متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الشبهة الرابعة
الكتاب : ظلامة الزهراء عليها السلام في روايات أهل السنة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

الشبهة الرابعة

 

قال الدمشقية: روى ابن خذابة في كتابه >الغدر< عن زيد بن أسلم، قال: كنت من حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي وأصحابه من البيعة، فقال عمر لفاطمة: أخرجي كل من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه!

قال: وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي (ص).

فقالت فاطمة: أفتحرق علي ولدي!!

فقال عمر: إي والله، أو ليخرجنّ وليبايعنّ!!

لم يتمكن طارح هذه الشبهات من ضبط اسم المنقول عنه، ولا ضبط اسم كتابه.

فهذا المؤلف مختلف في ضبط اسمه فمنهم من ضبطه باسم (ابن خنزابة) ومنهم باسم (ابن خذابة) ومنهم (خرذابة) ومنهم (ابن جيرانه) ومنهم (ابن خيرانة) ورجّح محقق البحار أنه ابن (خنزابة).

ولكن ضبطه الزركلي في (الأعلام2/126) باسم (ابن حنزابة جعفر بن الفضل بن جعفر) توفي (391 هـ).

أما كتابه فهو كتاب الغرر وليس كتاب الغدر. (28/339). ومنهم من ضبطه باسم (العذر).

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدليل عند الرافضة يقوم بوجود ذكر للرواية في أي كتاب كان.

 

جواب الشبهة:

أولاً: أما قولكم: إن اسم الكتاب هو (الغدر أو العذر)، فهذا كلام باطل لم يذكره علماء الشيعة إطلاقاً، بل عندما يتعرضون لهذه الرواية يقولون (ابن خنزابة في غرره)  وعلى القارئ المراجعة.

ثم إن الاختلاف في الاسم وارد، وكثير ما يقع، لوجود التصحيف وأخطاء الطباعة للفارق الزمني، وهذا ما نجده في كثير من الأسماء فراجع الذهبي في سير أعلام النبلاء للذهبي، وكذلك المزي في تهذيب الكمال فعندما يضبطون للرجل المترجم له، يذكرون الاحتمالات لاسمه مثلاً: (قيل: اسمه كذا أو المعروف بكذا، والصحيح اسمه كذا)، ومع ذلك فهذا لا يضر بعد ضبط الزركلي له، باسم (ابن حنزابة جعفر بن الفضل بن جعفر) توفي (391 هـ) الذي تقدمت الإشارة له من قبلكم.

وعليه فتحسم مسألة اسم الكتاب والمؤلف؛ لاسيما وأن الزركلي من أعلام السنة، وله باع كبير في هذا الباب.

 

ثانياً: وثاقة المؤلف الناقل للحديث من المسائل المهمة الموجبة للاطمئنان بصدق النقل كما تقدم مراراً.

 

ترجمة جعفر بن الفضل بن حنزابة

 قال الذهبي في تأريخه في ترجمته لـ(جعفر بن الفضل بن جعفر ابن حنزابة): >وقال السلفي: كان أبو الفضل بن حنزابة من الثقات الحفاظ المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث، مع جلالة ورئاسة. يروي ويملي بمصر في حال وزارته، ولا يختار على العلم وصحبة أهله شيئاً، وعندي من أماليه فوائد، ومن كلامه على الحديث وتصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه<([1]).

وقال عنه السمعاني في الأنساب: >أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات، الوزير المعروف بابن حنزابة البغدادي، أحد الحفاظ كان كثير السماع، حسن العقل، ذا رأي وشهامة، وله أنعام في حق أهل العلم<([2]).

وقال ابن الأثير الجزري في اللباب: >الوزير المعروف بابن حنزابة كان كثير السماع عظيم الرياسة محسناً إلى العلماء، ولي الأمر بمصر وقصده العلماء من كل ناحية، وبسببه سار الدارقطني الإمام إلى مصر<([3]).

فالرجل ثقة، ومن الحفاظ الكبار، حاد الفهم، موفور العلم، لذا قصده الدار القطني وروى عنه. فنقله للحديث يكون موثوقاً به معتمداً عليه.

 

ثالثاً: المروي عنه هو> زيد بن أسلم<: وهو القرشي العدوي، أبو أسامة، قال أبو عبد الله، المدني الفقيه، مولى عمر بن الخطاب.

روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

قال المزي في تهذيبه: >قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، وأبو زرعة، و أبو حاتم، و محمد بن سعد، والنسائي، و ابن خراش: ثقة.وقال يعقوب بن شيبة:  ثقة من أهل الفقه و العلم<([4]).

وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: >ثقة عالم< ([5])، وقال الذهبي في الكاشف: >الفقيه<([6]).

إذن بعد وثاقة المؤلف وضبط اسمه، وكذلك الكتاب، ووثاقة المروي عنه، ولاسيما أن الرجل كان مولى لعمر بن الخطاب كما تقدم، وعليه فالرواية معتمدة ولا غبار عليها.



([1]) الذهبي: تاريخ الإسلام، ج27 ص250، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي ـ بيروت، ط1، 1407هـ  وانظر: تذكرة الحافظ، ج3 ص1022، وسير أعلام النبلاء، ج16 ص485.

([2]) أبو سعد السمعاني: الأنساب، ج5 ص599، تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي، دار الجنان ـ بيروت، ط1، 1408هـ.

([3]) ابن الأثير: اللباب، ج3 ص364، دار صادر ـ بيروت.

([4]) المزي: تهذيب الكمال، ج10 ص17.

([5]) ابن حجر العسقلاني: تقريب التهذيب، ج1 ص326.

([6]) الذهبي: الكاشف، ج1 ص414.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net