متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الخاتمة
الكتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

الخاتمة

بعد هذه الرحلة الطويلة مع "شبابنا ومشاكلهم الروحية" نصل إلى خاتمة الكتاب، ونأمل أن يكون شبابنا المسلم قد استفاد مما قرأه من كلمات الكتاب التي ربما كانت بعضها مرهقة لتفكيره لاشتمالها على مطالب علمة ومباحث فلسفية وعرفانية قد لا يستطيع الشاب ان يهضمها ويستوعبها بسهولة، ولكن ليعلم شبابنا المسلم إننا كنا نرفض أن نعالج قضايا شبابنا المسلم ولاسيما قضاياه الروحية بالسطحية التي يرغب فيها الكثير من الناس، والتي لا يهمها أن تعالج المشكلة علاجاً حاسماً بقدر ما يهمها أن تقدم للآخرين أفكاراً تدغدغ عواطفهم وتثير مشاعرهم وربما كانت سبباً في تجذير المشكلة وتعميق أبعادها.

نعم... لقد ابتعدنا باختيارنا عن مثل هذا النوع من المعالجات التبسيطية للقضايا والمشاكل، وحاولنا أن نخلص لشبابنا النصيحة بدراستنا لمشاكلهم الروحية دراسة موضوعية تستقطب جميع أبعاد المشكلة وجوانبها المختلفة، وإن كان ذلك يستدعي من الشاب الذي يقرء الكتاب مزيداً من التوجه والانتباه، وكان عذرنا الوحيد في ذلك اننا نريد أن نكون مخلصين في ما نقدمه للشباب من كلمات ومعالجات وتوجيهات، ولقد نصح أمير المؤمنين (ع) ابنه الحسن فقال: "أي بني، إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم، وفكرت في أخبارهم، وسرت في آثارهم، حتى عدت كأحدهم، بل كأني بما أنتهي إلى من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، ونفعه من ضره، فاستخلصت لك من كل أمر نخيله (النخيل: المختار المصفى).، وتوخيت (توخيت: أي تحريت). لك جميله، وصرفت عنك مجهوله". (نهج البلاغة، باب الرسائل، رقم 31).

وهكذا أردنا من كتابنا هذا أن يتمثل في ما طرحه وصية أمير المؤمنين (ع) فيقدم للشاب المسلم الرأي النافع والكلمة الواعية فيحببها إليه ويحثه عليهما، ويحذره من الوقوع في المطبات التي تستهلك شبابه وقدراته فيما لا ينفعه ولا يعود على امته بالمصلحة.

وهذه المحاولة في معالجة مشاكل الشباب الروحية التي جسدتها كلمات هذا الكتاب لانزعم أنها متكاملة وتامة، وما كنا نرجوه من ورائها هو فتح الباب لعلمائنا ومفكرينا وكتابنا من أجل أن يتوجهوا إلى شبابهم المسلم ويعتنوا بقضاياهم ومشاكلهم المختلفة، ويفكروا بصورة جدية في واقع الشباب وما يكتنف هذا الواقع من إثارات يواجهها الشباب المسلم على مختلف المستويات. ونأمل أن تكون هذه الكلمات حافزاً ومشجعاً للآخرين على دراسة ومعالجة بقية مشاكل الشباب التي لم نوفق لطرحها وإثارتها في هذا الكتاب من أجل أن تبقى قضايا شبابنا المسلم تحتل الصدراة والأولوية في تفكيرنا وتوجيهاتنا.

ونحن نأمل أن يكون هذا الكتاب قد بصر الشاب المسلم بموقعه الحقيقي الذي ينبغي أن يتخذه في النهضة الجديدة للإسلام التي يشهدها عصرنا الراهن، وأن يدرك أن أمته الإسلامية الكبيرة تعقد آمالها وطموحاتها في مستقبل مزهر ومشرق عليه وعلى غيره من شباب عالمنا الإسلامي، ومازالت أمتنا الإسلامية تنظر إلى شبابها المسلم الملتزم وترى فيه الأيدي الأمينة التي لا يستطيع غيرها أن يحقق للأمة نهضتها المرجوة. ولن يستطيع شبابنا المسلم أن يحققوا هذا الأمل إلا إذا تمكنوا من تجسيد الإسلام الأصيل في كل حياتهم وقدموا للبشرية النماذج الإنسانية الصالحة والمتكاملة في سعيها العملي، والبعيدة كل البعد عن كل مظاهر الاختلال في الفكر والسلوك.

وآخر كلمة نقولها لشبابنا المسلم: انكم أيها الشباب ملك لله وللإسلام وللأمة فلا يحق لكم أن تفرطوا في عمركم الشريف ولا أن تضيعوا ولا لحظة واحدة في غير ما يخدم دينكم ويرضى ربكم ويعلى شأن امتكم الإسلامية.

والحمد لله رب العالمين وسلام على عباده الصالحين.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net