متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
36 - علي مع الحق، والحق مع علي
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

36 - علي مع الحق، والحق مع علي:

روى الترمذي في صحيح بسنده عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رحم الله عليا، اللهم أدر الحق معه حيث دار (2).

ورواه الحاكم في المستدرك، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم (3).

ورواه الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير (في ذيل تفسير البسملة)، فقال: أما إن علي بن أبي طالب كان يجهر بالبسملة، فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقد اهتدى، والدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار. ثم قال في موضع آخر: ومن اتخذ عليا إماما لدينه، فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه (4).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: لما سار علي إلى البصرة، دخل على أم سلمة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - يودعها، فقالت:

سر في حفظ الله وفي كنفه، فوالله إنك لعلى الحق، والحق معك، ولولا أني أكره أن أعصي الله ورسوله - فإنه أمرنا صلى الله عليه وسلم، أن نقر في بيوتنا - لسرت معك،

____________

(1) نفس المرجع السابق ص 194.

(2) صحيح الترمذي 2 / 289.

(3) المستدرك للحاكم 3 / 124.

(4) السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي: فضائل الخمسة من الصحاح الستة 2 / 108 - 109 (مؤسسة الأعلى للمطبوعات - بيروت 1393 هـ / 1973 م).

الصفحة 343
ولكن والله لأرسلن معك، من هو أفضل عندي، وأعز علي من نفسي، ابني - قال الحاكم: هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين (1) (البخاري ومسلم).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن أبي ثابت - مولى أبي ذر - قال: دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي، وتذكر عليا، وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: علي مع الحق، والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض يوم القيامة (2).

وروى الهيثمي (3) في مجمعه بسنده عن محمد بن إبراهيم التيمي: أن فلانا دخل المدينة حاجا، فأتاه الناس يسلمون عليه، فدخل سعد فسلم، فقال: وهذا لم يعنا على حقنا، على باطل غيرنا، قال: فسكت عنه، فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقال: هاجت فتنة وظلمة، فقال لبعيري: إخ إخ (4)، فأنخت حتى انجلت، فقال رجل: إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره، فلم أر فيه إخ إخ، فقال: أما إذا قلت، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: علي مع الحق - أو الحق مع علي - حيث كان، قال: مع سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت أم سلمة، قال:

____________

(1) المستدرك للحاكم 3 / 119.

(2) تاريخ بغداد 14 / 321.

(3) مجمع الزوائد 7 / 235.

(4) كلمة (إخ إخ) بكسر الهمزة، وسكون الخاء المعجمة: صوت إناخة الجمل، والظاهر أن في الحديث سقطا، والصحيح هكذا: فقال الله لبعيري: إخ إخ، فأنخت، وذلك بشهادة قول الرجل:

إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره، فلم أر فيه (إخ إخ)، ثم إن المراد من كلمة فلان في صدر الحديث، إنما هو معاوية بن أبي سفيان، ومقصوده من عدم إعانة سعد على حقه، عدم نصرته له يوم صفين، لأنه كان منعزلا عن الطرفين (فضائل الخمسة 2 / 110) - غير أن العجيب أن يلوم معاوية بن أبي سفيان سعد بن أبي وقاص على عدم نصرة الإمام علي - لعلمه بالحديث الشريف (علي مع الحق - أو الحق مع علي)، ولكن معاوية، وقد علم بالحديث الشريف وغيره، فماذا فعل - إنه استمر على بدعته الخسيسة بدعة سب الإمام علي وأهل البيت على منابر المسلمين، بل إن قوما من أهله من بني أمية قالوا له: إنك قد بلغت ما أملت، فلو كففت عن لعن هذا الرجل (الإمام علي) فقال: لا: حتى يربو عليها الصغير، ويهرم عليها الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا.

الصفحة 344
فأرسل إلى أم سلمة فسألها، فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بيتي، فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن، فقال: ولم قال: لو سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، لم أزل خادما لعلي حتى أموت - قال: رواه البزار.

وفي مجمع الزوائد أيضا عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها كانت تقول:

كان علي على الحق، من اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق، عهد معهود قبل يومه هذا - قال: رواه الطبراني (1).

وفي مجمع الزوائد أيضا عن سعيد - يعني الخدري - قال: كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم، في نفر من المهاجرين والأنصار - إلى أن قال: ومر علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال صلى الله عليه وسلم: الحق مع ذا الحق، ومع ذا - قال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات (2).

وذكره المناوي في كنوز الحقائق مختصر عن أبي يعلى (3) - والمتقي في كنز العمال وقال: لأبي يعلى وسعيد بن منصور (4).

وفي كنز العمال: قال صلى الله عليه وسلم: تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني عليا عليه السلام - قال: أخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة (5).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net