متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
كيف يتم التعامل مع الابناء؟
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

كيف يتم التعامل مع الابناء؟

إنّ المربي الإسلامي يلزم الوالدين بثلاث أنواع من أساليب التعامل موزعة على مراحل ثلاث من حياة الأبناء... وينبغي للوالدين معرفة وتوفير حاجات الأبناء في كل مرحلة. وهي باختصار كالآتي:

مراحل تربية الأبناء في المنظور الإسلامي:

1 ـ المرحلة الأولى وتمتد من عمر 1 ـ 7 سنوات.

2 ـ المرحلة الثانية وتمتد من عمر 7 ـ 14 سنة.

3 ـ المرحلة الثالثة وتمتد من عمر 14 ـ 21 سنة.

المرحلة الأولى

وفي المرحلة الأولى ينبغى من الوالدين التعامل مع الطفل على أساس حاجته التي تتميّز بـ:

1 ـ اللعب.

2 ـ السيادة.

وكما جاء في النصوص الشريفة، عن النّبيّ(ص):

(الولد سيّد سبع سنين...). (بحار الأنوار/ ج104)

وعن الصادق(ع):

(دع ابنك يلعب سبع سنين...). (بحار الأنوار/ ج104)

وعن الصادق(ع) أيضاً:

(اهمل صبيّك تأتي عليه ست سنين..).

ولعب الطفل التي تتحدّث عنه الرواية تعنى عدم إلزامه بالعمل فيما يتعلّم من والديه... وسيادته تعنى قبول أوامره دون الأئتمار بما يطلبه الوالدان... أمّا اهماله فهو النهي عن عقوبته... فهذه المرحلة تكون نفسيه الطفل بيد والديه كالأرض الخصبة بيد الفلاّح تتلقّف كل ما يبذر فيها من خير أو شرّ.

(قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته).

وسوف نتحدّث عن هذه المرحلة لأهمّيتها بتفصيل أكثر فيما بعد.

المرحلة الثانية

والمرحلة الثانية من عمر الطفل يجدر بالوالدين التعامل مع الطفل على أساس:

1 ـ عبودية الطفل.

2 ـ ادب الطفل.

فقد جاء في النصوص الشريفة:

عن النّبي(ص):

(الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين...).

وعن الصادق(ع):

(دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدّب سبعاً...).

وعنه أيضاً:

(اهمل صبيّك تأتي عليه ست سنين، ثمّ أدّبه في ست سنين).

وعبوديّة الطفل تعني طاعة والديه فيما تعلّم منهم في المرحلة الأولى، وأدّبه تعني إلتزامه بالنظام وتحمّله للمسؤولية، وهذه المرحلة بالنسبة للوالدين تشبه عند الفلاّح وقت نمو الزرع الذي بذره وظهور الثمر.

المرحلة الثالثة

والمرحلة الثالثة تختلف عن الثانية في أنّ الأبناء أصبحوا في المستوى الذي يؤهّلهم لإتّخاذ مناصبهم في الأسرة... فالولد (ذكر أو أنثى) في هذه المرحلة:

1 ـ وزير لوالديه.

مستشار لهم.

فقد جاء في الحديث الشريف، عن النّبي(ص):

(الولد سيّد سبع سنين وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين).

وعن الصادق(ع):

(دع ابنك يلعب سبع سنين ويؤدّب سبعاً، والزمه نفسك سبع سنين فإن أفلح وإلاّ فإنّه لا خير فيه).

وعنه أيضاً(ع):

(اهمل صبيّك تأتي عليه ست سنين ثمّ أدّبه في الكتاب ست سنين، ثمّ ضمّه إليك سبع سنين فأدّبه بأدبك فإن قبل وصلح وإلاّ فخلّ عنه).

ففي هذه المرحلة يكون الولد(ذكراً أو أنثى) كالنّبات الذي حان وقت قطف ثماره... فهو وزير لوالديه كالثمر للفلاّح، ووزير الملك الذي يحمل ثقله ويعينه برأيه.

(مجمع البحرين مادة وزر)

ولقد دعاء موسى(ع) ربّه أن يكون له وزير في مهمّته الصعبة:

(واجعل لي وزيراً من أهلي). (طه/29)

ثمّ إنّ الزام الوالدين للولد في هذه المرحلة وضمّه إليهما كما جاء في النصوص الشريفة تعني كونه مستشاراً لهم، الأمر الذي يفترض قربه ودنوّه من والديه... أمّا إن كان الود (ذكراً أو أنثى) في هذه المرحلة غير مؤهّل لهذا المنصب في الوزارة والإستشارة... فهذا يرجع إلى سوء التعامل معه في الصغر... فعدم جودة الثمرة يرجع إلى البذرة لا إلى التربة الخصبة، كذلك نفسيّة الطفل التي تنبت ما بذر فيها... ولا علاج لهذه الثمرة الرديئة ولا ينفع الأدب معها، وهو ما تشير إليه الرواية (فخلّ سبيله) أو (فإنه لا خير فيه).

وفي هذا الكتاب نستعرض حياة الطفل للمرحلة الأولى والثانية... تاركين المرحلة الثالثة إلى فرصة أخرى... حيث نشير من خلال أسئلة الأمّهات إلى التعامل الصحيح أو الخاطئ مع الطفل.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net