متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الباب المقفل ، كسر الباب ، خلاصة مما تقدم
الكتاب : مأساة الزهراء عليها السلام .. شبهات وردود ج2    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

الباب المقفل :

قال البياضي رحمه الله : " ثم احتجوا بسكوت علي وغيره على عمر . وبدفن أبي بكر في الحجرة ، وقد كانت مقفولة ، ففتحت من غير فتح . وسمع فيها صوت أدخلوا الحبيب على الحبيب " ( 2 ) .

فتح القفل وبقاء الباب مغلقا : وقد صرحت بعض النصوص بفتح الباب بمعنى فتح قفله ، مع بقائه مغلقا ، حتى يفتحه فاتح آخر . فقد روي عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال وهو يتحدث عن رسول الله ( ص ) : " كأني معه الآن ، وهو يقول في بيت أم سلمة ذلك ; فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قومي فافتحي " الباب " فقالت : يا رسول الله ، من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب ، وقد نزل فينا قرآن بالأمس يقول الله عز وجل : * ( وإذا سألتموهن متاعا

 

( 2 ) الصراط المستقيم : ج 3 ص 113 . ( * )

 
 

- ج3 ص 274 -

فاسألوهن من وراء حجاب ) * ( 1 ) . فمن هذا الذي بلغ من خطره أن أستقبله بمحاسني ومعاصمي ؟ ! . فقال كهيئة المغضب : يا أم سلمة ، من يطع الرسول فقد أطاع الله ، قومي فافتحي الباب ، فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . يا أم سلمة ، إنه آخذ بعضادتي الباب ، ليس بفتاح الباب ، ولا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطء إن شاء الله . فقامت أم سلمة تمشي نحو الباب ، وهي لا تثبت من في الباب ، غير أنها قد حفظت النعت والوصف ، وهي تقول : بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ففتحت الباب ، فأخذت بعضادتي الباب ، فلم أزل قائما حتى غاب الوطء ، فدخلت أم سلمة خدرها الخ . . ( 2 ) " .

 

( 1 ) سورة الأحزاب : 53 .
( 2 ) راجع : البحار : ج 38 ص 121 و 122 و ج 32 ص 347 و ج 39 ص 267 و ج 43 ص 126 وتفسير البرهان : ج 3 ص 332 عن ابن بابويه ومناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للقاضي محمد بن سليمان الكوفي : ج 1 ص 368 . وراجع : كشف الغمة : ج 1 ص 91 ، كشف اليقين : ص 260 . عن كتاب ابن خالويه ومختصر تاريخ دمشق ج 18 ص 54 ، ومناقب الخوارزمي ص 86 - 87 ، الفصل السابع ، وفي هامشه عن : ترجمة الإمام علي ( ع ) من تاريخ دمشق ( بتحقيق المحمودي ) ج 3 ص 164 و 165 ، وعن فرائد السمطين : ج 1 ص 331 وعن كفاية الطالب ص 312 ، وإحقاق الحق ( قسم الملحقات ) ج 4 ص 244 و 245 ، عن مصادر كثيرة وعن علل الشرائع ج 1 ص 54 . ( * )

 
 

- ج3 ص 275 -

توضيح ضروري : وهذه الرواية قد أوضحت بما لا مجال معه للشك : أن فتح أم سلمة للباب إنما هو بإزالة المانع القوي ، لا بمجرد إزاحة الستار ، ولذا فإن فتحها للباب لم يغن عليا عن فتحه أيضا حيث قال ( ص ) لها : إن فتحها الباب له لا يعني أنه سيفتحه وسيراها ، بل هو سوف يحتفظ به مغلقا ، حتى يغيب عنه الوطء . ومعنى ذلك : أن أم سلمة إنما أزالت القفل عن الباب الذي بقي مغلقا إلى أن غاب عنه الوطء ففتحه علي عندها ، ودخل الدار .

كسر الباب :

وقد تحدثت بعض النصوص عن كسر الباب أو غلقه ، فهي تقول :

 1 - سأل عمر عن قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الفتنة التي تموج كموج البحر فقال له حذيفة : ما لك ولها يا أمير المؤمنين . إن بينك وبينها بابا مغلقا . قال : فيكسر الباب أو يفتح ؟ . قال : لا ، بل يكسر . قال : ذاك أجدر أن لا يغلق . قلنا لحذيفة : أكان عمر يعلم من الباب . قال نعم ، كما يعلم أن دون غد الليلة ، إني حدثته حديثا ليس

- ج3 ص 276 -

بالأغاليط الخ . . ( 1 ) .

 2 - وفي حديث آخر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; يصف فيه ملك الموت : " . . فيقوم بالباب ، فلا يستأذن بوابا ، ولا يهتك حجابا ، ولا يكسر بابا الخ . . ( 2 ) " .

 3 - وسيأتي في الفصل التالي ، حين الحديث عن إحراق الباب أو التهديد ، قوله : " فضرب عمر الباب برجله فكسره . وكان من سعف ثم دخلوا ( 3 ) " .

 4 - وحسب نص كتاب الاختصاص : فأجافت الباب فأغلقته ، فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره ( 4 ) . وسيأتي ذلك في الفصل التالي أيضا .

الباب ذو المفتاح :

وقد كان لأبواب بيوت المدينة مفاتيح أيضا ، ولا يمكن للستائر أن يكون لها مفاتيح . فلاحظ ما يلي :

 1 - روي عن دكين بن سعيد المزني قال : أتينا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسألناه الطعام ، فقال : يا عمر ، إذهب فأعطهم .

 

( 1 ) سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1306 وصحيح البخاري : ج 1 ص 67 و 164 و 212 ( ط سنة 1309 ه‍ . ق . ) ودلائل النبوة للبيهقي : ج 6 ص 386 .
( 2 ) الاختصاص : ص 345 ، والبحار : ج 8 ص 207 .
( 3 ) تفسير العياشي : ج 2 ص 67 ، وتفسير البرهان : ج 2 ص 93 ، وبحار الأنوار : ج 28 ص 227 .
( 4 ) الاختصاص : ص 185 و 186 . ( * )

 
 

- ج3 ص 277 -

فارتقى بنا إلى علية ، فأخذ المفتاح من حجزته ، ففتح الخ . . ( 1 ) .

 2 - ويؤيد ذلك : ما روي عن علي ( عليه السلام ) أنه قال في خطبة له : " قد أعدوا لكل حق باطلا ، ولكل قائم مائلا ، ولكل حي قاتلا ، ولكل باب مفتاحا ، ولكل ليل مصباحا ( 2 ) . " . وهو عليه السلام إنما يتحدث مع الناس بما يعرفونه ويألفونه . مما كان في عهده وقبله إلى زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

 3 - ويؤيد ذلك أيضا : أنه حين كلم علي ( ع ) طلحة في أمر عثمان : انصرف علي ( ع ) إلى بيت المال ، فأمر بفتحه ، فلم يجدوا المفتاح ، فكسر الباب ، وفرق ما فيه على الناس ، فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده ، فسر عثمان بذلك ( 3 ) .

رتاج الباب :

عن عبد الله بن الحارث : أن عليا لما قبض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قام فارتج الباب . قال : فجاء العباس معه بنو عبد المطلب ، فقاموا على الباب الخ . . ( 4 ) .

 

( 1 ) سنن أبي داود : ج 4 ص 361 ح 5238 . ومسند أحمد : ج 4 ص 174 .
( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة رقم 194 ، والبحار : ج 69 ص 176 و 177 .
( 3 ) تاريخ الطبري : ج 4 ص 431 ، والبحار : ج 32 ص 57 عنه .
( 4 ) كنز العمال : ج 7 ص 255 . ( * )

 
 

- ج3 ص 278 -

شق الباب :

والباب الذي يكون له شق هو - عادة - ذلك الباب المصنوع من خشب أو من سعف النخل ، أو نحو ذلك . وقد ورد التعبير ب‍ " شق الباب " في بعض النصوص التي تتحدث عن زمن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وذلك مثل :

 1 - ما روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، عن علي أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، أنه قال : " . . بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بعض حجر نسائه ، وبيده مدراة ، فاطلع رجل من شق الباب ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو كنت قريبا منك ، لفقأت بها عينك ( 1 ) " . وعند الكليني : " اطلع رجل على النبي من الجريد ( 2 ) " .

 2 - عن عائشة : لما جاء نعي جعفر وابن رواحة جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعرف في وجهه الحزن ، وأنا أطلع من شق الباب ، فأتاه رجل : فقال يا رسول الله الخ . . ( 3 ) .

 3 - عن أم أيمن ، قالت : حضرت ذات يوم إلى منزل سيدتي ومولاتي فاطمة ( ع ) . . . فأتيت إلى باب دارها وإذا أنا بالباب مغلق ، فنظرت من شقوق الباب وإذ بفاطمة نائمة عند الرحى ، ورأيت الرحى تطحن البر ، وتدور الخ . . ( 4 ) .

 

( 1 ) قرب الإسناد : ص 18 ، والبحار : ج 76 ص 278 ، ومن لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 74 .
( 2 ) الكافي : ج 7 ص 292 ، وتهذيب الأحكام : ج 10 ص 208 .
( 3 ) كنز العمال : ج 15 ص 732 ، عن ابن أبي شيبة .
( 4 ) طوالع الأنوار : ص 112 للسيد مهدي بن محمد الموسوي التنكابني ( ط سنة  1295 ه‍ ( * )

 
 

- ج3 ص 279 -

التقام الأبواب :

وذكر في جملة معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنه ( ص ) قد أخبر البعض بتحول بعض الجذوع إلى أفاعي ، وقد حصل ذلك بالفعل : " . . فلما وصلت إليهم كفت عنهم ، وعدلت إلى ما في الدار من حباب ، وجرار ، وكيزان ، وصلايات ، وكراسي ، وخشب ، وسلاليم ، وأبواب ، فالتقمتها ، وأكلتها ( 1 ) " .

ونتوقف في هذا الفصل عند هذا الحد ، لنكمل في الفصل التالي استعراض النصوص التي دلت على وجود باب لخصوص بيت الزهراء ( عليها السلام ) حاول البعض إحراقه وكسره فإلى الفصل التالي ، وما فيه من مطالب هامة ومثيرة .

خلاصات مما تقدم :

ونحن نورد هنا ثبتا بقسم من التعابير التي استخدمت في النصوص التي عرضناها فيما سبق . وذلك على النحو التالي :
- كان باب بيت عائشة من عرعر أو ساج .
- وبابها من جريد النخل .
- قلت : مصراعا أو مصراعين . قال : كان باب واحد .
- كان بمصراع واحد .

 

( 1 ) البحار : ج 17 ص 266 ، وتفسير الإمام العسكري ص 412 . ( * )

 
 

- ج3 ص 280 -

- بابه ( ص ) يقرع بالأضافير ، أي لا حلق له .
- مر رجل على باب لا ستر له ، غير مغلق .
- فيما بين الستر والباب .
- بيت ليس له باب ولا ستر .
- فأغلق عليه بابه واستتر بستر الله .
- فأغلق الباب وأرخى الستر .
- فتح رسول الله بابا بينه وبين الناس أو كشف سترا .
- رأى على بابها سترا .
- ولا أغلق عنكم دونه باب .
- فأغلق عليه وعليهم الباب .
- أمرنا رسول الله ( ص ) أن نغلق الأبواب .
- وبالأبواب أن تغلق ليلا .
- كان يصلي والباب عليه مغلق فمشى حتى فتح لي .
- أخرجوا حتى أغلق الأبواب .
- أغلقوا الأبواب .
- أغلق بابه دون المسكين . . أغلق الله تبارك وتعالى دونه أبواب رحمته .
- لم يغلق أبوابه دونهم .

- ج3 ص 281 -

- أغلق عليك بابك .
- فرأتهم فاطمة أغلقت الباب في وجوههم .
- وكنت رددت باب الحجرة بيدي .
- إذ نفتح الباب .
- أجيفوا الأبواب . . فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف .
- ثم فتحت الباب .
- فلما أتيت الباب إذا هو مجاف .
- ثم فتح الباب رويدا ، ثم خرج وأجافه رويدا .
- وآية بيني وبينك أني أجيف الباب .
- فأجافت الباب وأغلقته .
- ضرب الباب برجله فكسره .
- ما رأينا أحدا دخل وخرج ، وإن الباب لمغلق من أول الليل .
- قرع الباب قارع . . . ففتحت الباب .
- فطرقت الباب .
- حتى قرعا على فاطمة الباب .
- يدق الباب .
- يدق دقا أشد من ذلك .

- ج3 ص 282 -

- وطرقوا الباب .
- جاء فدق الباب .
- ففتحت له الباب .
- فانثنيت مستحييا من دقي الباب .
- فدققت الباب دقا عنيفا .
- افتحي له الباب ففتحت فدخلت .
- فضرب الباب ضربا شديدا .
- يطرق الباب .
- فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله .
- فضرب علي باب البستان .
- فجاء علي حتى ضرب الباب .
- فقرع الباب فأجابته من وراء الباب .
- والناس خلف الباب .
- فإذا إنسان يحرك الباب .
- فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه فدفعه .
- فدفع رسول الله الباب .
- فجاء أبو بكر فدفع الباب .

- ج3 ص 283 -

- إفتح له أو افتحي له ، فقمت وفتحت .
- الملائكة تختصم في فتح الباب .
- جاء رجل يستفتح فقال : افتح له وبشره بالجنة .
- أتى دارا قوراء فقال : افتحوا هذا الباب ، ففتح .
- يرقع الثوب ويفتح الباب .
- رجع ولم يفتح الباب ، فوثب علي على الحائط .
- قومي فافتحي الباب فإن بالباب رجلا . . . إنه آخذ بعضادتي الباب ليس بفتاح الباب ولا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطء .
- ففتحت الباب
- فأخذت بعضادتي الباب ، فلم أزل قائما حتى غاب الوطء .
- فيكسر الباب أو يفتح ، قال : لا بل يكسر .
- ولا يكسر بابا .
- فضرب عمر الباب برجله فكسره
- وكان من سعف - فدخلوا .
- فأجافت الباب فأغلقته فلما انتهوا إلى الباب ، فضرب عمر الباب برجله فكسره .
- لا يكنكم منه باب ذو رتاج .
- أعد . . ولكل باب مفتاحا .

- ج3 ص 284 -

- فأخذ المفتاح من حجزته ، ففتح .
- فاطلع رجل من شق الباب .
- عدلت إلى ما في الدار من حباب وجرار . . . وأبواب فالتقمتها .

كانت تلك طائفة من التعبيرات التي دلت على وجود أبواب ذات مصاريع لبيوت المدينة . وثمة فقرات عديدة أخرى أضربنا عن ذكرها روما للاختصار .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net