متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
9 - قوله (ص): إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

9 - قوله صلى الله عليه وسلم: إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي:

روى الترمذي في صحيحه بسنده عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلموا عليه، ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغضب يعرف في وجهه، فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي (2).

وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا لقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بني زيد من أهل اليمن، فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية، فاصطفى علي عليه السلام امرأة من

____________

(1) محمد أمين غالب الطويل: تاريخ العلويين ص 120 - 123 (دار الأندلس - بيروت 1966)، وانظر: الفيروزآبادي: فضائل الخمسة 1 / 405 - 406.

(2) صحيح الترمذي 2 / 297، وانظر المسند 4 / 437.


الصفحة 126
السبي لنفسه، قال بريدة، فكتب خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل، وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقع في علي، فإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم (1).

وروى البخاري في صحيحه (باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه) قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: (أنت مني وأنا منك) (2).

وروى البخاري في صحيحه (باب عمرة القضاة) قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي:

(أنت مني وأنا منك) (3).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، وأمر عليهم علي بن أبي طالب، فأحدث شيئا في سفره فتعاهد، قال عفان: فتعاقد أربعة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أن يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمران: وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلمنا عليه، قال: فدخلوا عليه، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثاني فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تغير وجهه،

____________

(1) مسند الإمام أحمد 5 / 356.

(2) صحيح البخاري 5 / 22.

(3) صحيح البخاري 5 / 180.

الصفحة 127
فقال: دعوا عليا، دعوا عليا إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (1).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن عمران بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (2).

وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أميرا على اليمن، وخالد بن الوليد على الجبل، فقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس: فالتقوا وأصابوا من الغنائم، ما لم يصيبوا مثله، وأخذ علي جارية من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال: اغتنمها فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما صنع، فقدمت المدينة ودخلت المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله، وناس من أصحابه على بابه، فقالوا: ما الخبر يا بريدة، فقلت: خيرا، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ قلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فأخبر النبي، فإنه يسقط من عين النبي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يسمع الكلام، فخرج مغضبا فقال: ما بال أقوام ينتقصون عليا؟

من تنقص عليا فقد تنقصني، ومن فارق عليا فقد فارقني، إن عليا مني، وأنا منه، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)، يا بريدة، أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليكم بعدي؟ فقلت: يا رسول الله بالصحبة، ألا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا، قال: فما فارقته، حتى بايعته على الإسلام - قال: رواه الطبراني في الأوسط (3).

____________

(1) فضائل الصحابة 2 / 605، وانظر 2 / 620، وفي المسند 4 / 437، وأخرجه عبد الرازق في أماليه (ل 12 أ) بهذا الإسناد مثله، والنسائي في الخصائص ص 23، والبغوي في معجم الصحابة (ل 420) كلاهما من طريق جعفر.

(2) فضائل الصحابة 2 / 649، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (ل 115 ب) من طريق جعفر بن سليمان مثله، وانظر فضائل الصحابة 2 / 605، 2 / 620.

(3) مجمع الزوائد 9 / 128.

الصفحة 128
وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مني، وأنا من علي (1).

وروى النسائي في الخصائص بسنده عن يزيد عن مطرف بن عبد الله بن عمران بن حصين قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جارية فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرناه ما صنع، وكان المسلمون إذا رجعوا بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام الثاني وقال مثل ذلك، ثم الثالث فقال مقالته، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغضب يبصر في وجهه، فقال: (ما تريدون من علي، إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (2).

وفي رواية أخرى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد، وبعث عليا رضي الله عنه على جيش آخر، وقال:

إن التقيتما، فعلي، كرم الله وجهه، على الناس، وإن تفرقتما، فكل واحد منكما على جنده، فلقينا بني زيد من أهل اليمن، وظفر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية، فاصطفى علي جارية لنفسه من السبي، وكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرني أن أنال منه، قال: فدفعت الكتاب إليه، ونلت من علي رضي الله عنه، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لا تبغض لي عليا، فإن عليا مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي (3).

____________

(1) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 169.

(2) النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص 54 - 55.

(2) تهذيب الخصائص ص 55 - 56.

الصفحة 129
وروى أبو داوود الطيالسي في مسنده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت ولي كل مؤمن بعدي (1).

وروى ابن قيم الجوزية في (زاد المعاد) لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الخروج من مكة، تبعتهم ابنة حمزة تنادي: يا عم، يا عم، فتناولها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك، فحملتها، فاختصم فيها زيد وجعفر وعلي، فقال علي: أنا أخذتها، وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لخالتها، وقال: الخالة بمنزلة الأم، وقال لعلي: أنت مني وأنا منك، وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي، وقال لزيد: أخونا ومولانا (متفق عليه) (2).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله فيك خمسا، فأعطاني أربعا، ومنعني واحدة، سألته فأعطاني فيك، أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله، وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي (3).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن وهب بن حمزة قال: صحبت عليا رضي الله عنه، من المدينة إلى مكة، فرأيت منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأشكونك إليه، فلما قدمت لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رأيت من علي كذا وكذا؟ فقال: لا تقل هذا، فهو أولى الناس بعدي، أخرجه ابن منده، وأبو نعيم (4).

____________

(1) مسند أبي داود الطيالسي 11 / 360 (حيدرآباد الدكن 1321 هـ).

(2) زاد المعاد 3 / 374 - 375، وانظر: البخاري 5 / 180.

(3) تاريخ بغداد 4 / 339.

(4) أسد الغابة 5 / 457، وانظر: المناوي في فيض القدير ص 357، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 109، والمتقي في كنز العمال 6 / 155.

الصفحة 130
وروى ابن حجر العسقلاني في الإصابة بسنده عن وهب بن حمزة قال:

سافرت مع علي، فرأيت منه جفاء، فقلت: لئن رجعت لأشكونه، فرجعت فذكرت عليا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تقولن هذا لعلي، فإنه وليكم بعدي (1).

وروى الحافظ أبو نعيم، في حليته بسنده عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، واستعمل عليهم عليا، كرم الله وجهه، فأصاب جارية، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرناه بما صنع علي، قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلموا عليه، ثم انصرفوا، فما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة، فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام آخر منهم، فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه، حتى قام الرابع فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف الغضب في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ثلاث مرات، ثم قال: إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي (2).

ولا ريب في أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي)، وقوله: (علي وليكم بعدي)، كما رأينا بصيغ مختلفة، إنما هو من الأدلة القوية، والنصوص الجلية، على خلافة علي عليه السلام من بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، والاستدلال به إنما يتوقف على بيان السند والدلالة معا.

فأما السند: فقد رواه جمع من كبار الصحابة وعظمائهم، من أمثال الإمام علي، عليه السلام، وابن عباس، وعمران بن حصين، ووهب بن حمزة، وبريدة الأسلمي، وأنه قد خرجه كثير من أئمة الحديث كالترمذي والنسائي والإمام ابن

____________

(1) الإصابة في تمييز الصحابة 3 / 641.

(2) أبو نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 6 / 294 (دار الفكر - بيروت).

الصفحة 131
حنبل، وأبي داود الطيالسي وأبي نعيم، والخطيب البغدادي، وأبي حاتم، وابن أبي شيبة، والإمام الطبري، والبزار، والطبراني وابن الجوزي، والرافعي، وابن مردويه، والحافظ أبي القاسم الدمشقي، وابن صهيب، والديلمي، وغيرهم.

هذا وقد ذكر المحب الطبري في الرياض النضرة، جملة من الأحاديث التي تمسك بها الشيعة لخلافة علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا فصل، فذكر حديث المنزلة، وحديث الغدير، ثم قال: ومنها - وهو أقواها سندا ومتنا - حديث عمران بن حسين: (إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن من بعدي)، إلى أن قال: وحديث بريدة (لا تقع في علي، فإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي).

وأما الدلالة: فهي ظاهرة جدا، بعد ملاحظة القرينة اللفظية المتصلة بالحديث الشريف، وهي كلمة من (بعدي)، وتوضيحه أن للفظ (الولي) في اللغة معاني متعددة، كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف وغير ذلك.

ومن أشهر معانيه هو (مالك الأمر)، فكل من ملك أمر غيره، بحيث كان له التصرف في أموره وشؤونه، فهو وليه، فالسلطان ولي الرعية، أي يملك أمرهم، وله التصرف في أمورهم وشؤونهم، والأب والجد ولي الصبي أو المجنون، أي يملك أمره، وله التصرف في أموره وشؤونه، وهكذا ولي المرأة في نكاحها، أو ولي الدم أو الميت.

وقد يقال: إن (الولي) قد جاء بمعنى الأولى بالتصرف، فالسلطان ولي الرعية، والأب والجد ولي الصبي أو المجنون، وهكذا إلى غيرها من الأمثلة يكون بهذا المعنى، أي أولى بالتصرف، ويؤيده في المقام بعض أخبار الباب - كما تقدم - بلفظ قوله (فهو أولى الناس بكم بعدي).

وقد يقال: إن الولي قد جاء بمعنى المتصرف، فالسلطان مثلا، ولي

الصفحة 132
الرعية، يكون بهذا المعنى، أي هو المتصرف في أمورهم، وهكذا ولي الصبي وغيره.

وأيا ما كان الأمر، فإن الولي - بما له من المعنى المعروف والظاهر المشهود، سواء عبرنا عنه بمالك الأمر، أو بالأولى بالتصرف أو المتصرف - لا يكاد يطلق، إلا على من له تسلط وتفوق على غيره، وكان له التصرف في أموره وشؤونه، ثم إنه من المعلوم أن إرادة الجار أو الحليف، أو ما أشبه ذلك من لفظ (الولي) في الحديث الشريف، مما لا يناسب المقام، بل مما لا محصل له أصلا - كما قدمنا - فيبقى المحب والصديق والناصر ومالك الأمر، أو الأولى بالتصرف أو المتصرف، على اختلاف التعابير في المعنى الأخير.

هذا فضلا عن أن لفظة (من بعدي) مما ينافي إرادة المحب أو الصديق أو الناصر، إذ كونه عليه السلام محبا للمسلمين، أو صديقا أو ناصرا لهم، مما لا ينحصر بما بعد زمان النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو عليه السلام، كان كذلك في زمان النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن ثم فإن المراد من (الولي) في الحديث الشريف، إنما ينحصر في المعنى الأخير، وهو مالك الأمر، أو الأولى بالتصرف في أمور المسلمين وشؤونهم، وذلك لما فيه من المناسبة الشديدة، مع كلمة (من بعدي)، فيتعين هو - أي هذا المعنى - من بين سائر المعاني، وهو معنى الإمام والخليفة، كما هو واضح لمن أنصف (1).

____________

(1) السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي: فضائل الخمسة من الصحاح الستة، وغيرها من الكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة - الجزء الثاني - مؤسسة الأعلى للمطبوعات - بيروت 1393 هـ‍ / 1973 م ص 8 - 10، وانظر أيضا ص 10 - 12.

الصفحة 133


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net