متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
تعارض النحلة مع الإرث
الكتاب : ظلامة الزهراء عليها السلام في روايات أهل السنة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

تعارض النحلة مع الإرث

 

قد يرد تساؤل مفاده: أنكم تقولون أن فدكاً كانت نحلة للزهراء وفي نفس الوقت هناك نصوص تؤكد أنها إرثاً لها، فكيف الجمع بينهما؟

نقول: تقدمت النصوص الصريحة التي تؤكد أن فدك كانت نحلة للزهراء÷, وهذا بطبيعة الحال لا يتعارض أو يتقاطع مع كونها إرثاً لها، فكلا الأمرين ـ النحلة والإرث ـ هما حقها الشرعي والعقلي ولا مناص عنه، وذلك بالبيان التالي:

إنّ فدك كانت بيد الزهراء نحلة من أبيها، وبعد وفاته أخذت منها، وهذا واضح، فاحتجت الزهراء عليهم وجاءت بعلي× وأم أيمن كشاهدين لإرجاع الحق إلى أصحابه، ولكن رُفضت هذه الدعوة، كما هو معلوم؛ لذا جاء احتجاجها بالإرث لهذا الغرض، وهذه المطالبة مقبولة عقلاً وشرعاً، ولا مانع منه، ونقرّب ذلك بالمثال الافتراضي:

وهو أنك لو وهبت لولدك في حياتك، شيئاً ما، وأنت تعلم أنه سوف يقع نزاع في هذا الشيء الموهوب، فتقول له: خذه من الآن لتكون صاحب يد، وإن رفض القاضي تصديقك فخاصمه بالشهود، فإن مُنِع الشهود، من قبول هذه الدعوة، فخاصمه بالإرث من أبيك. وهذه القضية عقلائية ولا مانع منها.

روى القمي في تفسيره بسند صحيح، قال حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان عن أبي عبد الله$ قال: >لما بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك، فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله فجاءت فاطمة÷ إلى أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر منعتني عن ميراثي من رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك..<([1]).

وعثمان بن عيسى وإن كان فيه مقال، ولكن الخبر صحيح لنقله عن حماد أيضاً فيغني في الحكم بصحته، وهذا واضح.

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة:

>إن فاطمة÷ بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة<([2]).

إذن الزهراء سلام الله عليها طالبت بفدك كنحلة؛ ولكن في نفس الوقت طالبت بها كميراث بعد رفضهم لمطالبتها بعنوان النحلة.

فمما تقدم اتضح أن فدك كانت نحلة للزهراء وهبها لها رسول وهذا ما دلت النصوص الصحيحة عليه، وكذلك خطاباتها وكلمات أمير المؤمنين عليهم أفضل الصلاة والسلام.



([1]) علي بن إبراهيم القمي: تفسير القمي، ج2 ص155, الناشر: مكتبة الهدى.

([2]) صحيح البخاري، ج4 ص209, الناشر: دار الفكرـ  بيروت. وصحيح مسلم:ج5 ص153. الناشر: دار الفكرـ بيروت.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net