متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
كيف يتم التوازن ؟
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

كيف يتم التوازن؟

إن الإسلام يلغي في منهجه التربوي مسلك الإفراط والتفريط ويرى إنّ أحسن الأمور أوسطها... ولذا كان نهج المسلمين الوسط الذي يشهد بصحته كلّ من سلك طريق الإفراط والتفريط فوجداه لا يصلح حالهم:

(وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على النّاس) (البقرة/143).

وكذلك الأبوان في تربيتهم لأولادهم، عليهم أن يسلكوا المنهج التربوي في الإسلام بالإلتزام بالوسيطة في كلّ الأمور، فلا إفراط أو تفريط... فالوالدان بمقدورهم أن يكونا حازمين وودودين في آن واحد... وينبغى ملاحظة الأمور التالية:

حتى لا يكون الطفل مشاكساً:

1 ـ مشاركته في صنع القرار.

2 ـ تعريفه بالخطأ.

3 ـ احترام وقت لعبه.

مشاركته في صنع القرار

ينبغي على الوالدين فسح المجال أمام الطفل لمشاركته في إتخاذ القرار، لأنّ ذلك ينمّي مسالك فكره من جهة، وأُخرى تجعله يشعر بإهتمام الآخرين به ومحبّتهم له... فإن أراد الطفل يوماً الخروج للنزهة في وقت لا يناسب الأبوين أو يرغب في شراء حاجة لا يمكن لهم توفير ثمنها... إنّ مثل هذه الطلبات يمكن معالجتها بشكل حسن لا إفراط فيه بالإستجابة الكاملة لكل طلباته، أو التفريط بعدم تنفيذ كل مطلب له وقول: لا..لا يمكن ذلك... أنّ الإعتدال في الإستجابه هو المطلوب دوماً وهو اشتراك كل الأطراف لإتخاذ القرار الذي يرضاه الجميع بعد مناقشة الطلب وتبيّن سلبيات وأضرار الآراء المتقابلة مع احترام آراء الجميع صغاراً وكباراً.

تعريفه بالخطأ

إنّ الطفل في المرحلة الأولى من عمره يكون قابلاً للتعلّم والتعرّف على مصاديق الخير والشرّ، وليس من الحكمة عدم توجيه الطفل إلى خطأ يمارسه، فالإفراط في السكوت عن خطئه والتفريط في تعريضه للعقوبة القاسية، وخير الأمور أوسطها وهو في تعريفه خطأه بشكل لطيف.

إحترام وقت لعبه

إنّ كل فرد يمضي عليه جزء من الوقت يكون مشغولاً فيه بأمور مهمّة بالنسبة له لا يصح قطعها أو تجاوزها... فحديث الأم مع الجارة حول قضية تهتّم بها يجعلها تتضجّر من صراخ طفلها الذي يجعلها تقطع فيه حديثها، وكذلك يغضبها طلب زوجها في أن تكفَّ كلامها لتلبّي إحتياجاته... ومثله وقت اللعب للطفل في مرحلته الأولى، يجب على الوالدين توفير فرص اللعب للاطفال وعدم الإفراط بمشاركتهم في اللعب دوماً، أو التفريط بحرمانهم من الالعاب وعدم إحترام وقت لعبهم بالتدخُّل المباشر لتلبية حاجات الوالدين، فكما لا يصح من الأم أو الأب. اختراق وقت دراسته في السبع سنوات الثانية من عمره، كذلك لا يصح اختراق وقت تسليته صغيراً.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net