متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
نص المفيد وجمع من المؤرخين في الهجوم على بيت الزهراء عليها السلام
الكتاب : مأساة الزهراء عليها السلام .. شبهات وردود ج2    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

المفيد في الأمالي :

 10 - أبو عبد الله المفيد ، أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي ، قال : حدثنا سعيد بن عفير ، قال : حدثني ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن أبي هلال ، عن مروان بن عثمان . قال : لما بايع الناس أبا بكر دخل علي ( ع ) ، والزبير ، والمقداد بيت فاطمة ( ع ) ، وأبوا أن يخرجوا .
فقال عمر بن الخطاب : أضرموا عليهم البيت نارا ، فخرج الزبير ومعه سيفه .
فقال أبو بكر : عليكم بالكلب ، فقصدوا نحوه ، فزلت قدمه ، وسقط إلى الأرض ، ووقع السيف من يده .
فقال أبو بكر : اضربوا به الحجر ، فضرب بسيفه الحجر حتى انكسر ، وخرج علي بن أبي طالب ( ع ) نحو العالية ، فلقيه ثابت بن قيس بن شماس ، فقال : ما شأنك يا أبا الحسن .
فقال أرادوا أن يحرقوا علي بيتي وأبو بكر على المنبر يبايع له ، ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره .

- ج2 ص 170 -

فقال له ثابت : ولا تفارق كفي يدك حتى أقتل دونك ، فانطلقا جميعا حتى عادا إلى المدينة ، وإذا فاطمة ( ع ) واقفة على بابها وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول : لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم ، تركتم رسول الله ( ص ) جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، وصنعتم بنا ما صنعتم ولم تروا لنا حقا ؟ ! ( 1 ) .

 11 - قال الشيخ المفيد رحمه الله تعالى : " لما اجتمع من اجتمع إلى دار فاطمة ( ع ) من بني هاشم وغيرهم للتحيز عن أبي بكر ، وإظهار الخلاف عليه ، أنفذ عمر بن الخطاب قنفذا ، وقال له : أخرجهم من البيت ، فإن خرجوا ، وإلا فاجمع الأحطاب على بابه ، وأعلمهم : أنهم إن لم يخرجوا للبيعة أضرمت البيت عليهم نارا . ثم قام بنفسه في جماعة ، منهم المغيرة بن شعبة الثقفي ، وسالم مولى أبي حذيفة ، حتى صاروا إلى باب علي ( ع ) ، فنادى : يا فاطمة بنت رسول الله ، أخرجي من اعتصم ببيتك ليبايع ، ويدخل فيما دخل فيه المسلمون ، وإلا والله أضرمت عليهم نارا . . في حديث مشهور ( 2 ) .

 12 - لقد نسب الكنجي إلى المفيد وابن قتيبة قولهما بسقوط الجنين محسن ، قال الكنجي عن الشيخ المفيد :

 

( 1 ) أمالي المفيد : ص 49 / 50 . والبحار : ج 28 ص 231 / 232 .    ( 2 ) كتاب الجمل : ص 117 و 118 . ( * )

 
 

- ج2 ص 171 -

" . . وزاد على الجمهور : أن فاطمة ( ع ) أسقطت بعد النبي ذكرا . وكان سماه رسول الله ( ص ) محسنا . وهذا شئ لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة " ( 1 ) . ولكن ما نذكره في هذه الفصول يدل على عدم صحة وعدم دقة عبارته الأخيرة ، فهو موجود في عشرات المصادر والمراجع .

 13 - وقال الشيخ المفيد : " ولم يحضر دفن رسول الله كثير من الناس لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة . وفات أكثرهم الصلاة عليه . وأصبحت فاطمة تنادي : واسوء صباحاه . فسمعها الخليفة الثاني فقال لها : " إن صباحك لصباح سوء " ( 2 ) .

 14 - وقال المفيد : قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس قال : محمد بن عبد الجبار عن القاسم بن محمد الرازي عن علي بن الهرمزان عن علي بن الحسين بن علي ، عن أبيه الحسين ( ع ) قال : لما مرضت فاطمة بنت النبي ( ص ) وصت إلى علي ( ع ) أن يكتم

 

( 1 ) كفاية الطالب : ص 413 .             ( 2 ) الإرشاد للمفيد : ج 1 ص 189 . ( * )

 
 

- ج2 ص 172 -

أمرها ، ويخفي خبرها ، ولا يؤذن أحد بمرضها ، ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه ، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله على استسرار بذلك كما وصت به . فلما حضرتها الوفاة وصت أمير المؤمنين ( ع ) أن يتولى أمرها ويدفنها ليلا ويعفي قبرها . فتولى ذلك أمير المؤمنين ( ع ) ودفنها وعفى موضع قبرها . . ( 1 ) .

 15 - وروى المفيد ، والعياشي عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن جده ، قال : " ما أتى على علي ( ع ) يوم قط أعظم من يومين أتياه ، فأما أول يوم ، فاليوم الذي قبض فيه رسول الله ( ص ) . وأما اليوم الثاني ، فوالله ، إني لجالس في سقيفة بني ساعدة ، عن يمين أبي بكر ، والناس يبايعونه ، إذ قال له عمر : يا هذا ، لم تصنع شيئا إذا لم يبايعك علي ، فابعث إليه حتى يأتيك فيبايعك . قال : فبعث قنفذا ، فقال له : أجب خليفة رسول الله ( ص ) . . . " .

إلى أن تقول الرواية : " . . فقال عمر : قم إلى الرجل . فقام أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وخالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو عبيدة الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وقمت معهم . وظنت فاطمة ( ع ) : أنه لا تدخل بيتها إلا بإذنها ، فأجافت

 

( 1 ) الأمالي للشيخ المفيد : ص 172 و 173 المطبوع في النجف الأشرف ، العراق " المطبعة الحيدرية " ( * )

 
 

- ج2 ص 173 -

الباب وأغلقته . فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف - فدخلوا على علي ( ع ) ، وأخرجوه ملببا " ( 1 ) .

 16 - وقال محمد بن جرير بن رستم الطبري : " حدث الواقدي قال : حدثنا ابن أبي حنيفة ، عن داود بن الحصين قال : غضب رجال من المهاجرين والأنصار في بيعة أبي بكر . وقالوا : عن غير مشورة ولا رضى منا ، وغضب علي والزبير ، ودخلا بيت فاطمة ، وتخلفا عن البيعة ، فجاءهم عمر في عصابة فيهم أسد بن حصين ، وسلمة بن أسلم بن جريش الأشهلي ، فصاح عمر : أخرجوا ، أو لنحرقنها عليكم . فأبوا أن يخرجوا ، فصاحت بهم فاطمة وناشدتهم الله ، فأمر عمر سلمة بن أسلم ، فدخل عليهما ، وأخذ سيف أحدهما فضرب به الجدار حتى كسره . ثم أخرجهما يسوقهما حتى بايعا .

 17 - قال : وأخبرني إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله ابن أعين ، عن حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، قال : بعثني أبي إلى جندب بن عبد الله البجلي ، أسأله عما حضر من أبي بكر وعمر مع علي ، حيث دعواه إلى البيعة . قال : أخذاها من علي . قال : فكتب إليه : لست أسألك عن رأيك . أكتب لي بما

 

( 1 ) الاختصاص : ص 185 و 186 ، وتفسير العياشي : ج 2 ص 66 و 67 ، وبحار الأنوار : ج 28 ، ص 227 و 228 ، والبرهان في تفسير القرآن : ج 2 ص 93 ، وراجع : مرآة العقول : ج 5 ص 320 . ( * )

 
 

- ج2 ص 174 -

حضرت وشاهدت . فكتب : بعثا إلى علي فجيئ به ملببا ، فلما حضر ، قالا له : بايع . قال : فإن لم أفعل ؟ قالا : إذا تقتل . قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله . قالا : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسول الله فلا . ثم قالا له : بايع . قال : فإن لم أفعل . قالا : إذا تقتل ، وصغرا لك . قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله : قالا : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسول الله ، فلا . قال : فرجع يومئذ ولم يبايع ، الخ . . . " ( 1 ) .

 18 - وقال عماد الدين الطبري . وهو من علماء القرن السابع ما ترجمته : " . . وفي هذه الأثناء وصل عمر مع أهل العناد والنفاق ، وقال : يا ابن أبي طالب ، افتح الباب ، وإلا أحرقت باب بيتك عليك . قالت فاطمة : يا عمر ، اتق الله في حرم رسول الله ، لا تدخل ، فإنه عليك حرام .

 

( 1 ) المسترشد في إمامة علي ( ع ) ، ص 66 وإثبات الهداة : ج 2 ص 383 . ( * )

 
 

- ج2 ص 175 -

فأصر عمر ، ودخل البيت مع أصحابه المنافقين ، فصاحت فاطمة : يا أبتاه ما لقينا من أبي بكر وعمر بعدك . فأخذ عمر سيفه ، وهو في قرابه وضربها به على جنبها . وضربها قنفذ بالسوط على متنها ، فصاحت فاطمة : يا أبتاه ما لقي أهل بيتك من أبي بكر وعمر بعدك " ( 1 ) .

 19 - وقال : وهو يتحدث عن دفن فاطمة ( ع ) من دون علم الخليفة وأن عمر غضب ، وبادر إلى ضرب المقداد حين أخبره بالأمر ، فقال له المقداد : " لقد ذهبت بنت رسول الله ( ص ) من الدنيا ، وكان الدم يخرج من ظهرها وجنبها بسبب ضربك لها بالسيف والسوط " .
إلى أن قال : ثم جاؤا إلى علي فوجدوه جالسا على باب منزله ، وحوله أصحابه ، فقال له عمر : يا ابن أبي طالب ، لا تتركون حسدكم القديم ، بالأمس غسلت رسول الله في غيابنا ، واليوم تصلي على فاطمة دوننا . فقال له عقيل رحمه الله : " وأنتم - والله - لأشد الناس حسدا ، وأقدم عداوة لرسول الله ، وأهل بيته ، ضربتموها بالأمس ، وخرجت من الدنيا وظهرها بدم ، وهي غير راضية عنكما " ( 2 ) .

 

( 1 ) كامل بهائي لعماد الدين الطبري : ص 306 ، ( ط مكتبة المصطفوي ) قم - ايران .
( 2 ) كامل بهائي : ج 1 ص 312 و 313 . ( * )

 
 

- ج2 ص 176 -

 20 - وقال المقدس الأردبيلي ( المتوفي سنة 993 ه‍ . ) وهو يتحدث عن عمر ، ما ترجمته : " . . بأمر منه حملوا الحطب إلى بيت الزهراء ليحرقوه ، وقد رأوا وعلموا أن فاطمة ( ع ) كانت جالسة خلف الباب وقد أمر عمر بضربها ، وقد ضربها عمر نفسه على بطنها ، وضربها غلامه بالسوط على كتفها ، وكان ذلك سبب سقط جنينها ، وبقي أثر ذلك بعد ذلك ، ثم مرضت بسبب ذلك وماتت . وقد كان ذلك كله بأمر منه . ولا ينكر أهل السنة ذلك . لكن بعضهم حاول أن يجيب عنه - كالقوشجي - فكانت أجوبة باردة وواهية " ( 1 ) .

 21 - قال الخواجوئي المازندراني : " وفي رواية الكلبي عن ابن عباس . وفي حديث الزهري : عن أبي إسحاق إبراهيم الثقفي ، عن زائدة بن قدامة : أنه خرج عمر في نحو من ستين رجلا ، فاستأذن الدخول عليهم ، فلم يؤذن له ، فشغب ، وأجلب . فخرج إليه الزبير مصلتا سيفا ، ففر الثاني من بين يديه حسب عادته ، وتبعه الزبير ، فعثر بصخرة في طريقه ، فسقط لوجهه ، فنادى عمر : " دونكم الكلب . فأحاطوا به ، وأخذ سلمة بن أسلم سيفه ، فضربه على صخرة فكسره . فسيق إليه الزبير سوقا عنيفا ، إلى أبي بكر ، حتى بايع كرها .

 

( 1 ) حديقة الشيعة : ص 265 و 266 . ( * )

 
 

- ج2 ص 177 -

وعاد إلى الباب واستأذن . فقالت فاطمة : عليك بالله إن كنت ( تؤمن ظ ) بالله أن تدخل على بيتي ، فإني حاسرة . فلم يلتفت إلى مقالها ، وهجم . فصاحت : يا أبه . ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر . وتبعه أعوانه ، فطالب أمير المؤمنين ( ع ) بالخروج ، فلم يمتنع عليه ، لما تقدم من وصية رسول الله ، وضن بالمسلمين عن الفتنة .
إلى أن قال : وخرج معهم ، وخرجت الطاهرة في إثره ، وهي تقول لزفر : يا ابن السوداء ، لأسرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله . قال : ولم تبق من بني هاشم امرأة إلا خرجت معها . فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك ، فقام قائما ، وقال : ما أخرجك يا بنت رسول الله ؟ ! فقالت : أخرجتني أنت ، وهذا ابن السوداء معك . فقال الأول : يا بنت رسول الله ، لا تقولي هذا ، فإنه كان لأبيك حبيبا . قالت : لو كان حبيبا ما أدخل الذل بيته ، الخ . . . ( 1 ) " .

 22 - وقال الخواجوئي المازندراني أيضا : " . . . ورووا : أن لفاطمة بيتا ، ولها إلى المسجد بابا ، فقال أبو

 

( 1 ) الرسائل الاعتقادية للخواجوئي المازندراني : ص 447 رسالة طريق الإرشاد . ( * )

 
 

- ج2 ص 178 -

بكر : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : لا يجوز الباب إلى المسجد . فأمر بقلع باب بيتها ، حتى يتركوا البيت ، أو يسد الباب ، ثم إنه ندم على كشف بيتها وقال : ليتني تركت بيت فاطمة ولم أكشفه ، الخ . . . " ( 2 ) .
ونقول : إن ندمه المذكور ليس لأجل هذا الكشف ، بل على اقتحام بيتها يوم البيعة ، ويشير إلى ذلك قوله في ذيل هذا الكلام : ولو كان أغلق علي حرب .

 23 - وذكر الطبرسي حديث الهجوم فقال في جملة رواية مفصلة : فقام عثمان وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما فبايعوا ، وانصرف علي وبنو هاشم إلى منزل علي ( ع ) ومعهم الزبير . قال : فذهب إليهم عمر في جماعة ممن بايع ، فيهم أسيد بن الحضير وسلمة بن سلامة ، فألفوهم مجتمعين ، فقال لهم : بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس ، فوثب الزبير إلى سيفه فقال ( لهم ) عمر : عليكم بالكلب ( العقور ) فاكفونا شره ، فبادر سلمة بن سلامة فانتزع السيف من يده ، فأخذه عمر فضرب به الأرض فكسره . وأحدقوا بمن كان هناك من بني هاشم ومضوا بجماعتهم إلى أبي بكر ، فلما حضروا قالوا : بايعوا أبا بكر ، فقد بايعه ( 2 ) ، الخ . . .

 24 - وفي نص آخر ذكره الطبرسي أيضا يقول عن عمر : فعرف أن جماعة في بيوت مستترون ، ( قال ) فكان يقصدهم في جمع

 

( 1 ) الرسائل الاعتقادية : ( رسالة : طريق الإرشاد ) ص 470 وراجع : ص 471 .   ( 2 ) الاحتجاج : ج 1 ص 181 . ( * )

 
 

- ج2 ص 179 -

كثير ، ويكسبهم ، ويحضرهم ( في ) المسجد ، فيبايعون . حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي بن أبي طالب ( ع ) فطالبه بالخروج فأبى ، فدعا عمر بحطب ونار وقال : والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على ما فيه . فقيل له : إن فيه فاطمة ( ع ) بنت رسول الله ، وفيه الحسن والحسين ولدي رسول الله وآثار رسول الله ( ص ) فيه ، وأنكر الناس ذلك من قوله .
فلما عرف إنكارهم قال : ما بالكم ، أتروني فعلت ذلك ؟ إنما أردت التهويل ، فراسلهم علي ( ع ) : أن ليس إلى خروجي حيلة ، لأني في جمع كتاب الله عز وجل الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه ، وقد حلفت أن لا أخرج من بيتي ولا أضع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن .
قال : وخرجت فاطمة بنت رسول الله ( ص ) إليهم فوقفت خلف الباب ثم قالت : لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم ، تركتم رسول الله ( ص ) جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم فيما بينكم ( و ) لم تؤمرونا ولم تروا لنا حقا ، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم ، والله ، الخ . . ( 1 ) .

 25 - ذكر المجلسي رحمه الله تعالى عهدا كان كتبه الخليفة الثاني إلى معاوية يحكي فيه له ما جرى لهم مع الزهراء ، وقد جاء فيه قوله : فأتيت داره مستيشرا ( 2 ) لإخراجه منها ، فقالت الأمة فضة - وقد

 

( 1 ) الاحتجاج : ج 1 ص 202 ، ومرآة العقول : ج 5 ص 319 ، والبحار : ج 28 ص 204 و 205 .
( 2 ) ما في مطبوع البحار يقرأ : مستأشرا ، والمستأشر ، هو الذي يدعو إلى تحزيز =
>

 
 

- ج2 ص 180 -

قلت لها قولي لعلي : يخرج إلى بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون فقالت - إن أمير المؤمنين ( ع ) مشغول . فقلت : خلي عنك هذا وقولي له يخرج وإلا دخلنا عليه وأخرجناه كرها . فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب ، فقالت : أيها الضالون المكذبون ، ماذا تقولون ؟ وأي شئ تريدون ؟ . فقلت : يا فاطمة ! فقالت فاطمة : ما تشاء يا عمر ؟ ! فقلت : ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب ؟ . فقالت لي : طغيانك - يا شقي - أخرجني وألزمك الحجة ، وكل ضال غوي . فقلت : دعي عنك الأباطيل وأساطير النساء وقولي لعلي يخرج . فقالت : لا حب ولا كرامة ( 1 ) ، أبحزب الشيطان تخوفني يا

 

=> الأسنان ، كما في القاموس 1 / 364 . قال في مجمع البحرين 3 / 511 : وشرت المرأة أنيابها وشرا - من باب وعد - إذا حددتها ورققتها هي واشرة ، واستوشرت : سألت أن يفعل بها ذلك . أقول : ولعل الواو قلبت ياء ولعله كناية .
( 1 ) كذا وردت في ( ك ) ، إلا أنه وضع على : فقالت ، رمز مؤخر ( م ) ، وعلى : لا حب ولا كرامة ، رمز مقدم ، فتصير هكذا : لا حب ولا كرامة فقالت : أبحزب . . إلى آخره ، والظاهر : لا حبا . ( * )

 
 

- ج2 ص 181 -

عمر ؟ ! وكان حزب الشيطان ضعيفا . فقلت : إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها نارا على أهل هذا البيت ، وأحرق من فيه ، أو يقاد علي إلى البيعة ، وأخذت سوط قنفذ فضربت ( 1 ) وقلت لخالد بن الوليد : أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب ، فقلت : إني مضرمها . فقالت : يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين . فضربت فاطمة يديها ( 2 ) من الباب تمنعني من فتحه ، فرمته فتصعب علي ، فضربت كفيها بالسوط فآلمها ، فسمعت لها زفيرا وبكاء ، فكدت أن ألين ، وأنقلب عن الباب ، فذكرت أحقاد علي وولوعه في دماء صناديد العرب .

إلى أن قال : فركلت ( 3 ) الباب ، وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه ، وسمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها ، وقالت : يا أبتاه ! يا رسول الله ! هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك ، آه يا فضة ! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل . وسمعتها تمخض ( 4 ) وهي مستندة إلى الجدار ، فدفعت الباب ودخلت ، فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري ، فصفقت صفقة ( 5 ) على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض ، وخرج علي ، فلما أحسست به أسرعت إلى خارج الدار وقلت لخالد وقنفذ

 

( 1 ) في ( س ) : وضربت وأخذت سوط قنفذ .
( 2 ) جاء في ( س ) : يدها .
( 3 ) قال في القاموس : ج 3 ص 386 . الركل : الضرب برجل واحدة .
( 4 ) قال في القاموس : ج 2 ص 344 : مخضت تمخيضا : أخذها الطلق .
( 5 ) في ( س ) : صفقته . ( * )

 
 

- ج2 ص 182 -

ومن معهما : نجوت من أمر عظيم .

وفي رواية أخرى : قد جنيت جناية عظيمة لا آمن على نفسي . وهذا علي قد برز من البيت ، وما لي ولكم جميعا به طاقة . فخرج علي وقد ضربت يديها إلى ناصيتها لتكشف عنها وتستغيث بالله العظيم ما نزل بها ، فأسبل علي عليها ملاءتها ( 1 ) وقال لها : يا بنت رسول الله ! إن الله بعث أباك رحمة للعالمين ، إلى أن قال : فكوني يا سيدة النساء رحمة على هذا الخلق المنكوس ولا تكوني عذابا ، واشتد بها المخاض . ودخلت البيت فأسقطت سقطا سماه علي محسنا . وجمعت جمعا كثيرا ، لا مكاثرة لعلي ، ولكن ليشتد بهم قلبي وجئت - وهو محاصر - فاستخرجته من داره . . إلى أن قال : وأبو بكر يقول : ويلك يا عمر ، ما الذي صنعت بفاطمة ( 2 ) .

 26 - الأشناني ، عن جده ، عن محمد بن عمار ، عن موسى بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ( 3 ) ، عن سلمة ، عن أبي الطفيل ، عن علي بن أبي طالب : أن رسول الله ( ص ) قال له : يا علي إن لك كنزا في الجنة وأنت ذو قرنينها ، فلا تتبع النظرة في الصلاة . . . قال الصدوق : " قد سمعت بعض المشايخ يذكر أن هذا الكنز هو ولده المحسن ، وهو السقط الذي ألقته فاطمة لما ضغطت بين البابين . واحتج في ذلك بما روي في السقط من أنه يكون محبنطئا على باب الجنة ، فيقال له : ادخل ، فيقول : لا ، حتى يدخل أبواي

 

( 1 ) قال في مجمع البحرين : ج 1 ص 398 : ملاءة : كل ثوب لين رقيق .
( 2 ) البحار : ج 30 ص 293 / 295 والهداية الكبرى للخصيبي : ص 417 .          ( 3 ) في البحار : التميمي . ( * )

 
 

- ج2 ص 183 -

قبلي " ( 1 ) .

 27 - وقال ابن طاووس في وصيته لولده : " وقد ذكرت لك في الطرائف ، كيف أرادوا أن يحرقوا بالنار بيت فاطمة ومن فيه . وفيه العباس ، وجدك علي ، والحسن ، والحسين وغيرهم من الأخيار " ( 2 ) . وقد ذكرنا بعضا من كلام ابن طاووس في فصل سابق .

 28 - قال المجلسي الأول في شرحه لكتاب : من لا يحضره الفقيه ، حين وصل إلى موضوع استشهاد فاطمة ( ع ) : " وشهادتها صلوات الله عليها كانت من ضرب عمر . . . الباب على بطنها عند إرادة أمير المؤمنين لبيعة أبي بكر . . وضرب قنفذ غلام عمر السوط عليها بإذنه . والحكاية مشهورة عند العامة والخاصة . ومفصله في كتاب لسليم بن قيس الهلالي . وسقط بالضرب غلام كان اسمه " محسن " . وهو مذكور في إرشاد المفيد ( رض ) " ( 3 ) .

 29 - وقال المجلسي الثاني : " . . وفي رواية أخرى : ضربها عمر بالسوط ، فماتت حين

 

( 1 ) البحار : ج 39 ص 41 / 42 ومعاني الأخبار : ص 205 / 207 .
( 2 ) كشف المحجة : ص 115 ( ط سنة 1412 ه ) نشر مكتب الإعلام الإسلامي ، قم - ايران .
( 3 ) روضة المتقين : ج 5 ص 342 . ( * )

 
 

- ج2 ص 184 -

ماتت ، وأن في عضدها مثل الدملج من ضربته . . إلى أن قال : لم تدعهم يذهبوا بعلي ( ع ) حتى عصروها وراء الباب ، فألقت ما في بطنها من سماه رسول الله ( ص ) " محسنا " حتى ماتت ( ع ) مما أصابها " .
وفي رواية أخرى : أن المغيرة بن شعبة . . . بأمر عمر دفع الباب على بطنها حتى ألقت محسنا ، فأخرج علي ( ع ) إلى المسجد " ( 1 ) .

 30 - وقال المجلسي الثاني معلقا على الحديث الصحيح المروي : عن أبي الحسن : إن فاطمة صديقة شهيدة ، ما لفظه : " ثم إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة صلوات الله عليها كانت شهيدة ، وهو من المتواترات . وكان سبب ذلك : أنهم لما غصبوا الخلافة ، وبايعهم أكثر الناس بعثوا إلى أمير المؤمنين ( ع ) ليحضر للبيعة ، فأبى . فبعث عمر بنار ليحرق على أهل البيت بيتهم . وأرادوا الدخول عليه قهرا . فمنعتهم فاطمة عند الباب ، فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة ، فكسر جنبيها ، وأسقطت لذلك جنينا كان سماه رسول الله ( ص ) " محسنا " . فمرضت لذلك ، وتوفيت صلوات الله عليها في ذلك المرض ، فقد روى الطبري والواقدي في تاريخيهما : أن عمر بن الخطاب جاء إلى علي في عصابة فيهم أسيد بن حضير ، وسلمة بن أسلم ، فقال : أخرجوا أو لأحرقنها عليكم .

 

( 1 ) جلاء العيون : ج 1 ص 193 و 194 . ( * )

 
 

- ج2 ص 185 -

وروى ابن حزانة . . الخ " ( 1 ) .

 31 - وقال المجلسي عن عمر بن الخطاب : " قد استفاض في رواياتنا ، بل في رواياتهم أيضا : أنه روع فاطمة ( ع ) حتى ألقت ما في بطنها . وقد سبق في الروايات المتواترة ، وسيأتي : أن إيذاءها صلوات الله عليها إيذاء للرسول وآذيا ( 2 ) عليا ( ع ) .

وقد تواتر في روايات الفريقين قول النبي ( ص ) : من آذى عليا فقد آذاني . وقد قال الله تعالى : * ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة ، وأعد لهم عذابا مهينا ) * . . ( 3 ) .

 32 - وقال المجلسي رحمه الله ، وهو يشرح بعض الأدعية : " إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي ( ع ) ، وفاطمة ( ع ) من الايذاء . وأرادا إحراق بيت علي ( ع ) بالنار . وقاداه قهرا كالجمل المخشوش ، وضغطا فاطمة ( ع ) في بابها حتى سقطت بمحسن ، وأمرت أن تدفن ليلا لئلا يحضر الأول والثاني جنازتها وغير ذلك " ( 4 ) .

 33 - كما أن بعض المحدثين والمؤرخين من قدماء أصحابنا ، قد عد من ألقابها ( ع ) لقب : " الشهيدة " ( 5 ) .

 

( 1 ) مرآة العقول : ج 5 ص 318 ، وذكر قريبا من ذلك الأعلمي في كتاب : تراجم أعلام النساء : ج 2 ص 321 .
( 2 ) أي أبو بكر وعمر .
( 3 ) البحار : ج 28 ص 209 و 210 ، والآية في سورة الأحزاب / 57 .
( 4 ) البحار : ج 82 ص 264 .
( 5 ) كتاب ألقاب الرسول وعترته : ص 39 . وهو مطبوع مع مجموعة رسائل نفيسة ، انتشارات بصيرتي ، قم ، طهران . ( * )

 
 

- ج2 ص 186 -

ثم فسر ذلك فقال : " شهيدة إذ ضربوا باب دارها على بطنها ، حتى هلك ابنها الجنين ، الذي سماه رسول الله ( ص ) " المحسن " " ( 1 ) .

 34 - ويقول البعض : إنه لما أوقف علي ( ع ) تكلم فقال : " أيتها الغدرة الفجرة ، فاستعدوا للمسألة جوابا ، ولظلمكم لنا أهل البيت احتسابا ( 2 ) أو تضرب الزهراء نهرا ( 2 ) ، ويؤخذ منا حقنا قهرا وجبرا " . إلى أن قال ( ع ) : " . . . فقد عز على علي بن أبي طالب أن يسود متن فاطمة ضربا ، وقد عرف مقامه ، وشوهدت أيامه " ( 4 ) .

 35 - ويقول الكاشاني : " . . ثم إن عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين ، وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين ( ع ) فوافوا بابه مغلقا ، فصاحوا : أخرج يا علي ، فإن خليفة رسول الله يدعوك . فلم يفتح لهم الباب . فأتوا بحطب فوضعوه على الباب ، وجاؤا بالنار ليضرموه . فصاح عمر ، وقال : والله ، لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار . فلما عرفت فاطمة ( ع ) أنهم يحرقون منزلها قامت وفتحت الباب . فدفعوها ( فدفعها ) القوم قبل أن تتوارى عنهم ، فاختبت فاطمة ( ع ) وراء الباب .

 

( 1 ) المصدر السابق ص 43 .       ( 2 ) لعل الصحيح : حسابا .        ( 3 ) لعل الصحيح نهارا .
( 4 ) الزهراء بهجة قلب المصطفى ( ص ) عن الصوارم الحاسمة في تاريخ أحوالات الزهراء فاطمة ( مخطوط ) تأليف محمد رضا الحسيني الكمالي الاسترآبادي . كما نقل عنه في كتاب نوائب الدهور ، ج 3 ص 157 للميرجهاني . ( * )

 
 

- ج2 ص 187 -

ثم إنهم تواثبوا على أمير المؤمنين ( ع ) وهو جالس على فراشه ، واجتمعوا عليه ، حتى أخرجوه سحبا من داره ، ملببا بثوبه ، يجرونه إلى المسجد . فحالت فاطمة بينهم وبين بعلها ، وقالت : والله ، لا أدعكم تجرون ابن عمي ظلما . ويلكم ، ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت . وقد أوصاكم رسول الله ( ص ) باتباعنا ، ومودتنا ، والتمسك بنا ، فقال الله تعالى : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 1 ) . قال : فتركه أكثر القوم لأجلها ، فأمر عمر قنفذ لعنه الله أن يضربها بسوطه ، فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبها إلى أن أنهكها ، وأثر في جسمها الشريف . وكان ذلك الضرب أقوى سبب في إسقاط جنينها . وقد كان رسول الله ( ص ) سماه محسنا الخ . . " ( 2 ) .

 36 - وقال محمد بن أحمد بن الحسن الديلمي : " حتى كسر سيف الزبير ، واستخف بسلمان ، وضرب عمار ، وأوذي علي ، وهجم دار فاطمة " ( 3 ) .

 37 - وقال : " قال بعضهم : أتى به والحبل في عنقه فقالوا : بايع ، وإلا ضرب عنقك " ( 4 ) .

 

( 1 ) سورة الشورى ، الآية 23 .
( 2 ) نوادر الأخبار ص 183 . وعلم اليقين 686 و 688 ، الفصل العشرون : وراجع : عوالم العلوم : ج 11 ص 414 .
( 3 ) كتاب قواعد عقائد آل محمد ( ص ) 268 ( مخطوط ) وعندي منه نسخة مصورة .
( 4 ) المصدر السابق : ص 669 / 270 . ( * )

 
 

- ج2 ص 188 -

 38 - وقال : " روي أنه ( ع ) ما خرج من بيته حتى أحرق بابه ، وجر إلى البيعة كرها ( 1 ) " .

 39 - وروي أن عمر قال لعلي : بايع . قال : فإن لم ( كذا ) . قال : ضربنا عنقك . ودون هذا إكراه شرعا ، وعقلا " ( 2 ) .

 40 - ذكر صاحب كتاب الدولتين : أن عمر أخذ نارا وراح إلى بيت فاطمة ، فخرجت فاطمة ، فقال : قولي لعلي والعباس أن يخرجا ، وإلا أحرق البيت " . ولا شك أنه إذا أكره كان الإكراه مجيزا للفعل . . الخ " ( 3 ) .

 41 - وقال السيد تاج الدين بن علي بن أحمد الحسيني العاملي : " فلما نظر ( عليه السلام ) إلى قلة العدد وخذلة الناصر جلس في منزله ، فجمع عمر بن الخطاب جماعة وأتى بهم إلى منزل علي عليه السلام ، فوجدوا الباب مغلقا ، فلم يجبهم أحد ، فاستدعى عمر بحطب وقال : والله لئن لم تفتحوا لنحرقنه بالنار . فلما سمعت فاطمة عليها السلام ذلك خرجت وفتحت الباب ، فدفعه عمر فاختفت هي من وراء الباب ، فعصرها بالباب فكان

 

( 1 ) المصدر السابق : ص 270 .        ( 2 ) المصدر السابق .         ( 3 ) المصدر السابق . ( * )

 
 

- ج2 ص 189 -

ذلك سبب إسقاطها ، ونقل أنه سبب موتها . ودخلوا فوثبوا على أمير المؤمنين عليه السلام فأخرجوه عنفا ، فحالت فاطمة عليها السلام بينهم وبينه وقالت : والله لا أدعكم تخرجون بابن عمي ظلما ، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا ، فأمر عمر بن الخطاب قنفذا فضربها بسوط حتى أثر في جسمها " ( 1 ) .

 42 - وقال الطريحي المعاصر للمجلسي رحمه الله ، لأنه توفي سنة 1085 ه‍ . " . . فيا إخواني ، إذا رجعنا إلى أنفسنا ، وتركنا عبادة الهوى ، ومتابعة من ضل وغوى : أترى تكون فاطمة ( ع ) راضية حين عصرها خالد بن الوليد ، فأسقطت محسنا . وضربها قنفذ مولى أبي بكر ، فأثر فيها الضرب . أفتراها تكون راضية حين سحب زوجها ، وابن عمها وأبو السبطين الخ . . " ( 2 ) .

 43 - وفي كتاب : مؤتمر علماء بغداد : " إن أبا بكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالإرهاب والسيف ، والتهديد ، والقوة أرسل عمر وقنفذا ، وخالد بن الوليد ، وأبا عبيدة الجراح ، وجماعة أخرى من المنافقين إلى دار علي وفاطمة ( ع ) . وجمع عمر الحطب على باب بيت فاطمة ( ذلك الباب الذي طالما وقف عليه رسول الله وقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وما كان يدخله إلا بعد الاستئذان ) وأحرق الباب بالنار .

 

( 1 ) التتمة في تواريخ الأئمة : ص 35 .          ( 2 ) المنتخب للطريحي : ص 136 . ( * )

 
 

- ج2 ص 190 -

ولما جاءت فاطمة خلف الباب لترد عمر وحزبه ، عصر عمر فاطمة بين الحائط والباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها ، ونبت مسمار الباب في صدرها . وصاحت فاطمة : يا أبتاه يا رسول الله ، أنظر ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب ، وابن أبي قحافة . فالتفت عمر إلى من حوله ، وقال : اضربوا فاطمة . فانهالت السياط على حبيبة رسول الله وبضعته حتى أدموا جسمها . وبقيت آثار العصرة القاسية ، والصدمة المريرة تنخر في جسم فاطمة ، فأصبحت مريضة عليلة ، حزينة حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيام . ففاطمة بيت النبوة . فاطمة قتلت بسبب عمر بن الخطاب الخ " ( 1 ) .

 44 - وقال الحسني : " وفي رواية أخرى : أنهم لما أرادوا الدخول إلى بيتها ، وإخراج علي منه ، أرادت أن تحول بينهم وبين ذلك ، ضربها قنفذ على وجهها ، وأصاب عينها " ( 2 ) .

 45 - قال الحسني : " . . وفي رواية ثالثة : أنها وقفت خلف الباب لتمنعهم من دخوله ، فاندفعوا نحو الباب ، ودفعوه نحوها ، وكانت حاملا ، فأسقطت ولدا كان رسول الله قد سماه محسنا " ( 3 ) .

 

( 1 ) مؤتمر علماء بغداد : ص 135 / 137 ( ط سنة 1415 ه‍ . ق ) دار الإرشاد الإسلامي - بيروت - لبنان .
( 2 ) سيرة الأئمة الاثني عشر : ج 1 ص 132 .              ( 3 ) المصدر السابق : ج 1 ص 133 . ( * )

 
 

- ج2 ص 191 -

كأنه يريد أن يبرئ المهاجمين من تبعة قتل المحسن ، حيث يوحي للقارئ ، أنه قتل نتيجة التدافع على الباب . وهذا ما تدفعه الروايات المتواترة الدالة على تعمد قتله بعصرها بين الباب والحائط من قبل أحدهم . وقد تقدمت .

 46 - ويروي ابن حمزة الزيدي بسنده عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن محمد بن ركانة قوله : " فجاء عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد ، وعياش بن ربيعة إلى باب فاطمة ، فقالوا : والله ، لتخرجن إلى البيعة . وقال عمر : والله ، لأحرقن عليكم البيت . فصاحت فاطمة : يا رسول الله ، ما لقينا بعدك . فخرج عليهم الزبير مصلتا بالسيف ، فحمل عليهم ، فلما بصر به عياش ، قال لعمر : اتق الكلب . وألقى عليه عياش كساء له حتى احتضنه ، وانتزع السيف من يده ، فقصد به حجرا فكسره " ( 1 ) .

 47 - " وروى أيضا بسنده عن عبد الله بن عمر العمري ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : كنت في من جمع الحطب إلى باب علي . قال عمر : والله ، لئن لم يخرج علي بن أبي طالب لأحرقن البيت بمن فيه ( 2 ) .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net