متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
2 - أمير المؤمنين
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج1    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

2 - أمير المؤمنين:

كان هذا اللقب هو اللقب التالي للخليفة، ذلك أن عمر بن الخطاب - منعاً لتكرار لفظ خليفة بالنسبة إلى من يتولى أمور المسلمين من الخلفاء - أمر أن يستبدل لفظ خليفة رسول الله بعبارة أو لقب أمير المؤمنين.

روي أن المغيرة بن شعبة قال لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه: يا

____________

(1) الفتاوي 35 / 45.

(2) سورة الرحمن: آية 29.

(3) سورة الزخرف: آية 84.

(4) فتاوي ابن تيمية 35 / 45 - 46.

الصفحة 129
خليفة الله، فقال عمر: ذاك نبي الله داود (1)، قال: يا خليفة رسول الله، قال:

ذاك صاحبكم المفقود (أي أبو بكر)، قال: يا خليفة خليفة رسول الله، قال: ذاك أمر يطول، قال: يا عمر، قال: لا تبخس مقامي شرفه، أنتم المؤمنون وأنا أميركم، فقال المغيرة: يا المؤمنين (2).

وروى ابن الأثير في أسد الغاية: بسنده عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سليمان بن أبي خيثة، عن جدته الشفاء - وكانت من المهاجرات الأول - وكان عمر، إذا دخل السوق أتاها، قال: سألتها من أول من كتب عمر أمير المؤمنين؟ قالت: كتب عمر إلى عامله على العراقين: أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن أمر الناس، قال: فبعث إليه بعدي بن حاتم، ولبيد بن ربيعة، فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد، فاستقبلا عمر وبن العاص، فقالا: استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه، وهو الأمير، ونحن المؤمنون، فانطلقت حتى دخلت على عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين، فقال: لتخرجن مما قلت، أو لأفعلن، قلت: يا أمير المؤمنين، بعث عامل العراقيين بعدي بن حاتم ولبيد بن ربيعة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم استقبلاني فقالا: إستأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه، هو الأمير، ونحن المؤمنون.

وكان قبل ذلك يكتب من عمر خليفة، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجرى الكتاب من عمر أمير المؤمنين، من ذلك اليوم.

وقيل: إن عمر قال: إن أبا بكر كان يقال له: يا خليفة رسول الله، ويقال لي يا خليفة، خليفة رسول الله، وهذا يطول: أنتم المؤمنون، وأنا أميركم.

____________

(1) سورة ص آية 26.

(2) أبو عثمان عمر وبن بحر الجاحظ: التاج في أخلاق الملوك - تحقيق أحمد زكي باشا ص 86 - 88 (القاهرة 1333 هـ‍/ 1914 م).

الصفحة 130
وقيل إن المغيرة بن شعبة قال له ذلك - كما أشرنا من قبل - والله أعلم (1).

وأياً ما كان الأمر، فإن الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إنما كان أول من تلقب بهذا اللقب، الذي كان يتمشى مع عهد الفتوح، لما في ذلك اللفظ من معنى السلطتين - الحربية والإدارية - (2).

وفي رواية ابن الجوزي (3) عن محمد بن سعد قال: قالوا: لما مات أبو بكر، وكان يدعى خليفة رسول الله، قيل لعمر: خليفة خليفة رسول الله، فقال المسلمون: فمن جاء بعدك سمي، خليفة خليفة رسول الله، فيطول هذا، ولكن اجتمعوا على اسم يدعى به الخليفة، ويدعى به من بعده فدعي أمير المؤمنين، فهو أول من سمي بذلك.

وعن ابن شهاب: أن عمر بن عبد العزيز (99 - 101 هـ‍/ 717 - 720 م) سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة: لم كان أبو بكر يكتب من أبي بكر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كان عمر يكتب من بعده من عمر بن الخطاب، خليفة أبي بكر؟ ومن أول من كتب أمير المؤمنين؟

فقال: حدثتني جدتي الشفاء - وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر إذ دخل السوق دخل عليها - قالت: كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين أن

____________

(1) ابن الأثير: أسد الغابة 4 / 170 (كتاب الشعب - القاهرة 1970).

(2) حسن إبراهيم: المرجع السابق ص 439.

(3) ابن الجوزي: هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، وينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق، اختلف في تاريخ مولده فيما بين عامي 508، 511 هـ‍(أي حوالي عام 1116 م)، وتوفي ليلة الجمعة 12 رمضان عام 597 هـ‍ببغداد وكان ابن الجوزي علامة عصره، وإمام وقته في الحديث والوعظ، صنف في فنون عديدة، و له التفسير (زاد المسير في علم التفسير، في أربعة أجزاء)، وفي التاريخ (المنتظم) وله في الحديث تصانيف كثيرة، فله الموضوعات (أربعة أجزاء)، وتلقيح فهوم الأثر (على وضع كتاب المعارف لابن قتيبة، وانظر عن ابن الجوزي (وفيات الأعيان 3 / 140 - 142، عبر الذهبي 4 / 297، شذرات الذهب 4 / 329 - 331، مقدمة كتابه:

تاريخ عمر بن الخطاب لأسامة عبد الكريم).


الصفحة 131
ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة، فأناخا راحلتهما بفناء المسجد، فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له: يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو بن العاص فدخل على عمر، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص، لتخرجن مما قلت، قال: نعم، قدم لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم، فقالا لي: إستأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه وإنه الأمير، ونحن المؤمنون، فجرى الكتاب من ذلك اليوم.

وقال الضحاك: قال عمر: أنتم المؤمنون، وأنا أميركم، فهو سمى نفسه (1).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net