متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
المبحث الأول: شبهة ابن تيمية
الكتاب : ظلامة الزهراء عليها السلام في روايات أهل السنة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

المبحث الأول: شبهة ابن تيمية

ولكن هناك من أثار الغبار حول هذه الحقيقة وقلب الأمور ليكون علياً هو السبب في إغضاب فاطمة&، وبذلك يضيف ظلامة جديدة إلى ظلاماتها& التي تقدم الحديث عنها.

قال ابن تيمية الحراني في منهاج السنة:

>فسبب الحديث خطبة على رضي الله عنه لابنة أبي جهل، والسبب داخل في اللفظ قطعاً؛ إذ اللفظ الوارد على سبب لا يجوز إخراج سببه منه؛ بل السبب يجب دخوله بالاتفاق، وقد قال في الحديث يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها، ومعلوم قطعاً أن خطبة ابنة أبي جهل عليها رابها وآذاها، والنبي صلى الله عليه وسلم رابه ذلك وآذاه، فإن كان هذا وعيداً لاحقا بفاعله، لزم أن يلحق هذا الوعيد علي بن أبي طالب، وإن لم يكن وعيداً لاحقا بفاعله كان أبو بكر أبعد عن الوعيد من علي< ([1]).

جواب الشبهة

أولاً: ليس السبب هو خطبة بنت أبي جهل؛ بل السبب هو من أغضبها حتى لحقت بربها غير راضية عنه، كما قرأنا في أول البحث رواية صحيح البخاري:> فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت<([2]).         

ثانياً: نسلّم أن السبب لابد أن يكون داخلاً في اللفظ؛ ولكن السبب والعلة الحقيقية هو ما تقدم فلا نطيل.

ثالثاً: إن هذا الحديث باطل وموضوع من أساسه كما سيتضح, وعليه فلا يمكن أن تكون هناك مشابهة بين علي$ وأبي بكر، فلا يصل الكلام الى الوعيد المفروض؛ لأن علياً مع رسول الله@ في درجته.

قال عبد الله بن عمر>علي من أهل البيت لا يقاس بهم، علي مع رسول الله في درجته، إن الله يقول: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم} ففاطمة مع رسول الله في درجته وعلي معهما< ([3]).

وكذلك روى أبو نعيم في خصائص الوحي المبين عن علي$: >نحن أهل بيت لا نقاس بالناس< ([4]). 

ومن كان كذلك محال أن يتوعده رسول الله بأي نحو من إنحاء الوعيد.

وسيتضح الأمر أكثر في دلالات هذا الحديث ونكاراته في بحوث لاحقة إن شاء الله تعالى.

إذن فقياس أبي بكر بعلي $ باطل ولايمكن قبوله بحال. والآن نشرع في نقل حيثيات هذا الحديث وبيان طرقه وما ذكر من متابعات ومن تفرد به وبيان دلالاته ونكاراته. 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) ابن تيمية الحراني: منهاج السنة, ج4 ص 250، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، الناشر: مؤسسة قرطبة، ط 1- 1406 هـ.

([2]) البخاري: صحيح البخاري,ج4 ص 42.باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الى الإسلام والنبوة. الناشر: دار الفكر,ط، 1401هـ.

([3]) الحسكاني: شواهد التنزيل,ج2ص271, الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية – قم، ط 1, 1411هـ.

([4]) نفس المصدر: ج2ص272.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net