الباب المقفل :
قال البياضي رحمه الله : " ثم احتجوا بسكوت علي وغيره على عمر . وبدفن أبي بكر في الحجرة ، وقد كانت مقفولة ، ففتحت من غير فتح . وسمع فيها صوت أدخلوا الحبيب على الحبيب " ( 2 ) .
فتح القفل وبقاء الباب مغلقا : وقد صرحت بعض النصوص بفتح الباب بمعنى فتح قفله ، مع بقائه مغلقا ، حتى يفتحه فاتح آخر . فقد روي عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال وهو يتحدث عن رسول الله ( ص ) : " كأني معه الآن ، وهو يقول في بيت أم سلمة ذلك ; فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قومي فافتحي " الباب " فقالت : يا رسول الله ، من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب ، وقد نزل فينا قرآن بالأمس يقول الله عز وجل : * ( وإذا سألتموهن متاعا
|
( 2 ) الصراط المستقيم : ج 3 ص 113 . ( * ) |
| |
فاسألوهن من وراء حجاب ) * ( 1 ) . فمن هذا الذي بلغ من خطره أن أستقبله بمحاسني ومعاصمي ؟ ! . فقال كهيئة المغضب : يا أم سلمة ، من يطع الرسول فقد أطاع الله ، قومي فافتحي الباب ، فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . يا أم سلمة ، إنه آخذ بعضادتي الباب ، ليس بفتاح الباب ، ولا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطء إن شاء الله . فقامت أم سلمة تمشي نحو الباب ، وهي لا تثبت من في الباب ، غير أنها قد حفظت النعت والوصف ، وهي تقول : بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ففتحت الباب ، فأخذت بعضادتي الباب ، فلم أزل قائما حتى غاب الوطء ، فدخلت أم سلمة خدرها الخ . . ( 2 ) " .
|
( 1 ) سورة الأحزاب : 53 . ( 2 ) راجع : البحار : ج 38 ص 121 و 122 و ج 32 ص 347 و ج 39 ص 267 و ج 43 ص 126 وتفسير البرهان : ج 3 ص 332 عن ابن بابويه ومناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للقاضي محمد بن سليمان الكوفي : ج 1 ص 368 . وراجع : كشف الغمة : ج 1 ص 91 ، كشف اليقين : ص 260 . عن كتاب ابن خالويه ومختصر تاريخ دمشق ج 18 ص 54 ، ومناقب الخوارزمي ص 86 - 87 ، الفصل السابع ، وفي هامشه عن : ترجمة الإمام علي ( ع ) من تاريخ دمشق ( بتحقيق المحمودي ) ج 3 ص 164 و 165 ، وعن فرائد السمطين : ج 1 ص 331 وعن كفاية الطالب ص 312 ، وإحقاق الحق ( قسم الملحقات ) ج 4 ص 244 و 245 ، عن مصادر كثيرة وعن علل الشرائع ج 1 ص 54 . ( * ) |
| |
توضيح ضروري : وهذه الرواية قد أوضحت بما لا مجال معه للشك : أن فتح أم سلمة للباب إنما هو بإزالة المانع القوي ، لا بمجرد إزاحة الستار ، ولذا فإن فتحها للباب لم يغن عليا عن فتحه أيضا حيث قال ( ص ) لها : إن فتحها الباب له لا يعني أنه سيفتحه وسيراها ، بل هو سوف يحتفظ به مغلقا ، حتى يغيب عنه الوطء . ومعنى ذلك : أن أم سلمة إنما أزالت القفل عن الباب الذي بقي مغلقا إلى أن غاب عنه الوطء ففتحه علي عندها ، ودخل الدار .
كسر الباب :
وقد تحدثت بعض النصوص عن كسر الباب أو غلقه ، فهي تقول :
1 - سأل عمر عن قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الفتنة التي تموج كموج البحر فقال له حذيفة : ما لك ولها يا أمير المؤمنين . إن بينك وبينها بابا مغلقا . قال : فيكسر الباب أو يفتح ؟ . قال : لا ، بل يكسر . قال : ذاك أجدر أن لا يغلق . قلنا لحذيفة : أكان عمر يعلم من الباب . قال نعم ، كما يعلم أن دون غد الليلة ، إني حدثته حديثا ليس
بالأغاليط الخ . . ( 1 ) .
2 - وفي حديث آخر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; يصف فيه ملك الموت : " . . فيقوم بالباب ، فلا يستأذن بوابا ، ولا يهتك حجابا ، ولا يكسر بابا الخ . . ( 2 ) " .
3 - وسيأتي في الفصل التالي ، حين الحديث عن إحراق الباب أو التهديد ، قوله : " فضرب عمر الباب برجله فكسره . وكان من سعف ثم دخلوا ( 3 ) " .
4 - وحسب نص كتاب الاختصاص : فأجافت الباب فأغلقته ، فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره ( 4 ) . وسيأتي ذلك في الفصل التالي أيضا .
الباب ذو المفتاح :
وقد كان لأبواب بيوت المدينة مفاتيح أيضا ، ولا يمكن للستائر أن يكون لها مفاتيح . فلاحظ ما يلي :
1 - روي عن دكين بن سعيد المزني قال : أتينا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسألناه الطعام ، فقال : يا عمر ، إذهب فأعطهم .
|
( 1 ) سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1306 وصحيح البخاري : ج 1 ص 67 و 164 و 212 ( ط سنة 1309 ه . ق . ) ودلائل النبوة للبيهقي : ج 6 ص 386 . ( 2 ) الاختصاص : ص 345 ، والبحار : ج 8 ص 207 . ( 3 ) تفسير العياشي : ج 2 ص 67 ، وتفسير البرهان : ج 2 ص 93 ، وبحار الأنوار : ج 28 ص 227 . ( 4 ) الاختصاص : ص 185 و 186 . ( * ) |
| |
فارتقى بنا إلى علية ، فأخذ المفتاح من حجزته ، ففتح الخ . . ( 1 ) .
2 - ويؤيد ذلك : ما روي عن علي ( عليه السلام ) أنه قال في خطبة له : " قد أعدوا لكل حق باطلا ، ولكل قائم مائلا ، ولكل حي قاتلا ، ولكل باب مفتاحا ، ولكل ليل مصباحا ( 2 ) . " . وهو عليه السلام إنما يتحدث مع الناس بما يعرفونه ويألفونه . مما كان في عهده وقبله إلى زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
3 - ويؤيد ذلك أيضا : أنه حين كلم علي ( ع ) طلحة في أمر عثمان : انصرف علي ( ع ) إلى بيت المال ، فأمر بفتحه ، فلم يجدوا المفتاح ، فكسر الباب ، وفرق ما فيه على الناس ، فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده ، فسر عثمان بذلك ( 3 ) .
رتاج الباب :
عن عبد الله بن الحارث : أن عليا لما قبض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قام فارتج الباب . قال : فجاء العباس معه بنو عبد المطلب ، فقاموا على الباب الخ . . ( 4 ) .
|
( 1 ) سنن أبي داود : ج 4 ص 361 ح 5238 . ومسند أحمد : ج 4 ص 174 . ( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة رقم 194 ، والبحار : ج 69 ص 176 و 177 . ( 3 ) تاريخ الطبري : ج 4 ص 431 ، والبحار : ج 32 ص 57 عنه . ( 4 ) كنز العمال : ج 7 ص 255 . ( * ) |
| |
شق الباب :
والباب الذي يكون له شق هو - عادة - ذلك الباب المصنوع من خشب أو من سعف النخل ، أو نحو ذلك . وقد ورد التعبير ب " شق الباب " في بعض النصوص التي تتحدث عن زمن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وذلك مثل :
1 - ما روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، عن علي أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، أنه قال : " . . بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بعض حجر نسائه ، وبيده مدراة ، فاطلع رجل من شق الباب ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو كنت قريبا منك ، لفقأت بها عينك ( 1 ) " . وعند الكليني : " اطلع رجل على النبي من الجريد ( 2 ) " .
2 - عن عائشة : لما جاء نعي جعفر وابن رواحة جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعرف في وجهه الحزن ، وأنا أطلع من شق الباب ، فأتاه رجل : فقال يا رسول الله الخ . . ( 3 ) .
3 - عن أم أيمن ، قالت : حضرت ذات يوم إلى منزل سيدتي ومولاتي فاطمة ( ع ) . . . فأتيت إلى باب دارها وإذا أنا بالباب مغلق ، فنظرت من شقوق الباب وإذ بفاطمة نائمة عند الرحى ، ورأيت الرحى تطحن البر ، وتدور الخ . . ( 4 ) .
|
( 1 ) قرب الإسناد : ص 18 ، والبحار : ج 76 ص 278 ، ومن لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 74 . ( 2 ) الكافي : ج 7 ص 292 ، وتهذيب الأحكام : ج 10 ص 208 . ( 3 ) كنز العمال : ج 15 ص 732 ، عن ابن أبي شيبة . ( 4 ) طوالع الأنوار : ص 112 للسيد مهدي بن محمد الموسوي التنكابني ( ط سنة 1295 ه ( * ) |
| |
التقام الأبواب :
وذكر في جملة معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنه ( ص ) قد أخبر البعض بتحول بعض الجذوع إلى أفاعي ، وقد حصل ذلك بالفعل : " . . فلما وصلت إليهم كفت عنهم ، وعدلت إلى ما في الدار من حباب ، وجرار ، وكيزان ، وصلايات ، وكراسي ، وخشب ، وسلاليم ، وأبواب ، فالتقمتها ، وأكلتها ( 1 ) " .
ونتوقف في هذا الفصل عند هذا الحد ، لنكمل في الفصل التالي استعراض النصوص التي دلت على وجود باب لخصوص بيت الزهراء ( عليها السلام ) حاول البعض إحراقه وكسره فإلى الفصل التالي ، وما فيه من مطالب هامة ومثيرة .
خلاصات مما تقدم :
ونحن نورد هنا ثبتا بقسم من التعابير التي استخدمت في النصوص التي عرضناها فيما سبق . وذلك على النحو التالي : - كان باب بيت عائشة من عرعر أو ساج . - وبابها من جريد النخل . - قلت : مصراعا أو مصراعين . قال : كان باب واحد . - كان بمصراع واحد .
|
( 1 ) البحار : ج 17 ص 266 ، وتفسير الإمام العسكري ص 412 . ( * ) |
| |
- بابه ( ص ) يقرع بالأضافير ، أي لا حلق له . - مر رجل على باب لا ستر له ، غير مغلق . - فيما بين الستر والباب . - بيت ليس له باب ولا ستر . - فأغلق عليه بابه واستتر بستر الله . - فأغلق الباب وأرخى الستر . - فتح رسول الله بابا بينه وبين الناس أو كشف سترا . - رأى على بابها سترا . - ولا أغلق عنكم دونه باب . - فأغلق عليه وعليهم الباب . - أمرنا رسول الله ( ص ) أن نغلق الأبواب . - وبالأبواب أن تغلق ليلا . - كان يصلي والباب عليه مغلق فمشى حتى فتح لي . - أخرجوا حتى أغلق الأبواب . - أغلقوا الأبواب . - أغلق بابه دون المسكين . . أغلق الله تبارك وتعالى دونه أبواب رحمته . - لم يغلق أبوابه دونهم .
- أغلق عليك بابك . - فرأتهم فاطمة أغلقت الباب في وجوههم . - وكنت رددت باب الحجرة بيدي . - إذ نفتح الباب . - أجيفوا الأبواب . . فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف . - ثم فتحت الباب . - فلما أتيت الباب إذا هو مجاف . - ثم فتح الباب رويدا ، ثم خرج وأجافه رويدا . - وآية بيني وبينك أني أجيف الباب . - فأجافت الباب وأغلقته . - ضرب الباب برجله فكسره . - ما رأينا أحدا دخل وخرج ، وإن الباب لمغلق من أول الليل . - قرع الباب قارع . . . ففتحت الباب . - فطرقت الباب . - حتى قرعا على فاطمة الباب . - يدق الباب . - يدق دقا أشد من ذلك .
- وطرقوا الباب . - جاء فدق الباب . - ففتحت له الباب . - فانثنيت مستحييا من دقي الباب . - فدققت الباب دقا عنيفا . - افتحي له الباب ففتحت فدخلت . - فضرب الباب ضربا شديدا . - يطرق الباب . - فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله . - فضرب علي باب البستان . - فجاء علي حتى ضرب الباب . - فقرع الباب فأجابته من وراء الباب . - والناس خلف الباب . - فإذا إنسان يحرك الباب . - فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه فدفعه . - فدفع رسول الله الباب . - فجاء أبو بكر فدفع الباب .
- إفتح له أو افتحي له ، فقمت وفتحت . - الملائكة تختصم في فتح الباب . - جاء رجل يستفتح فقال : افتح له وبشره بالجنة . - أتى دارا قوراء فقال : افتحوا هذا الباب ، ففتح . - يرقع الثوب ويفتح الباب . - رجع ولم يفتح الباب ، فوثب علي على الحائط . - قومي فافتحي الباب فإن بالباب رجلا . . . إنه آخذ بعضادتي الباب ليس بفتاح الباب ولا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطء . - ففتحت الباب - فأخذت بعضادتي الباب ، فلم أزل قائما حتى غاب الوطء . - فيكسر الباب أو يفتح ، قال : لا بل يكسر . - ولا يكسر بابا . - فضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف - فدخلوا . - فأجافت الباب فأغلقته فلما انتهوا إلى الباب ، فضرب عمر الباب برجله فكسره . - لا يكنكم منه باب ذو رتاج . - أعد . . ولكل باب مفتاحا .
- فأخذ المفتاح من حجزته ، ففتح . - فاطلع رجل من شق الباب . - عدلت إلى ما في الدار من حباب وجرار . . . وأبواب فالتقمتها .
كانت تلك طائفة من التعبيرات التي دلت على وجود أبواب ذات مصاريع لبيوت المدينة . وثمة فقرات عديدة أخرى أضربنا عن ذكرها روما للاختصار .
|