متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
13 ـ السيد ضياء الخباز (1ـ صفحات من مسرح الدم 2ـ فصول من قصة الحسين عليه السلام)
الكتاب : ليلة عاشوراء في الحديث و الأدب    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر

13 ـ للسيد ضياء الخباز (1)
(1)
صفحات من مسرح الدم

 

حــَرّكَ الليـلُ سيفَهُ الأمويّا * يَرسمُ الصـبحَ مسرحاً دمويا
يطعنُ النجمَ والدراري اغتيالاً * غاضَهُ الأفــقُ مُذ بدا قمريا
فتلقتُه أنجــمٌ زاهـــرات * ٌسكبت فيــه نـورَها العلويا
نحتتهُ النجومُ ليـلاً مــنيراً * تحسدُ الشمسُ نورَه السرمديا
ثم غنتــهُ للّــيالي نشيدا * ملأ الأفقَ صــرخةً ودويا
إنَّ لحناً بــه الحسينُ تغنّى * سوفَ يبقى على المدى أبديا


***

خيّمَ الصمتُ والحسينُ هدير * ٌأرهبَ الصحبَ منه ذاكَ المُحيّا
واستدارت حروفُه في شِفاهٍ * تصهرُ الروحَ عـزمةً ومضيّا

____________
(1) هو : الخطيب الفاضل السيد ضياء السيد عدنان الخباز ، ولد سنة 1396 هـ في القطيف ، وفيها درس المقدمات الحوزية والتحق بحوزة قم المقدسة سنة 1415 هـ ولا يزال يواصل دراستها العلمية ، وله مشاركة في النوادي الأدبية والدينية ومن تأليفه 1 ـ كتاب صفحات مشرقة من حياة الإمام السبزواري 2 ـ مجموعة شعرية في المناسبات وغيرها 3 ـ كتابات أخرى.

===============

( 269 )

قــال «اُفٍ» وليتـه لـم يقلْها * فبها ظــلّ دهــرُنا أمـويا
ويدُ الموتِ خلفَهُ تنسجُ المـوتَ * طريقاً إلــى العُلى دمــويا
قبّلتها أنصــارُه فــي هيامٍ * وجدوا الموتَ في الحسينِ هنيّا
قرأوا في الــدماءِ جناتٍ عدنٍ * صــاغها اللهُ مــرفأً أزليا
فمضَوا للخلودِ في زورق الطفّ * وخاضوا نهرا الدمـاءِ الزكيا
ما ألذّ الدمــاء فـي نُصرةِ الله * إذا كــان نبعُهــا حيدريا


***
وتلاقتْ علــى الهـدى بسماتٌ * لم يرعْها مــوتٌ يلـوحُ جليا
ضحكوا يهزؤون بالـموتِ شوقا * ًللقاءٍ يحــوي الإمــامَ عليا
وانبروا للّقاء في ســَكرةِ الحُب * ّالإلهــيِّ بالــصلاة سويـا
وانقضى الليلُ وهو يرسمُ صبحا * ًنحتَ اللهُ شمسَهُ فـي الثــريا
أطفـأتْ وهجَهُ الــسيوفُ فما * زالت رماداً ولم يـزل هو حيّا
ضياء الخباز
19|شوال|1416 هـ



===============

( 270 )

(2)
فصول من قصة الحسين عليه السلام
وغفى الليل في عيون الصحارى * يتخفّى في جفنهـا إعــصارا
والعيـونُ السمراءُ كانتْ رمادا * ًوهو تحت الجـفون كان جِمارا
وإذا أقبــلَ الصبـاحُ سيمتـ * ّـدُ ضباباً يـُخفى لهيبـاً ونارا
فأعّدَ الحسينُ سيفــاً من النور * ونحـــراً وثلــةً أقمـارا
هاتفاً ياظلامُ (أُفٍ) فــكم أطفأ * ت فجراً وكم نحــرتَ نهـارا
ولقــد آنَ أن تمــوت لتحيا * فوقَ أشلائِكَ الشموسُ العذارى

***
قصةُ الليــل والحسين حَكاياتُ * جراحٍ تفجــرتْ أنهــارا
قصةٌ لم تزل تتوّج عرشَ الفجر * نــوراً وللشمــوس مدارا
فبها ينفخ الحسيـنُ فتســري * في شرايينها الحروفُ سكارى
قصةٌ صاغهــا الحسينُ ولولا * زينبٌ مـا تمخضتْ إعصارا


***
ورنت زينبُ البطولة في كف * أخيها سيفــاً ونوراً ونارا


===============

( 271 )

يـوقـدُ النـارَ للألى طعنوا الشمس * ونــوراً للتائهيــن الحــيارى
يـعـزفُ المـوتَ للحيــاةِ وكان * السيفُ في وحـي صمتــه قيثارا
قـرأت فــي عينيـه من لغة الدم * حروفاً قــد عاهــدتُه انتصارا
ورأته يبني الشمــوخَ على أطلالِ * جُـرحٍ لــم يعــرف الإنكسارا
ويريقُ الشَــريانَ شلالَ هــدىٍ * كــانَ ينسابُ مــن يديه بحارا
فانبرت والرمالُ تسبقُهـا خَــطواً * إلى الشــمس قبــل أن تتوارى
إيهـي ياشمــسُ لاتمــوتي فإنّا * ما ألفنا مـن غيــر شمسٍ نهارا
إن عزمتِ على الغروب فردينا إلى * موطــن إشــراقك لنحياكِ ثارا
وهنــا المســرحُ الحسينيُّ قـد * أســدل ستـراً وأطفـأ الأنوارا
ضياء الخباز
25 / 10 / 1417 هـ



===============

( 272 )

السيد ضياء الخباز

إعلان الشاعرية أمام ساحة التلقي شيء ، ومواجهتها للجهد النقدي فحصاً وإختباراً شيء آخر ، بمشاركتين يثبت السيد ضياء الخباز بدايته كسائر في طريق الإبداع الشعري الطويل ، زوّادته الولاء والحب والعشق الإلهي ، وأدواته الألفاظ الرقيقة والتراكيب الرشيقة والصور الخلابة المشرقة.. ولعل في قصيدتيه أصداء من الآخرين نجح في إخفائها بتفوق ظاهر مما يحقق لديه نتائج قراءاته وإصغائه في شكل يتداخل فيه نصّه الشعري مع نصوص الآخرين الشعرية في عملية تلاقح منتج تفيد تجربته الواعدة وتغنيها فنرجو منه أن لايستسلم لعوامل الإحباط والخيبة ، فالعملية الشعرية عسرة المخاض والولادة ولاتتأتّى لصاحبها بالهيّن من الجهد بل بالمثابرة والتواصل والمتابعة المستمرة.
ونحن نترك للقرآء إكتشاف هذه الموهبة الواعدة من خلال نصّيه المدرجين .

===============

( 273 )

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net