متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
تشرف الشريف عمر بن حمزة بلقائه (ع)
الكتاب : أروع القصص في من رأى المهدي عليه السلام    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

 

الحكاية التاسعة
تشرف الشريف عمر بن حمزة بلقائه (ع)

 

قال الشيخ الجليل والأمير الزاهد ورام بن أبي فراس في آخر المجلد الثاني في كتاب (تنبيه الخاطر) حدثني السيد الجليل الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني عن علي بن علي بن نما: قال حدثنا الحسن بن علي بن حمزة الاقساسي في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدائني العلوي قال: 

كان بالكوفة شيخ قصار وكان موسوماً بالزهد منخرطاً في سلك السياحة متبتلاً للعبادة مقتفياً للآثار الصالحة فاتفق يوماً أنني كنت بمجلس والدي وكان هذا الشيخ يحدثه وهو مقبل عليه.

قال الشيخ: كنت ذات ليلة بمسجد جعفي وهو مسجد قديم في ظاهر الكوفة وقد انتصف الليل وأنا بمفردي فيه للخلوة والعبادة إذ أقبل على ثلاثة أشخاص فدخلوا المسجد فلما توسطوا صرحته جلس أحدهم ثم مسح الأرض بيده يمنة ويسرة فخضخض الماء ونبع فأسبغ الوضوء منه ثم أشار إلى الشخصين الآخرين بإسباغ الضوء فتوضأ ثم تقدم فصلى بهما إماماً فصليت معهم مؤتماً به. فلما سلم وقضى صلاته بهرني حاله واستعظمت فعله من أنباع الماء فسألت الشخص الذي كان منهما على يميني عن الرجل فقلت له: من هذا؟ فقال لي هذا صاحب الأمر ولد الحسن (ع) فدنوت منه وقبلت يديه، وقلت له يا ابن رسول ما تقول في الشريف عمر بن حمزة هل هو على الحق؟ فقال: لا وربما اهتدى إلا أنه لا يموت حتى يراني.

قال فاستطرفنا هذا الحديث من الشيخ فمضت برهة طويلة فتوفي الشريف عمر ولم سمع أنه لقيه فلما اجتمعت بالشيخ الزاهد أذكرته بالحكاية التي كان ذكرها وقلت له مثل الراد عليه: ألست كنت ذكرت أن هذا الشريف لا يموت حتى يرى صاحب الأمر الذي أشرت إلية؟ فقال لي: ومن أين عملت أنه لم يراه؟

ثم إنني اجتمعت فيما بعد بالشريف بي المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة وتفاوضنا أحاديث والده فقال إنا كنا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي وهو في مرضه الذي مات فيه وقد سقطت قوته وخفت صوته والأبواب مغلقة علينا إذ دخل علينا شخصاً هبناه واستطرفنا دخوله وذهلنا عن سؤاله فجلس إلى جنب والدي وجعل يحدثه ملياً ووالدي يبكي ثم نهض.

فلما غاب عن أعيننا تحامل والدي وقال أجلسوني فأجلسناه وفتح عينيه وقال: أين الشخص الذي كان عندي؟ فقلنا خرج من حيث أتى فقال أطلبوه فذهبنا في أثره فوجدنا الأبواب مغلقة ولم نجد له أثراً فعدنا إليه فأخبرناه بحاله وأنا لم نجده وسألناه عنه فقال هذا صاحب الأمر ثم عاد إلى ثقله في المرض وأغمي عليه.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net