متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
6 - آية السجدة 18
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

6 - آية السجدة 18:

قال الله تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون).

قال السيوطي في الدر المنثور: أخرج الواحدي وابن عدي وأبو الفرج الأصفهاني وابن مردويه والخطيب وابن عساكر، عن ابن عباس أنه قال: قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه: أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا، وأملأ للكتيبة منك، قال له علي رضي الله عنه: أسكت يا فاسق، فنزلت الآية (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)، يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد.

وأخرج ابن إسحاق وابن جرير، عن عطاء بن يسار قال: نزلت في المدينة في علي بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، كان بين علي والوليد كلام، فقال الوليد: أنا أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأورد منك

____________

(1) تفسير ابن كثير 2 / 776، وانظر تفسير الآية في التفسير الكبير للفخر الرازي.

الصفحة 397
للكتيبة، فقال علي، رضي الله عنه: أسكت يا فاسق، فنزلت الآية.

وأخرج ابن أبي خاتم عن عبد الرحمن أبي ليلى قال: إن آية (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) - نزلت في علي بن أبي طالب، والوليد بن عقبة (1).

وروى الطبري في تفسيره في قول الله تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) بسنده عن عطاء بن يسار قال: نزلت في المدينة في علي بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، كان بين الوليد وبين علي عليه السلام كلام، فقال الوليد: أنا أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، أورد منك للكتيبة، فقال علي عليه السلام: أسكت فإنك فاسق، فأنزل الله فيهما (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كان يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها * وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) (2).

وفي تفسير القرطبي: قال ابن عباس، وعطاء بن يسار: نزلت الآية في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وذلك أنهما تلاحيا، فقال له الوليد: أنا أبسط منك لسانا، وأحد سنانا، وأورد للكتيبة - وروى أملأ للكتيبة - جسدا، فقال له علي: أسكت، فإنك فاسق، فنزلت الآية.

وذكر الزجاج والنحاس: أنها نزلت في علي وعقبة بن معيط، قال ابن عطية: وعلى هذا يلزم أن تكون الآية مكية، لأن عقبة لم يكن بالمدينة، وإنما قتل في طريق مكة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بدر.

____________

(1) أنظر (محمد بيومي مهران: الإمام علي بن أبي طالب 2 / 266 - 267).

(2) سورة السجدة: آية 18 - 20، تفسير الطبري 21 / 68.

الصفحة 398
ويعترض القول الآخر بإطلاق اسم الفسق على الوليد، وذلك يحتمل أن يكون في صدر إسلام الوليد لشئ كان في نفسه، أو لما روي من نقله عن نبي المصطلق ما لم يكن، حتى نزلت فيه (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) ويحتمل أن تطلق الشريعة ذلك، لأنه كان على طرف مما يبغي، وهو الذي شرب الخمر في زمن عثمان رضي الله عنه، وصلى الصبح بالناس، ثم التفت وقال: أتريدون أن أزيدكم؟ ونحو هذا مما يطول ذكره (1).

وفي تفسير ابن كثير: عن عطاء بن يسار، والسدي وغيرهما: أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط (2).

وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله تعالى:

(أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا)، قال: أما المؤمن فعلي بن أبي طالب عليه السلام، وأما الفاسق فعقبة بن أبي معيط، وذلك لأسباب كان بينهما، فأنزل الله ذلك (3).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن ابن عباس: أن الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالب: ألست أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأملأ منك حشوا؟ فأنزل الله تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) (4).

وروى الواحدي في أسباب النزول أنها نزلت في علي بن أبي طالب بن عقبة، روى بسنده عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط، لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه: أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا، وأملأ للكتيبة منك،

____________

(1) تفسير القرطبي ص 5187 - 5188.

(2) تفسير ابن كثير 3 / 736.

(3) فضائل الخمسة من الصحاح الستة 2 / 629.

(4) تاريخ بغداد 13 / 321.

الصفحة 399
فقال له علي: أسكت فإنما أنت فاسق، فنزل (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)، قال: يعني بالمؤمن عليا، وبالفاسق الوليد بن عقبة (1).

وفي الرياض النضرة (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) - الآية، قال ابن عباس: نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط، لأشياء بينهما - أخرجه الحافظ السلفي.

وعن ابن عباس: أن الوليد قال لعلي: أنا أحد منك سنانا، وأبسط لسانا، وأملأ للكتيبة، فقال له علي: أسكت فإنما كأنت فاسق - وفي رواية: أنت فاسق، تقول الكذب - فأنزل الله ذلك، تصديقا لعلي.

قال قتادة: لا والله ما استووا في الدنيا، ولا عند الله ولا في الآخرة، ثم أخبر عن منازل الفريقين، فقال تعالى: (أما الذين آمنوا...) الآية (2).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net