متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
ثالثا - التخاذل وغياب القمر
الكتاب : معالم الفتن ج2    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

ثالثا - التخاذل وغياب القمر

قال الإمام عند انصرافه من صفين:

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالدين المشهور، والعلم المأثور، والكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع، والأمر الصادع (1)، إزاحة للشبهات، واحتجاجا بالبينات، وتحذيرا بالآيات وتخويفا بالمثلات، والناس في فتن انجذم (2) فيها حبل الدين، وتزعزعت سواري (3) الدفين: واختلف الفجر (4)، وتشتت الأمر، وضاق المخرج، وعمي المصدر، فالهدى حامل، والعمى شامل، عصى الرحمن، ونصر الشيطان، وخذل الإيمان، فانهارت (5) دعائمه، وتنكرت معالمه، ودرست سبله، وعفت شركه (6). أطاعوا الشيطان فسلكوا سالكه، ووردوا مناهله. بهم سارت أعلامه، وقام لواؤه في فتن داستهم

____________

(1) الصادع / الظاهر الجلي.

(2) انجذم / انقطع.

(3) السارية / الدعامة.

(4) النحر / الأصل.

(5) انهارت / تساقطت.

(6) الشرك / الطرائق.

الصفحة 112
بأخفافها (1) ووطئتهم بأظلافها (2). وأقامت على سنابكها، فهم فيها تائهون حائرون، جاهلون مفتونون، في خير دار (3) وشر جيران (4). نومهم سهود (5).

وكحلهم دموع (6). بأرض عالمها ملجم (7) وجاهلها مكرم (8)... (9).

ودخل أمير المؤمنين إلى الكوفة ولم يدخل معه الذين اختلفوا معه، ونزلوا بحروراء وكان عددهم يومئذ اثنى عشر ألفا، ونادى مناديهم أن أمير القتال شبث بن ربعي وأمير الصلاة عبد الله بن الكواء، والأمر شورى والبيعة لله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (10).

لقد رفعوا صوتهم فوق صوت أمير المؤمنين. أمروه بأن يقبل التحكيم، وأن يسحب قوات الأشتر إلى الخلف، وأن يقر أبا موسى. وبعد أن نالوا ما أرادوا اختلفوا فيما بينهم. وهذا لا يستغرب منه لأنه من شيمة الذين يسلكون طريق الشيطان، فالاختلاف والبغي على هذا الطريق أمر طبيعي ولا ينبغي البحث عن أسبابه.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net