متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الكذب
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق
سؤال

ـ هل من الطبيعي ان يكذب الطفل ويتحدث عن امور لا واقع لها وينكر فعله الخاطيء؟

يجب وقاية اطفالنا من كل انواع الكذب الصغير والكبير وعدم التساهل في الاسباب الموجبه لهذا المرض.

الكذب

إنّ الطفل في المرحلة الأولى من عمره قد يمارس الكذب بأن يختلق قصصاً لا وجود لها، مثل أن يتحدّث لأقرانه عن شراء أمّه لفستان جميل أو شراء أبية لسيّارة فارهة، أو يتحدّث لأمّه عن الحيوان الجميل الذي رافقه في الطريق كما أن هناك نوعا آخر من الكذب وهو اخفاء الحقيقة عن الآخرين مثل ادعاء الطفل. أنّ صديقه قد كسر الزجاجة أو نكرانه لضرب أخته.

وكل هذه الأنواع من الكذب ليس من الطبيعي وجودها عند الأطفال، لأنّ الصدق غريزة تولد معه ولا يندفع إلى الكذب إلاّ لوجود عارض يئد غريزة الصدق عنده، ويكون بسوء التعامل معه وكما يلي:

أسباب الكذب عند الأطفال:

1 ـ جلب انتباه الآخرين له.

2 ـ تعرّضه للعقوبة القاسية.

3 ـ انعكاس لواقع والديه.

جلب الإنتباه إليه

حين تسمع الأم طفلها في المرحلة الأولى من عمره يتحدّث لها عن أمور لا واقع لها، فإنّ سببه يرجع إلى حرصه في أن يحتل موقعاً خاصاً عند والديه الذين لا يصغون إليه حين يتحدّث إليهم كالكبار... فهو لا يفهم أنّ حديثه تافه لا معنى له... وكذلك حين يتحدّث للآخرين عن قضايا لا وجود لها فهو بهذه الطريقة أيضاً يحاول أن يجد عندهم مكاناً لشخصيته بعد أن تجاهله الأبوين في الأسرة.

تعرّضه للعقوبة القاسية

حين تسأل الأم طفلها الصغير عن حاجة قد تهشّمت أو أذى أصاب أخاه أو علّة إتّساخ ملابسه... فلا يقول الحقيقة ويدّعي ببرائته من هذه الأفعال، في حين إنّ نفسه تنزع لقول الصدق ولكن خوفه من تعرّضه للعقوبة تجعله ينكر الحقيقة، وهكذا كلّما يزيد الوالدين في حدّتهما وصرامتهما كلّما ازداد الكذب تجذّراً في نفسه.

انعكاس لواقع والديه

إنّ الطفل في سنواته الأولى يتّخذ من والديه مثلاً أعلى له في السلوك، وحين يسمع أمّه تنكر لأبيه خروجها من المنزل في وقت اصطحبته معها لزيارة الجيران، أو يجد أباه يحترم رئيس عمله ويقدّره إذا رآه، ثمّ يلعنه ويسبّه بعبد غيابه... إضافة إلى العيش في ظلّ الحكومة الجائرة التي تحرّم على مواطنيها التعبير عن آرائهم، لذا يضطر الوالدان إلى الكذب أمام أبنائهم حيث يلعنون الرئيس في البيت ويقدّمون له الولاء خارجه... إنّ أمثال هذه السلوكيات وغيرها تجعل الطفل يستخدم نفس الاسلوب الذي وجد ابويه عليه.

ما هي آثار الكذب؟

إنّ وقاية الطفل من مرض الكذب أمر ضروري لأنّ الكذب يختلف عن غيره من الأمراض التي تصيب النفس بأنّه (الكذب) يفقد صاحبه المناعة من كل الأمراض وممارسة كافة الأعمال القبيحة، تماماً مثل مرض فقدان المناعة (الإيدز) الذي يكون صاحبه معرضاً للإصابة بجميع الأمراض الجسدية... جاء في النصوص الشريفة:

قال الإمام العسكري(ع):

(جعلت الخبائث في بيت وجعل مفتاحه الكذب). (جامع السعادات/ ج2)

وينبغي عدم التساهل في نوعية الكذب البسيط منه والكبير، لأنّ آثاره على النفس وفقدان مناعتها واحدة، فالطفل حين يتحدّث عن الفستان الجميل الذي اشترته أمّه ولا دافع لهذا الأمر في البيت، ولم يحرّك هذا النوع من الكذب والديه لإصلاح اسلوب تعاملهما معه حتّى يجنّبوه من الكذب، فإنّهم بذلك يمارسون جريمة لا تغتفر بحقّ الأبناء... أليست جريمة أن يقدّم الوالد فيروس مرض فقدان المناعة (الإيدز) لطفله، والكذب أخطر على الإنسان من الإيدز؟... وعندما يتحدّث المربّي الإسلامي:

قال الإمام علي بن الحسين(ع):

(اتّقوا الكذب الصغير منه والكبير في كلّ جدّ وهزل، فإنّ الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير). (جامع السعادات/ ج2)

قال أمير المؤمين علي(ع):

(لا يجد العبد طعم الإيمان حتّى يترك الكذب هزله وجده). (جامع السعادات/ ج2)


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net