متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
زينب الكبرى عليها السلام
الكتاب : أشعار النساء المؤمنات    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر

( 30 )
زينب الكبرى

بنت أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي بن أبي طالب سلام الله عليه .
اُمها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، الطهر الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت فخر الاُمة وسيدها ونبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وهي الصديقة الصغرى ، عقيلة بني هاشم ، العالمة غير المعلمة ، والفهمة غير المفهمة ، عاقلة لبيبة جزلة ، وكانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضى وامها الزهراء سلام الله عليها . وامتازت بمحاسنها الكثيرة ، وأوصافها الجليلة ، وخصالها الحميدة ومفاخرها البارزة ، وفضائلها الطاهرة .
ولدت سلام الله عليها قبل وفاة جدها صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين ، وتزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر ، فولدت له محمداً وعلياً وعباساًً واُم كلثوم وعوناً .
حدثت عن اُمها فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، وأسماء بنت عميس ، وروى عنها محمد بن عمرو ، وعطاء بن السائب ، وفاطمة بنت الحسين عليه السلام ، وجابر بن عبد الله الانصاري ، وعباد العامري .
عرفت سلام الله عليها بكثرة العبادة والتهجد ، شأنها في ذلك شأن أبيها وامها وجدها ، وشأن أهل البيت جميعاً عليهم السلام . وينقل عن الإمام زين العابدين عليه السلام قوله : « ما رأيت عمتي تصلي الليل من جلوس إلا ليلة الحادي عشر » . أي أنها سلام الله عليها ما تركت تهجدها وعبادتها المستحبة حتى


( 121 )

في تلك الليلة الحزينة التي فقدت فيها الأعزة والأحبة ، ولاقت ما لاقت في ذلك اليوم من مصائب . حتى أن الحسين عليه السلام عندما ودع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها : « يا اُختاه لا تنسيني في نافلة الليل » .
ولسنا بصدد ترجمة حياة السيدة زينب سلام الله عليها ، فإن ذلك خارج عن هدف وضع هذا الكتيب ، ويتطلب تأليف كتاب مستقل كما فعل غير واحد من الكتّاب . بل عرفنا بها سلام الله عليها طبقاً للمنهج الذي سرنا عليه ، وهو ايراد تعريف بسيط للشاعرة التي نوردها هنا .
وللعقيلة سلام الله عليها شأن أسمى من الشعر وأرفع من الأدب فهي العالمة غير المعلمة ، والتي تفسر القرآن الكريم لجماعة النسوة ، ولها مجلس خاص لتعليم الفقه . لكن مأساة كربلاء وما تلاها من مشاهد الحزن والأسى جعلتها تنفس عن آلامها برثاء أخيها الشهيد ، ولعلها كانت تستهدف بهذه المراثي غاية أهم من الرثاء ، وهي تعرية الظالمين والنيل منهم والتحريض عليهم .
قالت سلام الله عليها لما رأت رأس الحسين عليه السلام :

يا هلالاً لما استتم كمــالا * غاله خسفه فأبدى غروبــا
ما توهمت يا شقيـق فؤادي * كان هذا مقدراً مكتوبـا (1)

ولها عليها السلام في رثائه عليه السلام :

على الطــف السلام وساكنيه * وروح الله في تـلـك القبـاب
نفوس قدست في الأرض قدسا * وقد خلقت من النطف العـذاب
مضاجـع فتيـة عبدوا فناموا * هجوداً في الفدافـد والروابـي

____________
(1) زينب الكبرى : 110 .
( 122 )

علتهــم في مضاجعهـم كعـاب * بــاردان منـعـمـة رطــاب
وصيرت القبـور لهـم قصــورا * مناخـاً ذات أفنيـة رحــاب (1)

وقالت بعد خطبتها المشهورة في الكوفة :

ماذا تقولــون إذ قـال النبي لكم * ماذا صنعتــم وأنتم آخـر الاُمـم
بأهـل بيتي وأولادي وتكرمتــي * منهم اُسارى ومنهم ضرجوا بــدم
ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمـي
إني لأخشى عليكم أن يحل بكــم * مثل العذاب الذي أودى على إرم (2)

وقد نسبت مثل هذه الأبيات إلى احدى بنات عقيل بن أبي طالب .
وقالت سلام الله عليها بعد أن رأت رأس الحسين عليه السلام :

اتشهرونــا في البريــة عنوة * ووالدنــا أوحى إليــه جليــل
كفرتــم برب العرش ثم نبيـه * كأن لم يجئكم في الزمان رســول

____________
(1) أدب الطف 1 : 236 .
(2) أدب الطف 1 : 236 .

( 123 )

لحاكــم إله العرش يا شر أمة * لكم في لظى يوم المعاد عويل (1)

***
____________
الاحتجاج 2 : 31 .
( 124 )


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net