متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الغضب
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

سؤال

الغضب عند الاطفال.. وراثة.. ام خلق يتعلمه من الآخرين؟؟

هل تعلم ان الغضب غريزة مفيدة للإنسان

وهل تعلم ان المرض في زيادة الغضب ونقصه

الابوان مسؤولان عن زيادة الغضب عند ابنائهم.

لا تعاقب الطفل أو تكافئه على غضبه

ماذا تفعلين حين يرفض طفلك غاضباً الاستجابة لطلبك.

الغضب

إنّ الغضب من الغرائز الفطرية المادية التي تولد مع الإنسان ويختلف تماماً عن التوتّر... فالغضب مفيد لأجل الحفاظ على النفس والدفاع عنها... وبه يستطيع ردّ الإعتداء والإنتصار لمظلوميّته... وهو بهذا المقدار صحيح ومطلوب... بل يعدّ التقصير فيه مهانة للنفس في المنظور الإسلامي يعرّضه للحساب في محكمة العدل الإلهي... لذا قالوا من استغضب ولم يغضب فهو حمار... فمن اعتدى عليه ورضي بذلك دون الدفاع عن حقّه ونفسه فهو تدنّى عن الإنسانية إلى حيث الحيوانية... باستثناء العفو الذي هو خير بالنسبة للإخوة المؤمنين... وكذلك الجهلاء:

(أذلّة على المؤمنين، أعزّة على الكافرين). (سورة المائدة/ الآية54)

(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سَلاما). (سورة الفرقان/ الآية63)

وكذلك زيادة الغضب بالإعتداء على المعتدي بأكثر ممّا سببّه الآخر مرفوض أيضاً في المنظور الإسلامي، كالتمثيل بجثّة القاتل، أو تعذيب السارق.

(فمن اعتدى عليكم، فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم). (سورة البقرة/ الآية194)

والقاعدة الفطرية الصحيحة في الإنسان هي الغضب الذي يدفع لردّ الإعتداء مقابل أيّ عدوان يتعرّض له... ويجد عادة الأبوان بوادر الغضب عند أبنائهم وبشكل ملحوظ في السنوات ما بين الثلاث إلى الخمس... فلا يكتفي الطفل حينها بردّ الأذى عنه، بل يعمد إلى إيذاء نفسه بالتمرُّغ في الأرض وضربها بيديه ورجليه وحتّى رأسه، كذلك يكسِّر ما وجده أمامه.

هذه الحالة إن وجدناها في الطفل يقوم بها في الإسبوع مرّة أو مرّتين فهو أمر طبيعي، وإنّ إيذاء نفسه وبهذا الشكل فلأنّه يجهل الطريقة التي يردّ الإعتداء عن نفسه أو لشعوره بالعجز أمام المعتدى عليه، أمّا إن تكرّرت أكثر من ذلك فهو امر غير طبيعي ويحتاج على علاج.

وقبل أن نبدأ بعلاج الحالات المرضية، لا بدّ أن نشير إلى أمور مهمّة نذكّر بها الوالدين باعتبارهم المسؤولين الأولين في زيادة الغضب عند أبنائهم... فلا الوراثة لها أثر على غضب الطفل وزيادته... وليس هو خلق يتعلّمه من الآخرين... بل زيادته تعود إلى تعرّضه لسوء التربية، ونضرب لذلك أمثلة كالتالي:

أزدياد الغضب عند الطفل في مرحلته الأولى:

1 ـ تنفيذ ما يريده الطفل بعد غضبه.

2 ـ معاملته بلطف عند غضبه.

3 ـ إصابته بتوتّر النفس.

4 ـ توجيه الأوامر إليه بصرامة.

تنفيذ ما يريده بعد غضبه

إنّ بعض الأمّهات حين يأتي الطفل إليها طالباً قطعة من الحلوى أو جلب لعبة معيّنة... فترفض طلبه أوّلاً لإنشغالها بحديث أو أمور المنزل... فيغضب الطفل ويعلو صراخه وضجيجه، وتحاول الأم إسكاته بالغضب عليه أو بأساليب متعدّدة وهو لا يكف عن الصراخ والضجيج إلى أن تعجز الأم فتستجيب له وتعطيه ما أراد.

إنّ هذه الطريقة تدفع الطفل إلى زيادة غضبه، والأولى بالأم أن تستجيب له في أوّل الأمر أو لا تستجيب له مطلقاً، وإن زادت المدّة التي يصرخ فيها.

معاملته بلطف عند غضبه

إنّ الطفل حين يغضب ويجد الوالدين يتعاملان معه بلطف في ظروف معيّنة ويستجيبان له في وجود الضيوف مثلاً أو في زيارة أحد الأصدقاء... تشجّع الطفل إلى زيادة الغضب في هذه الأوقات... والأولى أن يكون التعامل بالإستجابة أو الرفض لطلباته في كل الأوقات باسلوب واحد حتّى لا يستخدم غضبه كورقة ضغط على والديه.

إصابته بتوتّر النفس

إنّ الطفل حين تصاب نفسيّته بالتوتّر الذي تعود أسبابه إلى ما ذكرناه سابقاً... يتعرّض إلى إزدياد نوبات الغضب وتكرّرها في أوقات مختلفة.

توجيه الأوامر إليه بصرامة

إنّ الطفل في مرحلته الأولى تأبى شخصيته النامية أن توجّه إليه الأوامر بحدّة وتهكّم.. لأنّ عدم احترام شخصيته يعتبر أحد أنواع الإعتداء التي تثير غضب الطفل، بل كل إنسان.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net