متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الحسين عليه السلام يأذن للحضرمي بالانصراف لفكاك ولده
الكتاب : ليلة عاشوراء في الحديث و الأدب    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر
الحسين عليه السلام يأذن للحضرمي (1) بالانصراف لفكاك ولده

وقيلَ لمحمّدِ بن بشر الحضرمي في تلكَ الحال : قد أُسرَ ابنُك بثغر الرّي (2) فقال : عندَ اللهِ احتسبه ، ونفسي ما كُنتُ اُحب أَن يُؤسرَ وأن أبقى بعده !
فَسمِعَ الحسين عليه السلام قولَه ، فقال : رَحِمك َ اللهُ ، أنت في حل من بيعتي ، فاعملْ
____________
=
لابن الاثير :ج4 ، ص57 ـ 58 ، مقتل الحسين للخوارزمي : ص 246 ـ 247 ، اللهوف : ص 39 ـ 40 ، الارشاد للمفيد : ص 231 ، اعلام الورى للطبرسي : ص 237 ـ 239 ، امالي الصدوق : ص 133 ، بحار الانوار : ج 44 ، ص 316.
(1) هو : بشر بن الاحدوث الحضرمي الكندي ، ذُكر في زيارة الناحية باسم بشر ، وذكر في الزيارة الرجبية باسم بشير ، وذكره السيد الخوئي ( قدس سره ) مردداً بين بشر وبشير ، وقال الشيخ شمس الدين : ومن المؤكد أنه هو : محمد بن بشير الحضرمي الذي ورد ذكره عند السيد ابن طاووس بقرينة ذكره لقصة ابنه وقد وردت القصة في الزيارة مقرونة باسم بشر أو بشير على اختلاف النسخ. وكان بشر من حضرموت وعداده في كندة ، وكان تابعياً وله أولاد معرفون بالمغازي ، وكان بشر ممن جاء إلى الحسين عليه السلام أيام المهادنة ، وهو أحد آخر رجلين بقيا من أصحاب الحسين قبل أن يقع القتل في بني هاشم ، والاخر هو سويد بن عمرو بن أبي المطاع ، وقتل بشر في الحملة الاُولى.
راجع : ابصار العين : ص 103 ـ 104 ، أنصار الحسين لشمس الدين ص77 ـ 78 ، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ( قدس سرّه ) : ج 3 ص 314.
(2) الثغر : بالفتح ، ثم السكون ، وراء كل موضع قرب من أرض العدو وسميّ ثغراً من ثغرة الحائط ، لانه يحتاج أن يحفظ لتلا يأتي العدوّ منه.
والرَّيّ : بفتح أوله ، وتشديد ثانيه : مدينة مشهورة من أمهات البلاد واعلام المدن ، كثيرة الخيرات ، قصبة بلاد الجبال ، على طريق السابلة وبين طهران نحو فرسخ. مراصد الاطلاع ج1 ، ص 597 ، و ج2 ، ص 651 و ص 899.

===============

( 28 )

في فكاكِ ابنِك ؟!
فقال : أكلتني السّباعُ حيّاً إ نْ فارقتُكَ !
قال : فاعطِ ابنَكَ هذهِ الاثواب البُرُود ، (1) يستعينُ بها في فداء (2) أخيهِ ، فأعطاه خَمسةَ أثوابَ قيمتُها ألف دينار (3).
ولله درّ السيد رضا الهندي ـ عليه الرحمة ـ إذ يقول في هذه الصفوة الانجاب :

صيداً إذا شبّ الهياج وشابت الـ * ارض الـدما والطفل رعباً شابـا
ركزوا قناهـم في صدور عداتهم * ولبيضهم جعلـوا الـرقاب قرابـا
تجلو وجوههم دجـى النقع الذي * يكسـو بظلمتـه ذكـاء نقـابــا
وتنادبـت للذب عنـه عصبـة * ورثـوا المعـالي أشيباً وشبابــا
مـن ينتدبهم للكريـهة ينـتدب * منهـم ضراغمة الاسود غضابـا
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم * ورسوا بعرصة كربلاء هضابـا
أسدٌ قد اتخذوا الصـوارم حليـة * وتسربلوا حلق الـدروع ثيـابـا
تخذت عيونهم القساطل كحلهـا * وأكفّهم فيض النحـور خضابـا
يتمايلـون كأنمـا غنـى لـهم * وقـع الضبـا وسقاهُمُ أكـوابـا

____________
(1) البرود : مفرده بُرد بالضم فالسكون ، و هو : ثوب مخطَّط ، و قد يُقال لغير المخطَّط أيضاً ، وجمعه بُرُود وأبرادٌ وأبرُد ، و منه الحديث : الكفن يكون بُرداً ، فإن لم يكُن بُرداً فاجعله كله قطناً ! و البُرودَة : كساءٌ أسود مربّع فيه صغر يكتسيه الاعراب ، وفي المنجد انه كساء من الصوف الاسود يلتحف به ، انظر : مجمع البحرين للطريحي : ج3 ، ص 13 ، المنجد : ص33.
(2) الفداء : بكسر أوله يُحدّ ويقصر وإذا فتح فهو مقصور ، والمراد به فكاك الاسير واستنقاذه بالمال ، يقال : فداه من الاسر تفدية إذا استنقذه بمال. مجمع البحرين للطريحي : ج 1 ص328.
(3) اللهوف : ص 40 ، بحار الانوار : ج 44 ، ص394 ، العوالم : ج17 ، ص244 ، أسرار الشهادة للدربندي : ج2 ، ص221 ، ترجمة الامام الحسين ( من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ) ص221 ، ح202.

===============

( 29 )

بـرقت سيوفهم فـأمطرت الطلا * بدمائهـا والنقـعُ ثـار سحـابا
وكـأنهـم مـستقبلون كواعبـاً * مستقبلـيـن أسنـةً وكعــابـا
وجدوا الردى من دون آل محمد * عذبـاً وبعدهـم الحيـاة عذابـا
ودعاهـم داعي القضـاء وكلُهُم * ندبٌ إذا الداعي دعاه أجـابا (1)

 

____________
(1) رياض المدح والرثاء للقديحي : ص94 ـ 95.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net