متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
السلوك الحسن : 1ـ التعلُّم والإرشاد ، ممارسة الوالدين للآداب ، تعليم الطفل بدون غضب وتوتّر
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

سؤال

ـ طفلي الصغير لا يعرف كيف يتصرف امام الآخرين.. لا يحسن الادب.. ولقد عجزت عن تقويمه وتعليمه السلوك الحسن.. فماذا افعل؟

الاباء قدوة لابنائهم ومنهم يتعلمون السلوك.

حب الناس أول الطريق لألزام اطفالنا الادب.

كونا هادفان في اختياركما للقصة التي ترويانها لطفلكما.

كلُّ أُم تطمح في أن يكون طفلها ذا سلوك حسن مع أفراد أسرته وجيرانه وأقربائه... وتشعر بالخجل فيما لو أساء التصرُّف بكلمة بذيئة أو مشينة... إضافة إلى أنّ الطفل السيئ السلوك يكون منبوذاً محتقر لدى الآخرين، ممّا يؤدِّي إلى تعاسة الطفل وشقائه... لذا كان من الضروري أن يتحلّى أطفالنا بالسلوك المهذَّب... أمّا كيف نخطو نحو السلوك المهذَّب؟

إنّ السلوك المهذَّب لدى الطفل في مرحلته الأولى أمر يأتي بطبيعته تماماً كما أنّه بطبيعته يمشي على قدميه دون يديه... ولكن نحتاج معه إلى أمرين:

خطوات نحو السلوك المهذّب للطفل في مرحلته الأولى:

1 ـ التعلُّم والإرشاد.

2 ـ حبُّ الناس.

التعلُّم والإرشاد

إنّ الطفل في المرحلة الأولى من عمره يحتاج إلى تعليمه الآداب والأسس التي بها يتعامل مع الآخرين كباراً وصغاراً... وعلى تعليم هذه المرحلة من العمر تقوم أخلاقه في المرحلة الثانية... ولذا جاء في الحديث الشريف عن الصادق(ع):

(دع إبنك يلعب سبع سنين ويؤدّب سبعاً).

وقد يهمل بعض الآباء ضرورة تعليم وإرشاد أبنائهم في السبع سنوات الأولى من عمرهم بحجّة إنشغالهم بأمور أخرى مهمة لطلب الدين أو الدنيا... فيأتي التوجيه من المربِّي الإسلامي للآباء:

عن النبيّ(ص) أنّه قال:

(لأن يؤدّب أحدكم ولداً خيرٌ له من أن يتصدَّق بنصف صاع كلّ يوم). (بحار الأنوار/ ج104).

ومع تأديب الطفل وتعليمه السلوك في المرحلة الأولى من عمره لا يحتاج إلى وقت بقدر ما يحتاج إلى وعي ومراقبة لسلوك الطفل والتدخّل في الوقت المناسب... مع مراعاة الشروط اللازمة، وهي:

شروط تعلّم الأطفال السلوك:

1 ـ .

2 ـ تعليم الطفل بدون غضب وتوتّر.

ممارسة الوالدين للأداب

إنّ تعليم الطفل في المرحلة الأولى من عمره آداب السلوك لا يأتي عن طريق إلقاء المحاضرات عليه وطرق أسماعه بجملة من النصائح بقدر ما يأتي عن طريق إلتزام الوالدين بالسلوك... ولا يمكن لأيِّ فرد صغيراً أو كبيراً أن يلتزم بنصيحة المربّي قبل أن يلزم نفسه بها... ولذا نلحظ رسول الرحمة محمّداً(ص) يرفض طلب أُم في نصيحته(ص) ابنها بعدم تناوله للتمر بسبب تناوله(ص) للتمر في ذلك اليوم، وطلب منها أن تأتيه يوم غد حتّى يمتنع صلوات الله عليه عن تناول التمر ليمكنه نصيحة الطفل بها.

نعم إنّ من الصعب جداً أن تطلب الأم من طفلها أن يعير لعبته إلى ضيفه الزائر ليلهو بها بعض الوقت... ويجدها تمتنع من الإستجابة لطلب الجيران لماكنة فرم اللحم... إنّ الطفل يتعلّم من تصرُّف أمّه هذا إنّه ينبغي الحرص على ما يملك ولذا تصرَّف، وكما تعلّم من والديه، بهذا الشكل مع الآخرين... وهكذا أيضاً حين يدخل على أبيه مع ضيوفه ولا يؤدّي التحية لهم... فيطلب الأب منه بإصرار أن يسلّم، في وقت يجد الطفل أباه لا يؤدّي التحية حين دخوله البيت... ومن هنا أكّدت التربية الإسلامية على ضرورة إلتزام الأبوين بما يريدون من الأبناء:

(أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابكم).

والقرآن الكريم يوجّهنا إلى هذه الحقيقة:

(كَبُرَ مَقْتَاً عِنْدَ اللهِ أنْ تَقُولوا ما لا تَفْعَلون). (الصف/3)

تعليم الطفل دون غضب وتوتّر

قلنا سابقاً إنّ الوالدين عليهما تعليم أولادهما أدب السلوك حتى يلتزموا به... لأنّ الكائن البشري قابل للتعلّم بخلاف الحيوان:

(عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). (العلق/5)

فالإنسان لا يمكنه النطق والتكلّم بدون تعليم ولو ترك وحيداً لما تعلَّم الكلام واللغة... أمّا الحيوان فيعجز عن النطق حتّى مع التدريب والتعليم... وكذلك لو تركنا صغير الإنسان في غرفة مع صغير الحيوان ووضعنا بجانبهما ناراَ تشتعل... نلحظ أنّ الصغير يتوجّه إليها متصوّر إنّها لعبة جميلة، ويحذرها صغير الحيوان لإدراكه بالفطرة... أمّا الإنسان فيدركها من خلال التعليم والتجربة.

ومن هنا كانت مسؤولية الآباء تعليم أطفالهم شريطة أن يكون بدون غضب وتوتّر... فكما أنّ الأم ترفض من زوجها قوله لها غاضباً حانقاً: كان يجب أن تقومي بزيارة للجيران... كذلك الطفل يرفض التعلّم مع الغضب والتوتّر... فلا يصح أن تقولي له وأنت غاضبة... من المفروض أن تحافظ عل ملابسك من الإِتّساخ... والأولى أن تقولي له بهدوء: كم هو جميل أن نحافظ على ملابسنا من الإتساخ... إنّ الطريقة الأولى تجعل الطفل معانداً للتعلّم والعمل، بعكس الثانية التي توصّلنا وبسرعةٍ إلى الهدف المطلوب.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net