متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
جواب بني هاشم والأنصار للحسين عليه السلام
الكتاب : ليلة عاشوراء في الحديث و الأدب    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر
جواب بني هاشم والانصار للحسين عليه السلام

فقال له إخوتُه وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبدالله بن جعفر : لِم نفعل ؟ لنبقى بعدَكَ! لا أرانا الله ذلك أبداً ، بدأهم بهذا القولِ ، العباسُ بن علي عليه السلام ثم إنهم تكلموا بهذا أو نحوه....
وفي رواية أخرى : فقام اليه العباس بن علي أخوه عليهما السلام وعلي ابنه ، وبنو عقيل ، فقالوا له : معاذ الله والشهر الحرام ، فماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم ، إنا تركنا سيدنا ، وابن سيدنا وعمادنا ، وتركناه غرضاً للنبل ، ودريئةً للرماح ، وجزراً للسباع ، وفررنا عنه رغبةً في الحياة ، معاذ الله ، بل نحيا بحياتك ، ونموت معك !! فبكى وبكوا عليه ، وجزاهم خيراً (1)
فقال الحسين عليه السلام : يا بني عَقيل ، حَسبُكم من القتلِ بمسلِم ، اذهبوا قد أذِنتُ لكم !.
قالوا : فما يقولُ الناس ؟ يقولون : أَنا تركنا شَيخَنا وسيدَنا وبني عمومتِنا خيرَ الاعمام ، ولم نرْم معَهم بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا
____________
=
وقال بعض العرب و انشدني بالحجاز فتى من هلال :

فلـم ار مثل الليل جنه هارب * ولا مثل حد السيف للمرء صاحبا

راجع : كتاب جمهرة الامثال لابي هلال العسكري : ج1ص 88 ج2 ص 181 ـ 182.
(1) مقاتل الطالبيين لابي فرج الاصفهاني : ص112.

===============

( 25 )

ندري ما صنعوا ! لا والله لا نفعل ، ولكن تفديك أنَفسُنا وأموالنُا وأهلونا ونقاتلُ معك حتى نردَ مورِدَك فقبحَ اللهُ العيشَ بعدَك !.
فقام إليه مسلمُ بنُ عوسجة الاسدي (1) فقال : أنحنُ نخلي عنك ولمّا نعذر إلى الله في أداء حقِك ؟ أما واللهِ حتى أكسر في صدورِهمْ رمحي وأضربَهمْ بسيفي ما ثبت قائمُه في يدي ولا أُفارقُكَ ولو لم يكنْ معي سلاح أقاتُلهم به لَقذفتُهم بالحجارة دونَك حتى أموت معك.
وقال سعد بن عبد الله الحنفي (2) : واللهِ لا نخليكَ حتى يعلمَ اللهُ أنا قد حفظنا
____________
(1) هو : مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دردان بن أسد بن خزيمة ابو حجل الاسدي السعدي ، كان رجلاً شريفاً عابداً متنسكاً ، قال ابن سعد في طبقاته : وكان صحابياً ممن رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان فارساً شجاعاً له ذكرٌ في المغازي والفتوح الاسلامية ، وكان ممن كاتب الحسين ـ عليه السلام ـ في الكوفة ووفى له ، وومن أخذ البيعة له عند مجيء مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، وهو أول قتيل من أنصار الحسين بعد قتلى الحملة الاُولى ، وقد جاء في الزيارة المنسوبة للناحية المقدسة في مسلم بن عوسجة : وكنت أول من شرى نفسه وأول شهيد من شهداء الله قضى نحبه ، ففزت ورب الكعبة ، شكر الله لك استقدامك ومواساتك إمامك إذ مشى إليك وأنت صريع فقال : يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة وقرأ : ( منهم مَن قضى نَحبَه وَمِنهمْ مَنْ يَنتظِرُ وَمَا بَدّلوا تبديلا ) لعن الله المشتركين في قتلك عبدالله الضبابي وعبدالله بن خشكارة البجلي ، وفيه يقول السماوي :

ان امــرءاً يمشـي لمصـرعه * سبـط النبـي لفـاقـد التـرب
أوصـى حبيبــاً ان يجـود لـه * بـالنفس مـن مقة ومـن حـب
اعزز علينا يـا بـن عـوسجـةٍ * من ان تفـارق سـاعة الحـرب
عـانقـت بيضهـم وسمـرهـم * ورجعت بعـد معـانق التـرب
ابكـي عليـك ومـا يفيـد بكـا * عيني وقـد أكل الاسـى قلبـي

راجع : بحار الانوار : ج 45 ص 69 ، أبصار العين للسماوي : ص 61 و 64.
(2) هو : سعد بن عبدالله الحنفي ، وذكر في كتاب الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة باسم سعيد ، أما بعد فإن

=

===============

( 26 )

غَيبةَ رسول اللهِ صلى الله عليه وآله فيك ، واللهَ لو علمتُ أني أقتلُ ثم أحيا ثم أحرقُ حيَّاً ثم اذرُّ يُفعلُ ذلك بي سبعين مرةً ما فارقتُك حتى ألقى حِمامي دونَك ، فكيف لا أفعل ذلكَ وإنما هي قتلةٌ واحدةٌ ، ثمَّ هيَ الكرامةُ التي لا انقضاء لها أبداً !.
ثم قام زُهير بن القين (1) وقال : واللهِ لوددتُ أني قُتلتُ ثم نُشرتُ ثم قُتلتُ حتى أقتلَ كذا ألف قتلة ، وأن اللهَ يدفعُ بذلكَ القتلَ عن نفسِك وعن أنفُس هؤلاءِ الفتيةِ من أهل بيتك !.
وتكلم جماعةُ أصحابهِ بكلام يشبهُ بعضه في وجه واحد ، فقالوا : واللهِ لا نُفارِقُكَ ، ولكن أنفُسنا لكَ الفداء ! نَقيكَ بنحورِنا وجباهِنا وأيدينا ، فإذا نحنُ قُتِلنا كُنا وفَينا وقضينا ما علينا (2).
____________
=
سعيداً وهانياً قدما عليَّ بكتبكم ، وذكر باسم سعد كما في زيارة الناحية ، كان من وجوه الشيعة في الكوفة ، وذوي الشجاعة والعبادة فيهم ، وهو أحد الرسل الذين حملوا رسائل الكوفيين إلى الحسين عليه السلام وبعثه مسلم بن عقيل بكتاب إلى الحسين وبقي معه حتى جاء معه كربلاء ، وروى أبو مخنف : أنه لما صلّى الحسين الظهر صلاة الخوف ، اقتتلوا بعد الظهر ، فاشتد القتال ، ولما قرب الاعداء من الحسين عليه السلام وهو قائم بمكانه ، استقدم سعيد الحنفي أمام الحسين ، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً ، وهو قائم بين يدي الحسين يقيه السهام طوراً بوجهه ، وطوراً بصدره ، وطوراً بيديه ، وطوراً بجنبيه ، فلم يكد يصل إلى الحسين عليه السلام شيء من ذلك ، حتى سقط الحنفي إلى الارض وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود ، اللهم أبلغ نبيك عني السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإني أردت ثوابك في نصرة نبيك ، ثم التفت إلى الحسين ، فقال اوفيت يا بن رسول الله ، قال : نعم أنت أمامي في الجنة ، ثم فاضت نفسه النفيسة.
راجع : إبصار العين : ص 125 ـ 126 ، أنصار الحسين لشمس الدين : ص90 ـ 91.
(1) تقدمت ترجمته.
(2) تاريخ الطبري : ج 4 ، ص 317 ـ 318 ، نهاية الارب للنويري : ج20 ص434 ، الكامل في التاريخ

=

===============

( 27 )

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net