متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
خامسا - من مناقب أهل البيت
الكتاب : معالم الفتن ج1    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

خامسا - من مناقب أهل البيت:

لما كان أهل البيت هم ذروة الأمة الخاتمة. فإن الله تعالى وضعهم في دائرة خاصة بهم. لهم فيها ما ليس لغيرهم ليكون في ذلك لفتا لأنظار الأمة إليهم. ونحن سنقتبس من نورهم بعضا من مناقبهم التي يحتاجها هذا الموضع.

* من مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أول من صلى مع النبي بعد خديجة علي بن أبي طالب (1)، وعن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم علي (2)، وعن سلمان قال: أول هذه الأمة ورودا على نبيها. أولها إسلاما علي بن أبي

____________

(1) رواه أحمد. وقال في الفتح الرباني: أورده الطيالسي في سنده والهيثمي عن علي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حية العرض وقد وثق (الفتح 122 \ 23)، ورواه الترمذي وقال حديث غريب (تحفة الأحوازي 239 \ 10).

(2) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح (الجامع 642 \ 5) ورواه أحمد بسند صحيح (الفتح الرباني 122 \ 23) ورواه الحاكم وأقره الذهبي (المستدرك 136 \ 3).

الصفحة 119
طالب (1)، وعن علي قال: كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني وإذا سكت - أي عن السؤال ابتدأني (2)، وعن عبد الله بن جعفر قال:

قال صلى الله عليه وسلم: " علي أصلي وجعفر فرعي " (3)، وعن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم. آخى بين الناس وترك عليا حتى بقي آخرهم لا يرى له أخا. فقال يا رسول الله: آخيت بين الناس وتركتني.

قال: ولم تراني تركتك. تركتك لنفسي أنت أخي وأنا أخوك. فإن ذكرك أحد فقل أنا عبد الله وأخو رسوله لا يدعيها بعد إلا كذاب (4). عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " أنت أخي في الدنيا والآخرة (5)، وقال ابن كثير في هذا الحديث. كان المشايخ يعجبهم هذا الحديث لكونه من رواية أهل الشام (6).

من مناقب فاطمة رضي الله عنها:

خطب أبو بكر وعمر فاطمة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم " هي لك يا علي " (7)، وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي " (8)، وروى الإمام مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة:

يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين. أو سيدة نساء هذه

____________

(1) رواه الطبراني وقال الهيثمي رجاله ثقات (مجمع الزوائد 102 \ 9)، ورواه ابن أبي شيبة (كنز العمال 144 \ 3)، ورواه الحاكم والخطيب (كنز العمال 616 \ 11).

(2) رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب (الجامع 637 \ 5) وقال في تحفة الأحوازي رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم ورواه أبو نعيم في الحلية وسعيد بن منصور (تحفة الأحوازي 225 \ 10) (كنز العمال 120 \ 13).

(3) رواه الطبراني في الكبير. ورواه الضياء بسند صحيح (كنز العمال 602 \ 13).

(4) أخرجه الإمام أحمد وأبو يعلى عن علي (كنز العمال 140 \ 13) (تحفة الأحوازي 122 \ 10).

(5) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب (الجامع 636 \ 5).

(6) البداية والنهاية 336 \ 7.

(7) رواه الطبراني وقال الهيثمي رجاله ثقات (الزوائد 204 \ 9).

(8) رواه الطبراني وقال الهيثمي رجاله ثقات (الزوائد 9 \ 204).

الصفحة 120
الأمة (1)، وعن أنس قال. قال النبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من نساء العالمين - مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون (2)، وروى الإمام مسلم عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها " (3)، وروى البخاري: " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني " (4)، وروى الحاكم: " فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها " (5).

فإذا كان الذي يؤذي فاطمة يؤذي رسول الله. وإذا كان ما يغضبها يغضبه.

وإذا كان ما يقبضها يقبضه. فعلى ذلك يمكن أن نفهم قول الله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة " (6)، فمن المعلوم أن الله لا يناله الأذى ولكنه شارك الرسول في إيذائه تشريفا للرسول. وإشارة إلى أن من قصد رسول الله بسوء. فقد قصده أيضا بالسوء. لهذا قال لفاطمة ما قال. وقال لعلي بن أبي طالب: " إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك " (7)، وقال: " يا علي من فارقني فارق الله ومن فارقك يا علي فارقني " (8)، وقال: " من آذى عليا

____________

(1) صحيح مسلم في فضل فاطمة (6 \ 16)، ورواه البخاري بلفظ " أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين (الصحيح 284 \ 2)، ورواه الحاكم بلفظ مسلم بزيادة " ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين " وقال هذا إسناد صحيح ووافقه الذهبي (المستدرك 156 \ 3).

(2) رواه الترمذي وقال حديث صحيح (الجامع 703 \ 5) ورواه الحاكم وقال هذا الحديث في المسند لأبي عبد الله أحمد بن حنبل (المستدرك 157 \ 3).

(3) صحيح مسلم 3 \ 16، باب فضل فاطمة.

(4) صحيح البخاري ك بدء الخلق ب مناقب قرابة النبي 302 \ 2.

(5) الحاكم وأقره الذهبي (المستدرك 3 \ 154).

(6) سورة الأحزاب: الآية 57.

(7) رواه الطبراني وقال الهيثمي إسناده حسن (الزوائد 203 \ 9).

(8) رواه البزار (كشف الأستار 201 \ 3) وقال الهيثمي رجاله ثقات (الزوائد 135 \ 9)، ورواه الحاكم وصححه (المستدرك 121 \ 3).

الصفحة 121
فقد آذاني " (1)، وقال للحسن والحسين: " من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني (2).

إنه خط واحد، لا مجاملة فيه لأحد. فالذين يؤذون الرسول يؤذون الله.

والرسول قام بتحديد دائرة. فمن تقدم إليه بأذى. فإنه يكون في حقيقة الأمر قد خالف الطريق كله. وحمل الفطرة على ما لا يجب أن تحمله.

* من مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما:

عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " هما ريحانتاي من الدنيا " (3)، وعن أسامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذان ابناي وابنا ابنتي.

اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما " (4)، وفي هذا الحديث أطلق عليهما لفظ البنوة التي أطلقها القرآن في قوله تعالى: (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)، وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " (5)، وعن حذيفة: قال النبي

____________

(1) رواه أحمد وقال الهيثمي رجال أحمد ثقات ورواه ابن حبان في صحيحه (الزوائد 129 \ 9).

(2) رواه ابن ماجة وقال البوصيري في الزوائد إسناده صحيح ورجاله ثقات (1406 \ 3) (كنز العمال 116 \ 12) ورواه الحاكم وأقره الذهبي (166 \ 3 المستدرك) وقال الهيثمي رواه أحمد والبزار (الزوائد 179 \ 9).

(3) رواه البخاري ك بدء الخلق ب مناقب الحسن والحسين (306 \ 2) وأحمد والترمذي عن ابن عمر. وابن عساكر وابن عدي عن أبي بكرة. والنسائي عن أنس (كنز العمال 113، 114 \ 12) ورواه البزار عن سعد وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح (الزوائد 181 \ 9).

(4) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب (الجامع 656 \ 5)، وقال في تحفة الأحوازي رواه الحاكم وصححه وابن حبان في صحيحه (التحفة 274 \ 10) ورواه البخاري ك بدء الخلق ب مناقب المهاجرين 306 \ 2 الصحيح.

(5) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (الجامع 656 \ 5) وقال في كشف الخفاء أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم (كشف الخفاء 429 \ 1) وقال في تحفة الأحوازي هذا الحديث مروي عن عدة من الصحابة من طرق كثيرة ولذا عده السيوطي

الصفحة 122
صلى الله عليه: " جاءني جبريل بشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " (1)، وبما أنهما في الجنة فلا يمكن أن يكون من قتلهما في الجنة أيضا.

لأن الجنة لا يدخلها القاتل الذي ساعد وساهم في تقييض الصراط المستقيم.

بدليل أن الشيطان الذي أخذ على عاتقه تقييض الصراط المستقيم. لعنه الله وأخرجه من الجنة.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net