متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
هل تجب المساواة بين الأبناء ؟، المقارنة بين الأبناء
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

هل تجب المساواة بين الأبناء؟

إنّ التربية الإسلامية ترفض من الأبوين الإهتمام بطفل مقابل تجاهلهم الآخر... ولكن لا بأس بالإهتمام بواحد أكثر من الأبناء الآخرين مع عدم تجاهل أحد منهم... والقرآن الكريم حين يتعرّض إلى قصّة يوسف وإخوته الذين حقدوا عليه وألقوه في البئر، يقرّ أنّ نبيّ الله يعقوب كان يهتم ويحبّ جميع أبنائه ولكنّه يخصّ يوسف بنصيب أكبر لما يجد فيه من خير يفوق إخوته... تقول الآية الكريمة عن لسان إخوة يوسف:

(إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منّا) (يوسف/8).

ولم يقل إخوة يوسف إنّ أباهم ينفرد بحبّ يوسف دونهم، لأنّ تفضيل الوالدين لطفل على آخر ـ مع عدم تجاهل أي أحد من الأبناء ـ يدفع بالجميع إلى منافسة الطفل الذي اختص بالعناية في الميزة الي لأجلها اكتسب الأفضلية في قلب والديه... وتجعل الأبناء في حلبة السباق إلى فعل الخير.

ويجدر بالآباء أن يمتلكوا الحكمة في الميزة التي بها يتمّ التفضيل بين الأبناء... حيث تكون للمعاني الحقيقية مثل الإستجابة لفعل الخير والبرّ بالآخرين وامتلاك صفة الكرم والصبر على الأذى... فمن الصحيح أن يغدق الوالدان الحبّ لطفل أهدى لعبته المحبّبة لآخر مستضعف قبال إخوته الذين يحرصون على أشيائهم... إنّ هذا التفضيل يدفعهم إلى منافسته في هذا الفعل... طبعاً التربية الإسلامية لا تشترط التفضيل، بل تراه صحيحاً... فعن أحد الرواة قال:

سألت أبا الحسن(ع) عن الرجل يكون له بنون، أيفضّل أحدهم على الآخر؟ قال(ع): (نعم لا بأس به قد كان أبي عليه السّلام يفضّلني على عبد الله). (من لا يحضره الفقيه/ ج3)

إنّ بعض الأمّهات حين يفضّلن طفلاً على آخر لإمتلاكه صفة الجمال أو لأنّه ذكر، فإن هذا النوع من التفضيل خطأ في المنظور الإسلامي، ذلك لأنّ الجمال أو الذكورة أو غيرها من المعاني لا يمكن التسابق فيها... فلا يملك الطفل القدرة على أن يكون أجمل من أخيه الذي اكتسب الحظوة عند أبيه... وعندها لا يكون أمام الطفل إلاّ منفذ واحد للخروج من أزمته النفسية وهو الغيرة والحقد على من حوله في الأسرة والمجتمع... فعن مولى المتّقين علي(ع) إنّه قال:

"ما سألت ربيّ أولاداً نضر الوجه، ولا سألته ولداً حسن القامة، ولكن سالت ربيّ أولاداً مطيعين لله وجلين منه، حتّى إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرّت عيني". (البحار/ ج104)

المقارنة بين الأبناء

أنّ استخدام الوالدين المقارنة بين الأبناء اسلوب مزعج لهم... فكما أنّ الزوجة تنزعج حين يطلب الزوج منها أن تكون مثل الجارة ماهرة في إعداد طبق الحلوى... أو يزعجها أيضاً تعنيفه لها رافضاً منها أن تكون مثل الجارة مهملة في ترتيب البيت... إضافة إلى الآثار الجانبية الأخرى من انكماشها وعدم ارتياحها من الطرف الآخر المقارن معها... والطفل كذلك نفسيّته مثل الكبير، فكما أنّ المقارنة تزعج الأم وكذلك الأب، فهي تزعجه هو أيضاً مع حالة من التوتّر تصيبه مقابل أخيه المقارن معه... لذا ينبغي على الوالدين عدم استعمال المقارنة بين الأبناء بالمديح أو الذم... مثل أن تقول الأم لصغيرها لماذا لا تكون مثل أخيك الذي يحافظ على ملابسه دوماً، أو لا تبكِ وتكون مزعجاً مثل أخيك.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net