متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
14 - قوله (ص) لعلي: تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

14 - قوله صلى الله عليه وسلم لعلي: تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين:

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عقاب بن ثعلبة قال: حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب بقتال الناكثين، والقاسطين والمارقين (2).

وفي رواية عن الإصبع بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لعلي بن أبي طالب: تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرقات والنهروانات، وبالسعفات، قال أبو أيوب: قلت يا رسول الله: مع من نقاتل هؤلاء الأقوام، قال: مع علي بن أبي طالب (3).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن خليد العصري قال: سمعت أمير المؤمنين عليا يقول يوم النهروان: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين (4).

وروى الخطيب البغدادي أيضا بسنده عن علقمة والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري، عند منصرفه من صفين فقلنا له: يا أبا أيوب، إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم، وبمجئ ناقته، تفضلا من الله، وإكراما لك، حتى أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله، فقال: يا هذان، إن الرائد لا يكذب أهله، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرنا بقتال ثلاثة مع علي، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فأما الناكثون فقد قاتلناهم أهل

____________

(1) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 3 / 207.

(2) المستدرك للحاكم 3 / 139.

(3) المستدرك للحاكم 3 / 139.

(4) تاريخ بغداد 8 / 340.

الصفحة 178
الجمل، طلحة والزبير، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم - يعني معاوية وعمرو - وأما المارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات، والله ما أدري أين هم، ولكن لا بد من قتالهم، إن شاء الله، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: تقتلك الفئة الباغية، وأنت إذ ذاك مع الحق، والحق معك، يا عمار بن ياسر، إن رأيت عليا قد سلك واديا، وسلك الناس واديا غيره، فاسلك مع علي، فإنه لن يدليك في ردى، ولن يخرجك من هدى، يا عمار من تقلد سيفا أعان به عليا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در، ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي عليه، قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار، قلنا: يا هذا حسبك رحمك الله، حسبك رحمك الله (1).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن أبي صادق عن مخيف بن سليم قال: أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا: قاتلت بسيفك المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جئت تقاتل المسلمين؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين (2).

وفي رواية عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا على منبركم هذا يقول: عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين (3).

وفي رواية عن أبي سعيد الخدري قال: أمرنا صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟

قال: مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر (4).

وروى المتقي الهندي في كنز العمال بسنده عن الإمام زيد بن الإمام علي

____________

(1) تاريخ بغداد 13 / 186.

(2) أسد الغابة 4 / 115 (3) أسد الغابة 4 / 115.

(4) أسد الغابة 4 / 114.

الصفحة 179
زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين - قال أخرجه ابن عساكر (1).

وفي رواية عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا عليه السلام على المنبر، وأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ما لي أرك تستحل الناس استحلال الرجل إبله، أبعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو شيئا رأيته؟ قال: والله ما كذبت ولا كذبت، ولا ضللت ولا ضل بي، بل عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين - قال أخرجه البزار وأبو يعلى (2).

وفي رواية عن الثوري ومعمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن أبي صادق قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق، فقلت له: يا أبا أيوب، قد كرمك الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبنزوله عليك، فما لي أراك تستقبل الناس تقاتلهم، تستقبل هؤلاء مرة، وهؤلاء مرة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين، فقد قاتلناهم، وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين، فهذا وجهنا إليهم - يعني معاوية وأصحابه - وعهد إلينا نقاتل مع علي المارقين، فلم أرهم بعد - قال أخرجه ابن عساكر (3).

وفي رواية عن ابن مسعود قال: خرج صلى الله عليه وسلم، فأتى منزل أم سلمة، فجاء علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة، هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي - أخرجه الحاكم في الأربعين وابن عساكر (4).

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة بسنده عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى منزل أم سلمة، فجاء علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم

____________

(1) كنز العمال 6 / 392.

(2) كنز العمال 6 / 82.

(3) كنز العمال 6 / 88.

(4) كنز العمال 6 / 319.

الصفحة 180
سلمة: هذا قاتل القاسطين (1) والناكثين والمارقين من بعدي - أخرجه الحاكمي (2).

وروى الهيثمي في مجمعه عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين - قال رواه الطبراني (3).

وفي رواية: أمر علي بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين - قال رواه الطبراني في الأوسط (4).

وفي رواية عن علي عليه السلام قال: عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، قال - وفي رواية - أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. قال رواه الطبراني في الأوسط والبزار (5).

وأخرج السيوطي في تفسيره (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) في تفسير قول الله تعالى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) (6) قال: أخرج ابن مردويه من طرق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون)، نزلت في علي بن أبي طالب، عليه السلام، إنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي) (7).

وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة - وهو رجل من

____________

(1) القاسطون: الجائرون من القسط بالفتح، والقسوط: الجور، والعدول عن الجور، والقسط بالكسر: العدل.

(2) الرياض النضرة 2 / 320.

(3) مجمع الزوائد 9 / 235.

(4) مجمع الزوائد 7 / 238.

(5) مجمع الزوائد 7 / 238.

(6) سورة الزخرف: آية 41.

(7) السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي: فضائل الخمسة من الصحاح الستة 2 / 358 - 363.

الصفحة 181
تميم - فقال: يا رسول الله، إعدل، قال عمر: إئذن لي فيه أضرب عنقه، قال:

دعه، فإن له أصحابا، يحتقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، فينظر في قذذه، فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر في نصله، فلا يوجد فيه شئ، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على خير فرقة من الناس.

قال أبو سعيد: فاشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل، فالتمس فوجد، فأتى به، حتى نظرت إليه، على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).

وفي رواية عن الزهري عن أبي سلمة والضحاك عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقسم ذات يوم قسما، فقال ذو الخويصرة التميمي:

إعدل يا رسول الله، قال عمر بن الخطاب إئذن لي حتى أضرب عنقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن له أصحابا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، حتى إن أحدهم لينظر إلى قذذة فلا يجد شيئا، سبق الفرث والدم، يخرجون على خير فرقة من الناس، آيتهم رجل أدعج، أحد يديه مثل ثدي المرأة، أو كالبضعة تدردر.

قال أبو سعيد، أشهد لسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، حين قاتلهم، فأرسل إلي القتلى فأتي به، على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).

وفي رواية عن علي بن المنذور قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عاصم بن

____________

(1) تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص 95 - 96.

(2) تهذيب الخصائص ص 96.

الصفحة 182
كليب الحرمي عن أبيه قال: كنت عند علي، رضي الله عنه، جالسا، إذ دخل رجل، عليه ثياب السفر، وعلي، رضي الله عنه، يكلم الناس ويكلمونه، فقال: يا أمير المؤمنين، أتأذن لي أن أتكلم، فلم يلتفت إليه، وشغله ما فيه، فجلس إلى رجل قال له: ما عندك، قال: كنت معتمرا، فلقيت عائشة، فقالت: هؤلاء القوم الذين خرجوا في أرضكم يسمون (حرورية)، قلت: خرجوا في موضع يسمى حروراء، تسمى بذلك، فقالت: طوبى لمن شهد منكم، لو شاء ابن أبي طالب، رضي الله عنه، لأخبركم خبرهم، فجئت أسأله عن خبرهم.

فلما فرغ علي، رضي الله عنه قال: أين المستأذن، فقص عليه، كما قص علي، قال: إني دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس عنده أحد غير عائشة، رضي الله عنها، فقال لي: كيف أنت يا علي، وقوم كذا وكذا، قلت: الله ورسوله أعلم، ثم أشار بيده فقال: قوم يخرجون من المشرق، يقرأون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية فيهم رجل مخدج، كأن يده ثدي حبشية، أنشدكم بالله أخبرتكم به؟ قالوا: نعم، قال:

أنشدكم بالله أخبرتكم أنه فيهم، قالوا نعم، فجئتموني وأخبرتموني أنه ليس فيهم، فحلفت لكم بالله أنه فيهم، ثم أتيتموني به تسحبونه، كما نعت لكم، قالوا: صدق الله ورسوله (1).

وعن الأعمش عن زيد، وهو ابن وهب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما كان يوم النهروان لقي الخوارج فلم يبرحوا حتى شجروا بالرماح قتلوا جميعا، قال علي رضي الله عنه: اطلبوا ذا الثدية فطلبوه، فلم يجدوه، فقال علي رضي الله عنه: ما كذبت ولا كذبت، اطلبوه فطلبوه فوجدوه في وخدة من الأرض، عليه ناف من القتلى، فإذا رجل على يده مثل سبلات السنور، فكبر علي رضي الله عنه، وأعجبهم ذلك (2).

____________

(1) تهذيب الخصائص ص 100 - 101.

(2) تهذيب الخصائص ص 101.

الصفحة 183
وعن ابن عون عن محمد بن عبيدة قال: قال رضي الله عنه: لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، قلت: أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أي ورب الكعبة.

وعن محمد بن سيرين قال: قال عبيدة السلماني: لما جئت أصيب أصحاب النهروان، قال علي رضي الله عنه: اتبعوا فيهم، فإنهم إن كانوا من القوم الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن فيهم رجلا مجدب اليد، أو مثدون اليد، أو مودون اليد، وأتيناه فوجدناه، فدللنا عليه فلما رآه قال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، والله لولا أن يبطروا، ثم ذكر كلمة معناها، لحدثتكم بما قضى الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قتل هؤلاء، قلت: أنت سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أي ورب الكعبة ثلاثا.

عن المنهال بن عمرو عن ذر بن حبيش أنه سمع عليا رضي الله عنه، يقول: أنا فقأت عين الفتنة، لولا أنا ما قوتل أهل النهروان، وأهل الجمل، ولولا أخشى أن يتركوا العمل، لأخبرتكم بالذي قضى الله على لسان نبيكم لمن قاتلهم، مبصرا ضلالتهم، عارفا بالهدى الذي نحن عليه (1).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net