متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
كيف نعالج الغيرة عند الابناء ؟: الإهتمام بالطفل الوليد ، إشعار الطفل بأنّه كبير ، لا تقولي له لا تفعل مثل الصغار ، إعطاؤه جملة من الإمتيازات ، إرفضي إيذاءه واقبلي مشاعره ، الشجار بين الأخوة
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

كيف نعالج الغيرة عند الابناء؟

إن معرفة الداء نصف الدواء، كما يقول الحكماء... ولذا فمعرفة أسباب الغيرة تنفعنا كثيراً في العلاج حين نتوقّى العوامل المسبّبة للمرض... إضافة إلى أنّ أهم علاج للغيرة يتركّز في إشباع الأبناء حاجتهم للحبّ والحنان مع الإهتمام بوجودهم... وهي نفس الأسباب التي تدفعهم للعناد وعدم طاعة الوالدين... فالغيرة والعناد قرينان حين يوجد أحدهما تجدالآخر... وهي نتاج للعناد... ففي بادئ الأمر يكون الطفل معانداً لأسباب مرّت معنا... فإذا لم يتم علاجه، يتفاقم الأمر عليه ويصاب بمرض الغيرة... فلا ينسى الوالدان أن يسمّعاه كلمات الحبِّ والإطراء والتقدير والمديح والإهتمام بوجوده.

الإهتمام بالطفل الوليد

وقد تثير الأم الحديثة العهد بالولادة سؤالاً حول إمكانية توزيع الإهتمام على كل الأبناء في وقت يأخذ الرضيع كل اهتمام الأم ووقتها نحن ننصح مثل هذه الأم التي حين تهتم برضيعها، يقف الأكبر ينظر متأّلماً من الزائر الجديد الذي عزله عن والديه... أن تعالج الموضوع كما يلي:

علاج الغيرة من الوليد الجديد:

1 ـ إشعار الطفل بأنّه كبير.

2 ـ لا تقولي له: لا تفعل كذا مثل الصغار.

3 ـ إعطاؤه جملة من الإمتيازات.

4 ـ إرفضي إيذاءه واقبلي مشاعره.

إشعار الطفل بأنّه كبير

إنّ الأم وهي ترضع صغيرها بإمكانها أن تتحدّث مع الكبير قائلة: كم أتمنّى أن يكبر أخوك ويصبح مثلك يأكل وحده وله أسنان يمضغ بها ويمشي مثلك و.. و.. حتى أرتاح من رضاعته وتغييّر فوطته كالكبار، ولكنّه مسكين لا يتمكّن من تناول الطعام أو السيطرة على معدته.

وتقول لطفلها الأكبر حين يبكي الرضيع وتهرع إليه، نعم جئنا إليك فلا داعي للبكاء... إنّ أخاك سوف يعلّمك أن تقول إنّي جوعان بدل الصراخ والضجيج.

وبهذه الكلمات وغيرها من التصرُّفات يمكن إشعاره بأنّه كبير، والصغير يحتاج إلى هذه الرعاية.

لا تقولي له لا تفعل مثل الصغار

وحتى نجنّبه الغيرة من الرضيع يحسن بالأم أن لا تقول للطفل الكبير لا تبكِ مثل أخيك الصغير... أو لا تجلس في حضني مثل الصغار... أو لا تشرب من زجاجة الحليب العائدة لأخيك الصغير.

بل تقول له:

هذه اللعبة لك لأنّك كبير والحضن للصغار.

هذا الصحن لك لأنّك كبير وزجاجة الحليب لأخيك لأنّه صغير.

إعطاؤه جملة من الإمتيازات

لابدّ من إشعار الطفل بأنّه كبير وإنّ الإهتمام بالصغير لعجزه وعدم مقدرته... إضافة إلى إعطائه جملة من الإمتيازات لأنّه كبير... فلا يصح الإهتمام بالوليد دون أن يحصل هو على إمتيازات الكبار... ولا بدّ من الحرص على إعطائه بعض الأشياء لأنّه كبير، مثل أن تخصّيه بقطعة من الحلوى مع القول له: هذه لك لأنّك كبير، ولا نعطيها لأخيك لأنّه صغير... وهذه اللعبة الجميلة لك لأنّك كبير، أمّا هذه الصغيرة فهي للصغير... وكذلك يجب الحذر من إعطائه لعبة بعنوان انّها هدية له من أخيه الوليد... لأنّ هذا التصرّف يوحي له بالعجز عن تقديم هدية لأخيه مثلما فعل الأصغر منه... وتزيد غيرته منه.

إرفضي إيذاءه واقبلي مشاعره

لابدّ أن تمنعى بحزم محاولة الطفل الكبير إيذاء أخيه الصغير بأن يرفع يده ليهوى بها عليه... بأن تمسكي يديه أو الحاجة التي يحملها لضربه... ومع ذلك إمسكيه وأحضنيه بعطف واحمليه بعيداً عن أخيه... لأنّ الطفل بالحقيقة لا يريد إيذاء أخيه، ولكن سوء تعامل الوالدين واهتمامهم بالرضيع دونه دفعه إلى هذا الفعل... لذا ينبغي على الأم أن تمنع الأذى وتقبل مشاعره الغاضبة عنده لأنّه لا يملك القدرة على التحكّم بها.

الشجار بين الأخوة

أما الخصام بين الإخوة... فيمكن علاجه كالتالي:

علاج العراك بين الأخوة:

1 ـ عدم التدخّل في الخلافات.

2 ـ إذا نفذ صبرك فأوقفي النزاع دون الإستماع إلى أحد.

3 ـ لا تكوني مع أحد منهم وإن كان محقّاً.

4 ـ لا تجبري أحد الأبناء على مشاركة إخوته في اللعب.

يجدر بالوالدين عدم التدخلّ في الخلافات بين الأبناء... ما دام التدخّل لا فائدة مرجوّة منه بسبب الغيرة التي هي وقود النزاع بين الإخوة والتي تحتاج إلى علاج كما أسلفنا... هذا أن كانت الخلافات لا تتعدى الايذاء الشديد بأن يكسر أحدهما يد الآخر... أو يكون أحدهما ضعيفاً يتعرّض للضرب الشديد دون مقاومة... إنّ الأفضل في مثل هذه الحالة إيقاف النزاع... ولو إنّ عدم تدخُّل الوالدين تنهي الخلاف بشكل أسرع، ولكن لعلّ نفاد صبر الوالدين يجعلهم يتدخّلون في النزاع، وهنا يجدر بهم أن لا يستمعوا إلى أيّ أحد  من أطراف النزاع... ولا الوقوف مع المظلوم أو العطف عليه.. لأنّ الإستماع وإبداء الرأي وإبراز العواطف لأحد دون آخر يزيد في الغيرة التي تدفعهم إلى العراك... كما يجدر بالوالدين عدم إجبار طفلهم الذي انفرد باللعب أن يشارك إخوته الذين يريدون اللعب معه أو بلعبته... إنّ إجباره يولّد حالة الشجار فيما بينهم أيضاً.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net