متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الاستدلال بحديث " ستار باب فاطمة " لا يصح ، الاستدلال " بقصة زنا المغيرة " لا يصح
الكتاب : مأساة الزهراء عليها السلام .. شبهات وردود ج2    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

الاستدلال بحديث " ستار باب فاطمة " لا يصح :

وقد روي عن أبي جعفر أنه قال : رجع رسول الله ( ص ) من سفر ، فدخل على فاطمة ( ع ) ، فرأى على بابها سترا ، وفي يديها سوارين . . فخرج ، فدعت فاطمة ابنتها ، فنزعت الستر ، وخلعت السوارين ، الخ . . وفي نص آخر : " فإذا هو بمسح على بابها ( 2 ) " .

 

( 2 ) راجع : البحار : ج 43 ص 83 و 89 و 86 و 20 و ج 85 ص 94 ، والمناقب لابن شهرآشوب : ج 3 ص 343 ( ط المطبعة العلمية - قم ) وضياء العالمين : ج 2 قسم 2 - ص 43 و 44 . ومكارم الأخلاق : ص 95 ( ط سنة 1392 ه‍ ) والأمالي للصدوق : ص 194 ( ط الأعلمي سنة 1400 ) ، وكشف الغمة : ج 2 ص 77 ، ونهاية الإرب ج 5 ص 264 ، وذخائر العقبى : ص 51 ، وقال : خرجه أحمد ، وينابيع المودة ص 52 ج 2 ( ط الأعلمي ) وإحقاق الحق ( الملحقات ) : ج 10 ص 291 - 293 ، عن بعض من تقدم ، وعن مصادر أخرى . وص 234 و ج 19 ص 106 و 107 عن مصادر كثيرة نظم درر السمطين : ص 177 ومسند أحمد : ج 5 ص 275 ، ومختصر سنن أبي داود : ج 6 ص 108 ، وفضائل فاطمة الزهراء لابن شاهين : ص 53 و 54 . والمستدرك للحاكم : ج 1 ص 489 و ج 3 ص 156 و 155 وحلية الأولياء : ج 2 ص 300 ومجمع الزوائد : ج 8 ص 268 والصواعق المحرقة : ص 109 . وعوالم العلوم : ج 11 ص 130 و 177 / 178 . و 263 و 265 / 266 وفي هامش هذه الصفحة ذكر مصادر كثيرة فلتراجع . ( * )

 
 

- ج2 ص 245 -

وفي نص ثالث : " وسترت باب البيت ; لقدوم أبيها وزوجها ( 1 ) " .

وقد تخيل البعض : أن هذا الحديث يدل على عدم وجود مصاريع خشبية ، أو غيرها ، بل كانت الأبواب تستر بالمسوح والستائر .

ونقول : أولا : قد تقدم : أن وجود الستائر والمسوح على الأبواب كان إلى جانب المصاريع الخشبية أو غيرها .
وقد يقول البعض : لو صحت رواية اعتراضه ( ص ) على الستائر ولم تكن القضية بينه وبين إحدى زوجاته كما سيأتي فإنه لا يعقل أن يكون ( ص ) يريد لابنته فاطمة أن تكتفي بالمصاريع ، ولا تضع دونها الستائر والمسوح . . ولو كانت الأبواب لا مصاريع لها ، ثم يريد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن لا تضع ستائر على الأبواب لكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يريد لابنته أن تعيش وكأنها في العراء ، حيث يراها القاصي والداني وبابها مشرع إلى المسجد الذي لا يخلو من الناس في أكثر ساعات الليل والنهار .

وقد اعتبر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عدم الاهتمام بستر الأبواب خطيئة يتحملها أصحاب البيت .
ويجاب عنه : بأن النبي ( ص ) إنما اعترض على نوع الساتر ، الذي يكون قد يكون ملفتا للنظر ، ولم يعترض على أهل الستر ، لو كان الساتر من المسوح مثلا .

 

( 1 ) راجع : وفاء الوفاء : ج 2 ص 467 وراجع ص 468 ، وضياء العالمين : ج 2 قسم 3 ص 43 عن مسند أحمد ، وعن ابن شاهين في مناقبه . ( * )

 
 

- ج2 ص 246 -

 ثانيا : إننا نجد أن عليا ( عليه السلام ) يقول : إن قضية الستر المذكورة إنما كانت بين النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبين بعض أزواجه فقد :
 1 - قال الإمام علي ( عليه السلام ) في صفة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ويكون الستر على باب بيته ، فتكون فيه التصاوير ، فيقول : يا فلانة - لإحدى أزواجه - غيبيه عني ، إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها ( 1 ) " .

 2 - وفي نص آخر يقول : أتاني جبرائيل . فقال : إني كنت أتيتك البارحة ، فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه على الباب تماثيل ، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل . . إلى أن قال : ومر بالستر فليقطع فيجعل منه وسادتين ، الخ . . ( 2 ) .

الاستدلال " بقصة زنا المغيرة " لا يصح :

وقد حاول البعض أن يستدل لعدم وجود أبواب ذات مصاريع للبيوت في ذلك الزمان بقصة زنا المغيرة ، حيث زعم : أن الهواء رفع الستار فشوهد في حالة سيئة ، كما هو معروف فشهد عليه الشهود بذلك . وكان ما كان . ولكن هذا الاستدلال غير صحيح .

 أولا : أن الطبري وغيره يذكرون : أن بيت أبي بكرة كان مقابل

 

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة رقم 155 ج 2 ص 155 ( ط الاستقامة ) .
( 2 ) كنز العمال : ج 15 ، ص 404 ، عن أحمد وأبي داود ، والبيهقي ، والنسائي . ( * )

 
 

- ج2 ص 247 -

بيت المغيرة بن شعبة بينهما طريق ، وهما في مشربتين متقابلتين فاجتمع عند أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته ، فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليصفقه فبصر بالمغيرة ، وقد فتحت الريح باب الكوة التي في مشربته وهو بين رجلي امرأة . فقال أبو بكرة للنفر : قوموا فانظروا ، فقاموا فنظروا ، ثم قال : اشهدوا ، الخ . . ( 1 ) .

 ثانيا : إن قصة زنا المغيرة قد كانت بعد وفاة الرسول ( ص ) بعدة سنين ، وقد حصلت في بلد استحدث بعد وفاته ( ص ) أيضا ، ليكون مركز انطلاق للجيوش التي تحارب في بلاد فارس وغيرها . ولم يكن ثمة حروب داخلية تستدعي حذرا ، وتحصنا ، كما كان الحال بالنسبة للمدينة حين استقبالها الدعوة الإسلامية . فلا يصح قياس أحدهما على الآخر . . 

 

( 1 ) البحار : ج 30 ص 640 وتاريخ الأمم والملوك : ج 4 ص 70 ( ط دار سويدان ) حوادث سنة 17 ه‍ . ودلائل الصدق : ج 3 قسم 1 ص 87 ، وشرح الأخبار : ج 3 ص 57 . وراجع : فتوح البلدان ص 352 ج 3 وكنز العمال : ج 3 ص 18 وسنن البيهقي ج 8 ص 235 ، والكامل في التاريخ : ج 2 ص 540 و 541 ، ووفيات الأعيان ج 2 ص 455 ، والبداية والنهاية : ج 7 ص 81 ، وعمدة القاري : ج 6 ص 340 ، والأغاني : ج 16 ص 331 ، 332 ( ط دار إحياء التراث ) ، وشرح النهج للمعتزلي : ج 12 ص 234 - 237 . ( * )


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net