متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
5 - خاتمة المطاف عند الحوض يوم القيامة
الكتاب : معالم الفتن ج1    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

5 - خاتمة المطاف عند الحوض يوم القيامة:

بعد أن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتن وكيفية النجاة منها.

وبعد أن قام قبل ذلك بإغلاق الباب الذي تهب منه أعاصير الفتن آخذا بأسباب النجاة مع علمه بأن الأمة مختلفة بعده. فليس معنى أن الموت قد كتب على الإنسان. أن يجلس الإنسان في انتظاره. ولكن عليه أن يأخذ بأسباب الحياة الكريمة التي تحقق له الحياة السعيدة في الآخرة. والنبي قدم كل سبب يؤدي للنجاة من يوم يجد المرء فيه ما قدمت يداه. والذي أخذ بسبب في الدنيا سيتسلقه حتى يرد على الحوض يوم القيامة. وعند الحوض سترى وجوه الجميع ولن ينجو إلا الذي أخذ بالكتاب والعترة، كما أخبر النبي، ومن يشفع له صلى الله عليه وسلم. وذكر ابن ماجة في باب الخطبة يوم النحر

____________

(1) رواه البخاري ك الأحكام (الصحيح 233 / 4) وأحمد بسند صحيح (الفتح 40 / 23) وابن أبي عاصم بسند صحيح (كتاب السنة 507 / 2).

الصفحة 228
ص 629 / 32 أن حديث الحوض كان في حجة الوداع، أي ذكره النبي يوم أن أمر الأمة أن تأخذ بالكتاب والعترة. ومن العجيب أن بعض الأحاديث قد أشارت إلى رجل يظهر عند الحوض يخبر النبي بما حدث بعده. وفي أحاديث أخرى كشف النقاب عن هذا الرجل لنتبين أنه علي بن أبي طالب الذي زوده الله بخاصية أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق كما ورد في مسلم وغيره، ولنتتبع الأحاديث حتى نصل إلى ما ذكرنا.

روى الشيخان عن سهل. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" أنا فرطكم على الحوض من ورد وشرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم (1)، وفي رواية عن عبد الله:

" أقول يا رب أصحابي أصحابي. فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (2)، وفي رواية عن أبو هريرة، فيقول، " إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى (3)، وفي رواية عن أسماء " فيقال: هل شعرت ما عملوا والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم " (4)، وفي رواية عن ابن عباس:

" فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم " (5).

فهذه الروايات هي صلب هذا الحدث الخطير. وفي روايات أخرى ظهرت الإشارة إلى الرجل. روى البخاري عن أبي هريرة قال. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بينما أنا قائم، إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم. خرج رجل من بيني وبينهم. فقال: هلم. قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. وقلت: وما شأنهم؟

قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم.

____________

(1) البخاري ك: الدعوات (الصحيح 141 / 4). مسلم ك الفضائل ب الحوض (الصحيح 53 / 15) وأحمد (الفتح 192 / 1).

(2) البخاري ك الدعوات (الصحيح 141 / 4) مسلم ك الفضائل ب الحوض (الصحيح 59 / 15) وأحمد والبيهقي عن ابن سعود (كنز 418 / 14).

(3) البخاري ك الدعوات (الصحيح 142 / 4) ب الصراط.

(4) رواه مسلم عن أسماء وأحمد ومسلم عن عائشة (كنز العمال 419 / 14).

(5) البخاري في تفسير سورة الأنبياء (الصحيح 160 / 3) مسلم (194 / 17).

الصفحة 229
خرج رجل من بيني وبينهم. فقال: هلم. قلت: أين؟ قال: إلى النار والله.

قلت: ما شأنهم. قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. فلا أراه يخلص منهم ألا مثل همل النعم. (1). ففي هذه الرواية ظهر رجل شاهد عليهم.

وكلما ذهبت زمرة وجاءت أخرى فالرجل شاهد ولا يغادر موقعه. وفي رواية أخرى أشير إلى الرجل بصورة أخرى فعن أم سلمة " فصرخ صارخ فقال: إنهم قد بدلوا بعدك. فأقول سحقا سحقا " (2)، وفي رواية حدد زمن هذا الرجل، بأنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم. فعن أم سلمة رضي الله عنها. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس بينما أنا على الحوض. جئ بكم زمرا (أي جماعات) فتفرقت بكم الطرق. فناديتكم: ألا هلموا إلى الطريق (أي اقبلوا) فناداني مناد من بعدي فقال: إنهم قد بدلوا من بعدك. فقلت: ألا سحقا سحقا (3) - وفي رواية - فأقول: سحقا سحقا لمن بدل بعدي (أي بعدا بعدا. أو مكانا سحيقا أو بعيدا) (4).

وبنظرة سريعة على بعض الأصناف التي تدخل تحت بند سحق يمكن أن نحدد طبيعة من هو الرجل أو الصارخ أو المنادي الذي ورد ذكره في الأحاديث.

بمعنى أن المكان الذي به الجاني حتما سنجد فيه ما يشير إلى المجني عليه أو إلى الشاهد. فلينظر في الأصول مرة أخرى. هذا هو حديث الثقلين يوم غدير خم ورواه غير واحدة وفيه " إني تارك فيكم خليفتين "، وفي رواية " ثقلين " - أحدهما أكبر من الآخر - كتاب الله حبل ممدود من السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا - حتى يردا علي الحوض (5) - وفي رواية - وإن اللطيف الخبير خبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني

____________

(1) البخاري (الصحيح 142 / 4) ك الدعوات ب الصراط.

(2) رواه أحمد بسند صحيح والطبراني (كنز العمال 436 / 14).

(3) رواه أحمد وقال في الفتح إسناد جيد (الفتح الرباني 197 / 1).

(4) فيه إشارة إنهم غير عصاة لأن العاص يشفع له النبي. وهؤلاء أبعدهم.

(5) رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن والطبراني عن أبي سعيد، وقال المناوي رجاله موثقون (الفتح الرباني 186 / 1).

الصفحة 230
فيهما " (1) - وفي رواية: وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله. ورغب فيه. ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي (2) - وفي رواية - إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. إن الله مولاي. وأنا ولي كل مؤمن. من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه (3).

من هذا نعلم أن الأقدام الثابتة عند الحوض يوم القيامة هي الكتاب والعترة وعلى رأس أهل البيت علي بن أبي طالب. فالشاهد أو المجني عليه في هذه الدائرة. ثم لننظر نظرة سريعة أيضا في أصناف الذين سيقال لهم سحقا لنعرف من أي دائرة هم - عن خباب قال: إنا لقعود على باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ننتظره أن يخرج لصلاة الظهر إن خرج علينا. فقال: " اسمعوا " فقلنا:

سمعنا. ثم قال: " اسمعوا " فقلنا: سمعنا. فقال: " إنه سيلي عليكم أمراء فلا تعينوهم على ظلمهم. فمن صدقهم بكذبهم فلن يرد على الحوض " (4) - وفي رواية - اسمعوا. هل سمعتم؟ إنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم (5) فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد على الحوض " (6) - وفي رواية - سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم

____________

(1) رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي شيبة وابن سعد عن أبي سعيد (كنز 186 / 1).

(2) رواه مسلم والصحيح 179 / 15) ك فضل الصحابة.

(3) رواه الطبراني والحاكم عن زيد بن أرقم (كنز 187 / 1).

(4) رواه أحمد (الفتح الرباني 30 / 27) وابن أبي عاصم وقال الألباني رجاله ثقات أخرجه أحمد وابن حبان (كتاب السنة 322 / 2).

(5) قال في تحفة الأحوازي (فمن دخل عليهم) أي العلماء وغيرهم، (وأعانهم على ظلمهم) أي الافتاء ونحوه (فليس مني ولست منه) أي بيني وبينهم براءة ونقص ذمة (التحفة 537 / 6).

(6) رواه الترمذي عن كعب بن عجرة وصححه (525 / 4) وقال في تحفة الأحوازي أخرجه النسائي وأحمد (التحفة 537 / 6).

الصفحة 231
بكذبهم وأعانهم على فجورهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي حوضي " (1).

من هذه الأحاديث نرى أن هناك رؤوس وقواعد طواغيت ورعاع. مادتهم الكذب وهدفهم الفجور وبين هذا وذاك (رحماء) وغوغاء، وهؤلاء لا علاقة لهم بالكتاب. لأن الكتاب له هدف. ولا علاقة لهم بالعترة لأن العترة طاهرة وهؤلاء خرجوا من بحيرات الفجور والدنس. فطردهم من على الحوض شئ طبيعي.

لأنهم بغضوا الطهر والنقاء. بغضوا حكم الكتاب وحركة العترة. ومن كان شأنه هذا كانت النار مثواه، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار " (2)، وعن الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا دبر يوم القيامة عن الحوض " (3)، وعن أنس قال صلى الله عليه وآله: " لا يشربه أحد أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي " (4)، ألم تقرأ من قبل الحديث الذي ذكرناه عن زيد بن أرقم قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين: " أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم " (5)، فلا عجب أن يطردوا عند الحوض. لأن الحجة قامت عليهم في الدنيا فضربوا بها عرض الحائط.

ثم نعود مرة أخرى لنعرف من هو الرجل، أو المنادي، أو الصارخ الذي

____________

(1) رواه ابن أبي عاصم بن كعب بن عجرة وقال الألباني حديث صحيح (كتاب السنة 353 / 2).

(2) رواه الحاكم عن أبي سعيد وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (المستدرك 150 / 3).

(3) رواه الطقراني (كنز العمال 104 / 12).

(4) رواه ابن مردويه (كنز 426 / 12) وابن عدي (كنز 435 / 14).

(5) تم تخريجه سابقا، رواه الترمذي عن زيد بن أرقم، والترمذي وابن ماجة والحاكم عن زيد أيضا. وأحمد والطبراني والحاكم عن أبي هريرة. ورواه الضياء بسند صحيح وابن حبان وابن أبي شيبة (الجامع الصحيح 699 / 5) (تحفة الأحوازي 372 / 10) (المستدرك 149 / 3) (كنز العمال 96، 97 / 12، 640 / 13)، (الفتح الرباني 106 / 22)، (البداية والنهاية 38 / 5).

الصفحة 232
جاء ذكره عند البخاري وأحمد وغيرهما. ولنبدأ من عند طرد الإبل الغريبة من على حوض النبي. روى مسلم عن أبي هريرة قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لأذودن عن حوضي رجالا كما تذاد الغريبة من الإبل " (1)، ومعناه: كما يذود ساقي الناقة الغريبة عن إبله إذا أرادت الشرب مع إبله (2)، وهذا الحديث من جنس الحديث الذي رواه أحمد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله غافر إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله " (3) وبالجملة، بعد النظر في الروايات الواردة في الحوض ونحن نبحث عن الصارخ. وجدنا أنه علي بن أبي طالب عليه السلام.

روى الطبراني قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن حوضي (4). وعن علي قال: أنا أذود عن حوض النبي صلى الله عليه وآله بيدي هاتين القصيرتين. الكفار والمنافقين. كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم " (5)، وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني " (6).

وروى، إن معاوية بن خديج كان يسب علي بن أبي طالب. يوم أن كان السب ثقافة أمر بها معاوية ابن أبي سفيان. فلقيه الحسن بن علي فقال له: أنت الساب لعلي! أما والله لتردن على الحوض. وما أراك أن ترده. فتجده مشمر الإزار على ساق يذود عنه. لا يأتي المنافقون ذود (كذا) غريبة الإبل. قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وقد خاب من افترى (7).

____________

(1) رواه مسلم (الصحيح 64 / 15) ك الفضائل ب الحوض.

(2) مسلم شرح النووي 64 / 15.

(3) رواه أحمد والحاكم والضياء بسند صحيح (كنز العمال 12 / 16).

(4) رواه الطبراني وقال الهيثمي رواته ثقات (الزوائد 135 / 9).

(5) رواية الطبراني في الأوسط (الزوائد 135 / 9) (كنز العمال 157 / 13).

(6) رواه شاذان وقال السيوطي لهذا الحديث شاهد (كنز 152 / 13).

(7) رواه ابن أبي عاصم. واختلف أحد رواة الحديث وهو علي بن أبي طلحة. وقال

الصفحة 233
فالرجل والصارخ والمنادي الذي جاء ذكره في الروايات عند البخاري ومسلم وأحمد. وهو علي بن أبي طالب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا " (1)، وذهب صلى الله عليه وسلم يوما إلى القبور. فقال فيما رواه الحسن: السلام عليكم يا أهل القبور. لو تعلمون ما نجاكم منه مما هو كائن بعدكم. ثم قال لأصحابه:

هؤلاء خير منكم. إن هؤلاء خرجوا من الدنيا ولم يأكلوا من أجورهم شيئا.

وخرجوا وأنا الشهيد عليهم. وإنكم قد أكلتم من أجوركم ولا أدري ما تحدثون من بعدي (2)، وروى الإمام مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لشهداء أحد: هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر الصديق: ألسنا يا رسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعد. فبكى أبو بكر ثم بكى.

ثم قال: ائنا لكائنون بعدك (3).

إن الطريق إلى الحوض. هو نفسه الصراط المستقيم... الذي يكافح الشيطان وأعوانه من أجل أن يعرقلوا المسيرة البشرية التي خلقها الله لتسير إليه بعبادته سبحانه، والذين ارتدوا على أدبارهم القهقرى هم في الحقيقة الذي سقطوا في شباك الشيطان. قال تعالى: (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم) (4)، فالارتداد على الأدبار.

الرجوع إلى الاستدبار بعد الاستقبال. وهو استعارة أريد بها الترك بعد الأخذ.

وتسويل الشيطان لهم. أي زين لهم ما تحرص النفس عليه. وصور القبيح لهم

____________

الألباني: إن علي بن أبي طلحة سالم مولى بني العباس، وأخرج له مسلم وأصحاب السنن إلا الترمذي. وهو ليس مولى بني أمية كما وقع في الإسناد واتفق عليه الإمامان أحمد بن حنبل وأبو حاتم (كتاب السنة 261 / 2).

(1) رواه مسلم (كنز 408 / 11).

(2) رواه ابن المبارك عن الحسن مرسلا (كنز 179 / 11).

(3) موطأ مالك. كتاب الجهاد ص 371.

(4) سورة محمد: الآية 25.

الصفحة 234
في صورة الحسن. والطرد من على الحوض عقوبة شديدة يتذوقها الذين ارتدوا على أدبارهم قبل أن يذوقوا عذاب النار. قال تعالى: (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (1). فقد بين تعالى جزاء عمل هذا النمط البشري وعاقبة أمرهم بقوله تعالى: (أولئك لهم اللعنة وسوء الدار " واللعن: الإبعاد من الرحمة والطرد من كل كرامة. وليس ذلك إلا لانكبابهم على الباطل ورفض الحق النازل من الله، وليس للباطل إلا البوار.

إن للمؤمنين سبيل فمن سلكه شرب ونال الثواب العظيم. ومن ارتد القهقرى فله الجهة التي ارتد إليها، قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) (2)، وقيل: المراد بمشاقة الرسول بعد تبين الهدى. فخالفته وعدم إطاعته. وعلى هذا فقوله: " ويتبع غير سبيل المؤمنين " بيان آخر لمشاقة الرسول.

والمراد بسبيل المؤمنين. إطاعة الرسول. فإن طاعته طاعة لله. قال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (3).

____________

(1) سورة الرعد: الآية 25.

(2) سورة النساء: الآية 115.

(3) سورة النساء: الآية 80.

الصفحة 235


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net