متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
31 ـ الشيخ محمد سعيد المناميين (على مشارف الشمس)
الكتاب : ليلة عاشوراء في الحديث و الأدب    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر
31 ـ للشيخ محمد سعيد المنامين (1)

على مشارف الشمس ؟

نجمــةٌ أنـتَ أم أنــا * أم هو الحلـم بيننـــا ؟
كيف فاجـأت حُلكـــة * من ظلام تـوطّنـــا ؟
أنت أشمسـت ليلهـــا * فاستفاقـت ، وأذعنـــا
أخجل الضوءُ من سنــا * وجهكَ ، الليلَ فانحنــى

* * *

لم يكن غيـــرُه هناكْ * عندما خــطَّ مسرحــا
حاصر الأرض والزمانْ * ثم للأُفــق لوَّحــــا
رمقت عينـه النجــومْ * فأحاطته ، كالرحـــى
.. أنا نجـم تفتحـــا * بالدما قد توشـحــــا

* * *

ها أنا مطرق ؛ يقـول : * لن أُنادي ، سأسكــتُ
فامتطوا صهوة الظـلامْ * أسرعـوا لا تلفّتـــوا
.. ألف عصفورة هنـا * ـ يا رفاقي ـ ستصمتُ
شمعنا هاهنا ؛ يضيــعْ * ضوؤه ، ثـم يخــفتُ

____________
(1) هو : الشاعر الخطيب الشيخ محمد سعيد عبدالله المناميين ، ولد سنة 1390 هـ في القطيفه ، أكمل المرحلة المتوسطة ثم طلب العلم في النجف الاشرف سنة 1409 هـ ، ثم في حوزة قم المقدسة سنة 1411 هـ ولا زال يواصل دراسته العلمية ، له نثارات شعرية ، وله مشاركة في النوادي الأدبية والدينية.

===============

( 354 )

فـي غـدٍ أسهــم الطُغـــاةْ * حولـنـا ســوف تقنـــتُ
إنمــا هـــذه الحـيـــاةْ * فـــرَصٌ لا تـفــــوَّتُ

* * *

.. ها هنـا مصرع الرضيـعْ * هـكـذا السهـــمُ قَبَّلــــهْ
لو تــرون التماعـــة النـّ * صل في كــفِّ حرمـلـــهْ
حينمــا شـــدَّ قوســـهُ * صوّب النحـــرَ مقتـلـــهْ
عطشٌ يخنــقُ الضلـــوعْ * وارتـجــاف وحوقـلـــةْ ،
.. ثــمَّ دوّى ، أزيـــزُهُ * ملأ الكـــون ، أذهـلـــهْ
ولمحـــتُ احـتـضــارهْ * بسـمـة ثـمَّ بـسـمـلـــةْ

* * *

فــأحاطـوه ، أحـدقـــوا * طوّقــوهُ ، تـألَّـقـــوا !
وأجــابــوه أحـــرفاً.. * شفـةَ الشمــس تــرمــقُ
أحرفــاً لونُهـــا القنـــا * ودمـوعــاً تــرقـــرقُ
: هل هو الموت ؟.. مرحبـاً * فـالـمـنـايــا سنَطــرُقُ
سـوف نؤوي سـهـامـهــا * وبهـــا سـوف نرفـــقُ
أن نّــوارى فـمـشـــرقٌ * ـ أنت ـ في القبـر يُــورقُ
 

* * *

لم أكن نـجـمـــةً أنـــا * بل هـو الحُلـــم بيننـــا

1 / 11 / 1417 هـ
محمد سعيد المناميين



===============

( 355 )

الشيخ محمد سعيد المناميين

 

بعدما أكثر من الإصغاء ومرافقة الشعراء والأدباء قرّر محمد سعيد المناميين أن يلج البوابة السحرية بجواز سفر يشهره بثقة أمام حرس الحدود ليُذعنوا لرغبته في الدخول بترنيمة غذبة تؤشّره كصاحب شاعرية واعدة بالعطاء الثرّ والإنجاز النوعي المتنامي على مستوى القصيدة الحديثة الرؤى ، الاصيلة في محتواها.
إنّ تجربة المناميين هذه لاتغفل التحدي بل تطلبه مع الذات ومع الآخرين أيضاً فهي عرض للقدرة وفحص للكفاءة جاءت على مستوى البناء لتصدح على مجزوء الخفيف لتقول لسامعها : ( إنني أتجاوز حدود الصنعة الشعرية بأدوات متمكنة في الجانب الإجرائي التنفيذي ).
أما على مستوى الإنشاء التصويري فقد حبك المناميين قصيدته في نسيج متآلف يتدرّج بصوره لينوّع داخل وحدة متماسكة ، ويقفز برشاقة المقتدرين من الشعراء ليواصل مسيرة القصيدة بنفس خاص وخُطى متميزة تقرّب تجربته الجديدة الى قمم الإبداع الأصيل.
فنلاحظ صراع النور والظلام في المقطع الأول من القصيدة على قصر الجمل وإيجازها قد تبدّى بشكل ومضات شعرية لمّاحة تنتهي بضربة تعبيرية كثيفة ليقول :

أخجل الضوء من سنا * وجهك الليل فانحنــى

وفي المقطع الثالث يعالج الأحداث الواقعية بلغة شعرية متمكنة ، ويُسلس قياد حرف التاء كقافية عصية ليقول :

ألف عصفورة هنا * يارفاقي ستصمــت

ونحن نبارك له هذا الإعلان عن شاعريته ونصافحه بقوة لإعجابنا بهذا البيت من المقطع الرابع :

ولمحت احتضاره * بسمة ثمّ بسملـة

===============

( 356 )

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net