرف الدين ، وبين التاريخ الميلادي الذي قصده البعض في كلامه في تحديد سنة اللقاء في مسألة السيد شرف الدين نفسها .

- ص 45 -

ونقول : إن من الواضح : أن كل ثلاثة وثلاثين سنة ميلادية تزيد السنة الهجرية عليها سنة واحدة فقط .

فهذه النظرية التي ابتدعها هذا القائل ، لا تستطيع أن تحل الإشكال في هذه المفردات التي أشرنا إليها لكون الفارق كبيرا ، ولكون عدد السنوات فيما بين الحدين كثيرا . وقد حددت بالكلمات والحروف لا بالأرقام .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net