متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
39 - علي آخر الناس عهدا بالنبي
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

39 - علي آخر الناس عهدا بالنبي:

روى ابن سعد في الطبقات الكبرى بسنده عن أبي حازم عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن كعب الأحبار قام زمن عمر، فقال - ونحن جلوس عند أمير المؤمنين - ما كان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: سل عليا، قال: أين هو؟ قال: هو هنا، فسأله، فقال علي: أسندته إلى صدري، فوضع رأسه على منكبي، فقال: الصلاة، الصلاة، فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء، وبه أمروا، وعليه يبعثون، قال: فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ فقال:

____________

(1) الإصابة 2 / 142.

(2) كنز العمال 6 / 156.

(3) كنوز الحقائق ص 3، الإستيعاب 2 / 592.

الصفحة 355
سل عليا، قال: فسأله، فقال: كنت أنا أغسله، وكان عباس جالسا، وكان أسامة وشقران يختلفان إلى الماء (1).

وعن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضة: ادعوا لي أخي، قال: فدعي له علي، فقال:

أدن مني، فدنوت منه فاستند إلي، فلم يزل مستندا إلي، وإنه ليكلمني، حتى أن بعض ريق النبي صلى الله عليه وسلم، ليصيبني، ثم نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم، وثقل في حجري، فصحت: يا عباس، أدركني، فإني هالك، فجاء العباس، فكان جهدهما جميعا أن أضجعاه.

وعن الشعبي قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأسه في حجر علي، وغسله علي، والفضل محتضنه وأسامة يناول الفضل الماء.

وعن ابن غطفان قال: سألت ابن عباس: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي ورأسه في حجر أحد، قال: توفي، وهو لمستند إلى صدر علي، قلت: فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين سحري ونحري، فقال ابن عباس: أتعقل؟ والله لتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه لمستند إلى صدر علي، وهو الذي غسله، وأخي الفضل بن عباس، وأبى أبي أن يحضر، وقال:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يأمرنا أن نستتر، فكان عند الستر (2).

وعن يزيد بن بلال قال: قال علي: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن لا يغسله أحد غيري، فإنه لا يرى أحد عورتي، إلا طمست عيناه، قال علي: فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا، حتى فرغت من غسله (3).

وعن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده

____________

(1) الطبقات الكبرى 2 / 51.

(2) الطبقات الكبرى 2 / 51.

(3) الطبقات الكبرى 2 / 61.

الصفحة 356
عن علي بن أبي طالب قال: لما أخذنا في جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم، أغلقنا الباب دون الناس جميعا، فنادت الأنصار: نحن أخواله، ومكاننا من الإسلام مكاننا، ونادت قريش: نحن عصبته، فصاح أبو بكر: يا معشر المسلمين، كل قوم أحق بجنازتهم من غيرهم، فننشدكم الله، فإنكم إن دخلتم أخرتموهم عنه، والله لا يدخل عليه أحد، إلا من دعي.

وعن علي بن الحسين قال: نادت الأنصار، إن لنا حقا، فإنما هو ابن أختنا، ومكاننا من الإسلام مكاننا، وطلبوا إلى أبي بكر فقال: القوم أولى به، فاطلبوا إلى علي وعباس، فإنه لا يدخل عليهم، إلا من أرادوا (1).

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم، ثقل، وعنده عائشة وحفصة، إذ دخل علي، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم، رفع رأسه، ثم قال:

أدن مني، فأسنده إليه، فلم يزل عنده حتى توفي - الحديث - قال رواه الطبراني في الأوسط (2).

وروى أيضا بسنده عن أبي رافع قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم، ورأسه في حجر علي بن أبي طالب، وهو يقول لعلي: الله الله وما ملكت أيمانكم، الله الله والصلاة، فكان ذلك آخر ما تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: رواه البزار (3).

وروي أيضا عن ابن عباس قال: جاء ملك الموت إلى النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مرضه الذي قبض فيه، فاستأذن ورأسه في حجر علي، فقال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال له علي: إرجع فإنا مشاغيل عنك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدري من هذا يا أبا الحسن؟ هذا ملك الموت، أدخل راشدا. قال:

____________

(1) الطبقات الكبرى 2 / 61.

(2) مجمع الزوائد 9 / 36.

(3) مجمع الزوائد 1 / 293.

(4) مجمع الزوائد 9 / 35.

الصفحة 357
وروى المحب الطبري في ذخائر العقبى، وفي الرياض النضرة عن عائشة رضي الله عنها قالت:، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - لما حضرته الوفاة - ادعوا لي حبيبي، فدعوا له أبا بكر، فنظر إليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي، فدعوا له عمر، فلما نظر إليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي، فدعوا له عليا، فلما رآه أدخله معه في الثوب، الذي كان عليه، فلم يزل يحتضنه حتى قبض، ويده عليه.

قال: أخرجه الرازي (1).

وفي الرياض النضرة عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: والذي أحلف به، أن كان علي، لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: عدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، غداة بعد غداة، يقول: جاء علي - مرارا - وأظنه كان بعثه لحاجة، فجاء بعد، فظننت أن له حاجة، فخرجنا من البيت، فقعدنا عند الباب، فكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه علي، فجعل يساره ويناجيه، ثم قبض من يومه ذلك، صلى الله عليه وسلم، فكان من أقرب الناس به عهدا - قال أخرجه أحمد (2).

وروى المتقي الهندي في كنز العمال عن علي عليه السلام قال: دخلت على نبي الله، وهو مريض، فإذا رأسه في حجر رجل، أحسن ما رأيت من الخلق، والنبي صلى الله عليه وسلم: نائم، فلما دخلت عليه قلت: أدنو، فقال الرجل: أدن إلى ابن عمك، فأنت أحق به مني، فدنوت منهما، فقام الرجل، وجلست مكانه، ووضعت رأسه صلى الله عليه وسلم في حجري - كما كان في حجر الرجل - فمكث ساعة، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم، استيقظ، فقال: أين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟ فقلت: لما دخلت عليك دعاني ثم قال: أدن إلى ابن عمك، فأنت أحق به مني، ثم قام فجلست مكانه، قال: فهل تدري من الرجل؟ قلت: لا، بأبي أنت وأمي، قال:

____________

(1) ذخائر العقبى ص 72، الرياض النضرة 2 / 237.

(2) الرياض النضرة 2 / 237.

الصفحة 358
ذلك جبريل كان يحدثني، حتى خف عن وجعي، ونمت ورأسي في حجره.

قال: أخرجه أبو عمر والزاهد في فوائده (1). - وذكره المحب الطبري في الذخائر والرياض (2).

وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليا يقول: بايع الناس لأبي بكر، وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق - إلى أن قال: أفيكم أحد تولى غمض رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد آخر عهده برسول الله صلى الله عليه وسلم، حين وضعه في حفرته؟ قالوا: اللهم لا - قال: أخرجه العقيلي (3).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي موسى عن أم سلمة قالت:

والذي أحلف به، إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، عدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، غداة، وهو يقول: جاء علي، جاء علي - مرارا - فقالت فاطمة عليها السلام: كأنك بعثته في حاجة، فالت: فجاء بعد، قالت أم سلمة: فظننت أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت، فقعدنا عند الباب، وكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يساره ويناجيه، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، من يومه ذاك، فكان علي عليه السلام، أقرب الناس عهدا.

- قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه (4).

ورواه النسائي في خصائص، والإمام أحمد في مسنده وغيرهما (5).

وروى ابن حجر العسقلاني في الإصابة بسنده عن موسى بن القاسم قال:

حدثتني ليلى الغفارية قالت: كنت أغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأداوي الجرحى، وأقوم

____________

(1) كنز العمال 4 / 5.

(2) ذخائر العقبى ص 94، الرياض النضرة 2 / 219.

(3) كنز العمال 3 / 155.

(4) المستدرك للحاكم 3 / 138.

(5) المسند 6 / 300، تهذيب الخصائص ص 87.

الصفحة 359
على المرضى، فلما خرج علي إلى البصرة خرجت معه، فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة في علي: قلت: نعم، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معي، وعليه جرد قطيفة، فجلس بيننا، فقلت: أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، دعي لي أخي، فإنه أول الناس إسلاما، وآخر الناس بي عهدا، وأول الناس لي لقيا يوم القيامة (1).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس قال: لعلي أربع خصال ليست لأحد، هو أول عربي وأعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، والذي صبر معه يوم المهراس، وهو الذي غسله وأدخله قبره (2).

وروى السيوطي في الخصائص الكبرى: وأخرج ابن سعد والبيهقي عن الشعبي قال: غسل علي النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول وهو يغسله بأبي وأمي، طبت حيا وميتا (3).

وأخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي وابن سعد، من طريق سعيد بن المسيب عن علي قال: غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهبت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئا، وكان طيبا حيا وميتا.

وأخرج أحمد عن ابن عباس قال: غسل علي النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ير منه شيئا، مما يراه من الميت، فقال: بأبي أنت وأمي، ما أطيبك حيا وميتا.

وأخرج البيهقي من طريق أبي عشر عن محمد بن قيس قال: قال علي:

ما كنا نريد أن نرفع عضوا لنغسله إلا رفع لنا، حتى انتهينا إلى عورته، فسمعت

____________

(1) الإصابة في تمييز الصحابة 4 / 402 - 403.

(2) المستدرك للحاكم 3 / 111.

(3) الخصائص الكبرى 2 / 275 - 276.

الصفحة 360
من جانب البيت صوتا: لا تكشفوا عورة نبيكم (1).

وفي كنز العمال: قال صلى الله عليه وسلم: يا علي، أنت تغسل جثتي، وتؤدي ديني، وتواريني في حفرتي، وتفي بذمتي، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.

قال: أخرجه الديلمي عن أبي سعيد - يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم (2).

وذكره المناوي في كنوز الحقائق باختصار، وقال: أخرجه الديلمي (3).

وفي كنوز الحقائق قال: لا يحل لمسلم أن يري مجردي أو عورتي، إلا علي.

قال: أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم (4).

وأخرج أبو يعلى عن عائشة قالت: اختلفوا في دفنه، فقال علي: إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه (5).

وروى النسائي في الخصائص عن المغير عن أم المؤمنين أم سلمة قالت:

إن أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، علي رضي الله عنه (6).

وعن مغير عن أم موسى قالت: قالت أم سلمة: والذي تحلف به أم سلمة: أن أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، علي رضي الله عنه، قالت: لما كان غدوة قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وأظنه كان بعثه في حاجة، فجعل يقول: جاء علي - ثلاث مرات - فجاء قبل طلوع الشمس، فلما أن جاء عرفا أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت، وكنا عند

____________

(1) الخصائص الكبرى 2 / 276.

(2) كنز العمال 6 / 155.

(3) كنوز الحقائق ص 188.

(4) كنوز الحقائق ص 179.

(5) الخصائص الكبرى 2 / 278.

(6) تهذيب الخصائص ص 87.

الصفحة 361
رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بيت عائشة، وكنت في آخر من خرج من البيت، ثم جلست من وراء الباب، فكنت أدناهم إلى الباب، فأكب عليه علي رضي الله عنه، فكان آخر الناس به عهدا فجعل يساره ويناجيه (1).

وفي الرياض النضرة عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت في علي خمسا، هي أحب إلى من الدنيا وما فيها، أما واحدة، فهو تكأتي بين يدي الله عز وجل، حتى يفرغ من الحساب، وأما الثانية، فلواء الحمد بيده، آدم ومن ولده تحته، وأما الثالثة، فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي، وأما الرابعة، فساتر عورتي، ومسلمي إلى ربي عز وجل، وأما الخامسة، فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان، ولا كافرا بعد إيمان - قال أخرجه أحمد في المناقب (2).

وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن جابر بن عبد الله وابن عباس قالا:

لما نزلت: إذا جاء نصر الله والفتح - إلى آخره، قال محمد صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، نفسي قد نعيت، قال جبريل: الآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى - (وساق الحديث إلى أن قال -).

فقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله، إذا أنت قبضت، فمن يغسلك؟

وفيما نكفنك؟ ومن يصلي عليك؟ ومن يدخلك قبرك؟.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، أما غسل فاغسلني أنت، وابن عباس يصب عليك الماء، وجبريل ثالثكما، فإذا أنتم فرغتم من غسلي، فكفنوني في ثلاثة

____________

(1) تهذيب الخصائص 87 - 88، وأخرجه الإمام أحمد في المسند (6 / 300) وفي فضائل الصحابة (2 / 686)، وابن أبي شيبة في مصنفه (12 / 57)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2 / 250)، وأبو يعلى والطبراني، والحاكم في المستدرك (3 / 138)، وقال الشوكاني في (در السحابة ص 213) - نقلا عن مجمع الزوائد - أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني من حديث أم سلمة بإسناد رجال ثقات، وانظر فتح الباري (9 / 139).

(2) الرياض النضرة 2 / 268 - 269.

الصفحة 362
أثواب جدد، وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط من الجنة، فإذا أنتم وضعتموني على السرير، فضعوني في المسجد، وأخرجوا عني، فإن أول من يصلي علي الرب، عز وجل، من فوق عرشه، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل، ثم الملائكة، زمرا زمرا، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا صفوفا، لا يتقدم علي أحد...

(وساق الحديث إلى أن قال -).

فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغسله علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وابن عباس رضي الله عنه يصب عليه الماء، وجبريل عليه السلام معهما، وكفن بثلاثة أثواب جدد، وحمل على السرير، ثم أدخلوه المسجد، ووضعوه في المسجد، وخرج الناس عنه فأول من صلى عليه، عليه السلام، الرب من فوق عرشه تعالى وتقدس، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل، ثم الملائكة زمرا، زمرا.

قال علي رضي الله تعالى عنه: ولقد سمعنا في المسجد همهمة، ولم نر لهم شخصا، فسمعنا هاتفا يهتف، وهو يقول: ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم، فكبرنا بتكبير جبريل، وصلينا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصلاة جبريل، ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل القبر علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو بكر الصديق، رضي الله تعالى عنهم، ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).

وفي أنساب الأشراف: أن عليا والعباس، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد، وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم الذين تولوا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفنه، وأن أوس بن خولي - أحد الخزرج - قال لعلي عليه السلام، إجعل لنا حظا في رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان بدريا - فقال له: أدخله، فدخل فجلس، وحضر غسل رسول الله، وأسنده علي إلى صدره، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وكان أسامة وشقران يصبان الماء، وعلي يغسله، مسندا له صدره، وعليه قميصه يدلكه به، ومن ورائه لا يفضي بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،

____________

(1) حلية الأولياء 4 / 73 - 79.

الصفحة 363
وعلي يقول: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا (1).

وعن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثلاث غسلات، بماء وسدر، في قميص، وغسل من بئر لسعد بن خيثمة يقال لها، بئر غرس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يشرب منها، وولي غسله علي بن أبي طالب بيده، والعباس يصب الماء، والفضل بن العباس محتضنه، والفضل يقول: أرحني، أرحني، قطعت وتيني (2).

وفي طبقات ابن سعد عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: غسل النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاث غسلات بماء وسدر، وغسل في قميص، وغسل من بئر يقال لها (الغرس) لسعد بن خيثمة بقباء، وكان يشرب منها، وولي علي غسلته، والعباس يصب الماء، والفضل محتضنه يقول:

أرحني، قطعت وتيني، إني أجد شيئا ينزل علي - مرتين (3).

وفي أنساب الأشراف بسنده عن الشعبي: دخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم، علي عليه السلام، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، قال: فتكلم بعضهم، فدخل عبد الرحمن بن عوف (4).

وقال الواقدي: الثبت أنه نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب، والفضل وأسامة وشقران (5).

وعن ابن عباس: نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب والفضل وأسامة وشقران، وقالت الأنصار: إجعلوا لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، نصيبا، فدخل

____________

(1) البلاذري: أنساب الأشراف - تحقيق محمد حميد الله 1 / 569 (دار المعارف - القاهرة 1959).

(2) أنساب الأشراف 1 / 570.

(3) الطبقات الكبرى 2 / 62.

(4) أنساب الأشراف 1 / 576.

(5) أنساب الأشراف 1 / 577.

الصفحة 364
أوس بن خولي - أحد بني الحبلي من الخزرج، وكان بدريا - وسقط خاتم المغيرة بن شعبة في القبر، فقال له علي عليه السلام: إنما أسقطته عمدا، لتنزل فتأخذه وتقول: كنت آخر من نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقربهم عهدا به، فنزل قثم بن العباس، فأخرج خاتم المغيرة، فكان قثم آخر الناس عهدا بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).

وفي السيرة الحلبية، عن علي، كرم الله وجهه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوصى أن لا يغسله أحد غيري، وقال: لا يرى أحد عورتي، إلا طمست عيناه، غيرك (2).

وعن علي رضي الله عنه: لما غسلت النبي صلى الله عليه وسلم، اجتمع ماء في حقويه، فرفعته بلساني، وازدرته، فأورثني ذلك قوة حفظي (3).

وفي سيرة ابن هشام: وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال أوس بن خولي بن أبي طالب: يا علي، أنشدك الله، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أنزل، فنزل مع القوم (4).

ويقول سيدنا الإمام علي - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - في إحدى خطبه:

(ولقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفي، فأمررتها على وجهي، ولقد وليت غسله صلى الله عليه وسلم، والملائكة أعواني، فضجت الدار والأفنية، ملأ يهبط، وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هينمة منهم، يصلون

____________

(1) أنساب الأشراف 1 / 577.

(2) السيرة الحلبية 3 / 476.

(3) السيرة الحلبية 3 / 476.

(4) سيرة ابن هشام 4 / 494 (ط دار التراث العربي - تحقيق أحمد حجازي السقا).


الصفحة 365
عليه، حتى واريناه في ضريحه، فمن ذا أحق به مني حيا وميتا) (1).

وفي الرياض النضرة: قال ابن إسحاق: لما غسل النبي صلى الله عليه وسلم، علي، أسنده إلى صدره، وعليه قميصه يدلكه به من ورائه، ولا يفضي بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: بأبي أنت وأمي، ما أطيبك حيا وميتا، ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم، شئ يرى من الميت، وكان العباس والفضل وقثم يساعدون عليا في تقلب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أسامة بن زيد وشقران يصبان الماء عليه (2).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net