متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
3 - تساؤلات على الطريق
الكتاب : معالم الفتن ج1    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

3 - تساؤلات على الطريق:

إذا تحدثنا عن الزهراء نجد أنفسنا أمام أسئلة حائرة تبحث لها عن أجوبة.

من هذه الأسئلة: هل بايعت فاطمة الزهراء أبا بكر؟ والإجابة التي نجدها في البخاري وغيره من حديث عائشة عندما أبى أبو بكر أن يعطي فاطمة ما سألت:

أن فاطمة غضبت وهجرت أبا بكر فلم تول مهاجرته حتى توفيت. وعند البخاري: أن عليا دفنها ولم يخبر أبو بكر بموتها (1). وعلى هذه الإجابة نقول:

كيف يستقيم موقف الزهراء مع الحديث الصحيح: " من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية " (2)، وحديث: " من خرج من السلطان شبرا مات

____________

(1) البخاري (الصحيح 56 / 3) ك المغازي.

(2) صحيح البخاري (الصحيح 222 / 4) ك الفتن.

الصفحة 323
ميتة جاهلية " (1)، هل كانت الزهراء مفارقة للجماعة؟ كيف؟

وبخصوص علي بن أبي طالب. فلقد روى البخاري ومسلم " كان لعلي بن الناس وجهه حياة فاطمة. فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد كراهية محضر عمر بن الخطاب. فقال عمر لأبي بكر: والله لا تدخل عليهم وحدك! فقال أبو بكر، وما عساهم أن يفعلوا بي وإني والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر " (2)، قال المفسرون: إنه كان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة.

أي وجه وإقبال في مدة حياتها. وقيل: وجه من الناس حياة فاطمة أي جاه وعز فقدهما بعدها. وبعد وفاة فاطمة استنكر على وجوه الناس أي لم يعجبه نظرهم إليه. فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد قال المفسرون: أي لئلا يحضر معه من يكره حضوره وهو عمر بن الخطاب لما علم من شدته وصدعه بما يظهر له فخاف هو ومن معه ممن تخلف عن البيعة أن ينتصر عمر لأبي بكر فيصدر عنه ما يوحش صدورهم على أبي بكر بعد أن طابت وانشرحت له. أما قول عمر: لا تدخل عليهم وحدك فمن خوفه أن يغلظوا على أبي بكر في العتاب ويحملهم على الاكثار من ذلك. لين عريكة أبي بكر وصبره عن الجواب.

وبين استنكار وجوه الناس وبين الخوف من غلظة عمر كما قال المفسرون روى البخاري ومسلم: " فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة " (3)، ويبقى السؤال: هل يوجد دليل واحد يقول بأن عليا يستمد الجاه والعز من وجوه الناس وهو الذي أطاح برقاب الجبابرة على امتداد حياته. وعاش مظلوما ومات مظلوما. وما هو وزن بيعة مدخلها إرضاء الناس. ثم إذا كان الناس قد انفضوا من حول علي فلماذا خاف عمر على أبي بكر أن يدخل عليهم وحده. وأي عتاب

____________

(1) صحيح البخاري (الصحيح 222 / 4) ك الفتن.

(2) صحيح مسلم (154 / 5 باب قول النبي لا نورث)، البخاري (الصحيح 55 / 3) ك المغازي.

(3) صحيح مسلم (154 / 5 ط دار التحرير)، البخاري (الصحيح 55 / 3) ك المغازي.

الصفحة 324
هذا الذي كان الفاروق يخشاه على أبي بكر؟

ثم نعود إلى حديث من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية فنقول. ألم يعلم علي بهذا الحديث؟ فإذا كان قد بايع بعد وفاة الزهراء. فهل كان علي يعلم أنه سيعيش إلى ما بعد أبي بكر فتأخر عن بيعته تلك الشهور الستة، ولقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم والمسوفون الذين يقولون سوف أعمل غدا كذا وكذا ثم يأتيهم الموت على شر ولم يعملوا شيئا. إن هذه أسئلة. ولقد بعد العهد الآن بيننا وبينهم ولا نعلم حقيقة ما كان وإلى الله ترجع الأمور.


الصفحة 325


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net