متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الروايات التي تثبت هذه الحقيقة
الكتاب : ظلامة الزهراء عليها السلام في روايات أهل السنة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

الروايات:

وإليك مجموعة من الروايات التي تثبت هذه الحقيقة: 

1- محمد بن إسماعيل البخاري (ت / 256) في صحيحه

>قال: حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال: فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة عليها السلام منها شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر<([1]).

2- مسلم النيسابوري(ت/261هـ) في صحيحه

>قال: أخبرنا حجين حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبى بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس.... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، قال: فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلّى عليها علي<([2]).

والروايات التي في الصحيح، لا تحتاج إلى ترجمة أسانيدها كما هو واضح فهي في غاية الصحة على مباني القوم.

وبنفس الطريق، عن (عائشة) ذكر هذه الرواية:

ابن حبان (ت/ 354هـ)

قال: >توفيت (عليها السلام) بعد أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) بستة أشهر وصلّى عليها علي ولم يؤذن بها أحداً، ودفنها ليلاً<([3]).

3- عبد الرزاق الصنعاني (ت/ 211هـ)

عن ابن جريج وعمرو بن دينار أن حسن بن محمد أخبره أن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دفنت بالليل، قال: فرّ بها عليٌّ من أبي بكر أن يصلّيَ عليها، كان بينهما شيء<([4]).

والرواية صحيحة السند، ورواتها موثقون وهم:

1- ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي.

روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

قال الذهبي: >أحد الأعلام<([5]).

وقال ابن حجر: >ثقة فقيه فاضل<([6]).

2- عمرو بن دينار أبو محمد الأثرم، قال ابن حجر >ثقة ثبت<([7]).

3- حسن بن محمد: على بن أبى طالب القرشي الهاشمي، أبو محمد المدني، و هو الحسن بن محمد ابن الحنفية.

روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

قال الذهبي: >قال عمرو بن دينار...و لم أر أحداً قط أعلم منه<([8]).

وقال ابن حجر: >ثقة فقيه<([9]). 

استفهام وتساؤل؟

هذه الرواية تشير بشكل واضح إلى أن أمير المؤمنين$ كان في حالة لا يحسد عليها بحيث تعبر الرواية بـ (فرَّ) وهو كناية عما يعانيه من الألم من القوم؛ بقرينة ذيل هذه الرواية (كان بينهما شيء) لذا قال: (فر بها) وهذا لا يعني أن علياً يخاف من القوم، فهو الكرار غير الفرار، وهم يعلمون بذلك علم اليقين، ولكن هو تعبير عن الرفض الايجابي للسلطة الحاكمة المتمثلة آنذاك.

4- محمد بن سعد (ت/230هـ)

روى هذه الحادثة بعدة طرق، قال:

>أخبرنا أنس بن عياض، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب قال: دفنت فاطمة ليلاً، دفنها علي.

أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري، حدّثنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن محمد بن عبد الله عن الزهري، قال: دُفنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً، ودفنها علي.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدّثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة أن علياً دفن فاطمة ليلاً.

أخبرنا عبيد الله بن موسى ووكيع قالا: حدّثنا إسرائيل، عن جابر، عن محمد بن علي قال: دفنت فاطمة ليلاً.

أخبرنا وكيع، عن موسى بن علي، عن بعض أصحابه أنّ فاطمة دفنت ليلاً.

أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحضري عن سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة أنّ عليّاً دفن فاطمة ليلاً.

أخبرنا محمد بن مصعب، حدّثنا الأوزاعي عن يحيى بن سعيد أن فاطمة دفنت ليلاً.

أخبرنا محمّد بن عمر، حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أنّ علياً صلى على فاطمة.

عن علي بن الحسين قال: سألت ابن عباس، متى دفنتم فاطمة؟

فقال: دفناها بليل بعد هدأة!

قال: قلت: فمن صلّى عليها؟

قال: علي.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا معمر عن الزهري عن عروة أنّ علياً صلّى على فاطمة<([10]).

سند الروايات 

أما سند هذه الروايات فيكفينا تعدد طرقها للوثوق بصحتها؛ وكذلك ما ورد ما يطابق هذا المعنى في روايات الصحاح المتقدمة، ولكن هناك من أشكل على دلالة هذه الروايات كما نرى ذلك من ابن حجر العسقلاني.

تعليق ابن حجر 

علق ابن حجر على الطرق التي رواها ابن سعد بكلام واهٍ، مبررا الواقعة بلا وجه مقبول، وللأسف أن هذا الدفاع يخلو من الطرح العلمي والموضوعي؛ بل نجد أن تحليله ينطلق من العصبية والعاطفة. وإليك قوله:

قال: >روى ابن سعد من عدة طرق أنها دفنت ليلاً وكان ذلك بوصية منها؛ لإرادة الزيادة في التستر، ولعله لم يعلم أبا بكر بموتها لأنه ظن أن ذلك لا يخفى عنه<([11]).

تعليق على التعليق

لنا وقفات مع ابن حجر:

الأولى: ان ابن حجر لم يعلق على الروايات جرحاً أو تعديلاً فهو مؤمن بصحتها.

الثانية: قوله: (بوصية منها) نتفق معه،ونختلف معه في قوله: (لإرادة الزيادة في التستر) فهذا لا يصدر من ابن حجر الفقيه المتبحر؛ لأنّ التستر من جهة العفة والطهارة واجب، وهذا لا كلام فيه، ولكن هذا الواجب محفوظ في حال الدفن نهاراً أيضاً.

أضف إلى ذلك أن الميت عندما يدفن  يرغب أن يشيع وأن يصلى عليه، وكثير من الأعمال التي أوصى بها رسول الله في حال الدفن زيادة في الثواب، فلماذا رفضت الزهراء هذه الأعمال.؟

ثم إننا لم نجد هذه السنة(سنة الدفن ليلاً لزيادة التستر) شائعة في ذلك الوقت، ولو كانت كذلك لأمر بها رسول الله، وهو العارف بدقائق الشريعة.

وقوله: (ولعله لم يعلم أبا بكر بموتها لأنه ظن [ أي الإمام ] أن ذلك لا يخفى عنه).

مردود بوصيتها له عليه السلام، وهو الأمين على حفظ الوصية.

والصحيح أنّ سرّ ذلك هو حرصها عليها السلام أن لا يشهداها ويصليا عليها لتبقى ظلامتها حجة عليهم إلى يوم القيامة، اليوم الذي لا يغادر صغيرة وكبيرة إلا أحصاها.

وهذا هو الجواب المنطقي والصحيح الذي يتماشى مع التحقيق العلمي لتفسير هذه الواقعة.

5- ابن أبي شيبة (ت/235هـ)

>حدثنا سفيان بن عينية عن عمرو ـ بن دينار ـ عن حسن بن محمد: أن فاطمة (عليها السلام) دفنت ليلاً.

وذكر طريقاً آخر، قال:حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة أن علياً (عليه السلام) دفن فاطمة (عليها السلام) ليلاً<([12]).

6- أبو نعيم الأصبهاني (ت/430هـ)

قال: >حدّثنا سليمان بن أحمد، عن أبي زرعة الدمشقي، عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: قالت: توفّيت فاطمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بستّة أشهر، ودفنها عليّ ليلاً.

وروى سفيان بن عيينة، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن بن محمد بن الحنفية: أن فاطمة& دفنت ليلاً<([13]).

اكتفي بهذه الروايات الكثيرة والمستفيضة والصحيحة سنداً ودلالة. وانتقل إلى آراء علمائهم في هذه المسألة.

 


([1]) صحيح البخاري،ج5ص82 باب غزوة خيبر. وفتح الباري، ابن حجر:ج7 ص378 وعمدة القاري للعيني ج 17ص258.

وخرج هذا الحديث: ابن سعد الطبقات الكبرى: ج 2ص315. أحمد في المسند: ج1 ص 6 -7، ابن شبة النميري تاريخ المدينة: ج1ص197. البيهقي في السنن: ج6 ص 300، الطبري في التاريخ: ج 3 ص 202وص 301،.  الطبراني في مسند الشاميين: ج4ص198،  ابن كثير في البداية والنهاية: ج5 ص285، الطحاوي في شرح مشكل الآثار:ج 1ص 137. المتقي الهندي في كنز العمال: ج 5 ص242, ابن حبان في صحيح ابن حبان:ج 14ص573.

([2]) صحيح مسلم، ج5 ص154.

([3]) ابن حبان: كتاب الثقات، ج3ص334.

([4]) عبد الرزاق الصنعاني: المصنف، ج3 ص521 ح 6554 و6555.

([5]) الكاشف، ج1 ص666.

([6]) تقريب التهذيب، ج1 ص363.

([7]) تقريب التهذيب، ج1 ص421.

([8]) الكاشف، ج1 ص329.

([9]) تقريب التهذيب، ج1 ص164. 

([10]) محمد بن سعد: الطبقات، ج8 ص28-30.

([11]) ابن حجر العسقلاني: فتح الباري، ج7 ص378.

([12]) ابن أبي شيبة: مصنف ابن أبي شيبة، ج3 ص 31 ح 11826 و11827، البلاذري: أنساب الأشراف، ج2 ص33.

([13]) الأصبهاني: حلية الأولياء، ج2 ص42، الطبراني: المعجم الكبير،ج22 ص398 ح 989 و 991.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net