متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
من مرويات الإمام الكاظم ، من أقوال الإمام الكاظم ، من كرامات الإمام الكاظم
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج3    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

6 - من مرويات الإمام الكاظم

روى الإمام موسى بن جعفر الكاظم عن آبائه مرفوعا قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " نظر الولد والديه عبادة " وعن إسحاق ابن جعفر قال: سألت أخي موسى الكاظم بن جعفر، قلت: أصلحك الله، أيكون المؤمن بخيلا؟ قال نعم، فقلت: أيكون خائنا؟ قال: ولا يكون كذابا " ثم قال: حدثني أبي جعفر الصادق عن آبائه، رضي الله عنهم، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " كل خلة، يطوي المؤمن عليها، ليس الكذب والخيانة " (2).

بقيت الإشارة إلى قلة مروريات الإمام الكاظم، رغم أن مدة إمامته جاوزت خمسة وثلاثين عاما، وذلك بسبب ما تعرض له من اضطهاد من بني العباس، حتى أنه قضى مدة إمامته، إما مسجونا بسجن العباسيين، أو بسجنه نفسه بعيدا عن الناس خوفا من بني العباس، حتى أن الراوي لا يسند الحديث إليه بصريح اسمه - إذا روى عنه الحديث - بل قلما تجد اسمه صريحا في الحديث، لشدة التقية في أيامه (3).

____________

(1) الداعي إدريس عماد الدين: تاريخ الخلفاء الفاطميين بالمغرب - تحقيق محمد اليعلاوي ص 36 - 37 (دار الغرب الإسلامي - بيروت 1985).

(2) نور الأبصار ص 149.

(3) أحمد صبحي: نظرية الإمامة لدى الشيعة الاثني عشرية القاهرة 1969 ص 385

الصفحة 93

7 - من أقوال الإمام الكاظم

رأى الإمام الكاظم قبرا يحفر، فقال: إن شيئا هذه آخره، لحقيق أن يزهد في أوله، وأن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره.

وقال الحسن بن أسد: سمعت موسى بن جعفر يقول: ما أهان الدنيا قوم، إلا هنأهم الله إياها، وبارك لهم فيها، وما أعزها قوم قط، إلا نغصهم الله إياها.

وقال إن قوما يصحبون السلطان يتخذهم المؤمنون كهوفا، فهم الآمنون يوم القيامة، إن كنت لأرى فلانا منهم.

وقال: حدثني أبي أن موسى بن عمران قال: يا رب أي عبادك شر؟

قال: الذي يتهمني، قال: يا رب، وفي عبادك من يتهمك، قال: نعم، الذي يستجيرني، ثم لا يرضى بقضائي.

وذكر عنده بعض الجبابرة، فقال: أما والله لئن عز بالظلم في الدنيا، ليذلن بالعدل في لآخرة. وقيل لموسى بن جعفر - وهو في الحبس - لو كتبت إلى فلان يكلم فيك الرشيد؟

فقال: حدثني أبي عن آبائه، أن الله عز وجل أوحى إلى داود: يا داود، إنه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني عرفت ذلك منه، إلا وقطعت عنه أسباب السماء، وأسخت الأرض من تحته (1).

وقال: للإنسان حياتان، بينهما من البعد والتباين، ما بين الوجود والعدم، فهو حين يخرج إلى حياته الأولى يجد فضاء شاسعا واسعا، وشمسا وقمرا، وطعاما وشرابا، وأما وأبا وأهلا يهتمون بشأنه، ويكونون له عونا في أموره، كما أنه يستطيع أن يختار لنفسه، فيفعل ويترك ويحترس. وأما حياته الثانية،

____________

(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 414 - 415.

الصفحة 94
فأول ما يستقبله القبر وظلمته ووحشته، وربما كان خيرا من سائر مواقفه الأخرى في المحشر، وبين يدي الله سبحانه وتعالى، حيث لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.

وقال: ليس حسن الجوار كف الأذى، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى.

وقال: إذا كان يوم القيامة ينادي المنادي: ألا من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا من عفا، وأصلح، فأجره على الله.

وقال: لا تكن إمعة، فتقول: أنا مع الناس، إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إنما هي نجدان، نجد خير، ونجد شر، فلا يكن نجد الشر أحب إليك من نجد الخير.

وقال: إن الله سبحانه بين لك طريق الخير، وطريق الشر، وأمرك بفعل الخير، وإن تركه الناس، وبترك الشر، وإن فعله الناس، ونهاك عن التقليد، ولا يقبل منك الاعتذار بأن الناس قد فعلوا، أو تركوا، ما دام الحق واضحا بينا.

ورأى الإمام رجلا فقيرا، ذميم المنظر، فسلم عليه، وطايبه وحادثه طويلا، ثم قال له: إن كانت لك حاجة، فأنا أقوم بها.

فقال له قائل: يا ابن رسول الله، أنت تتواضع لهذا وتسأله عن حاجته.

فقال: هذا عبد من عبيد الله، وأخ في كتاب الله، وجار في بلاد الله، يجمعنا وإياه خير الآباء آدم، وأفضل الأديان الإسلام، ولعل الدهر يرد حاجتنا إليه، فيرانا - بعد الزهو عليه - متواضعين بين يديه.

وقال: المصيبة للصابر واحدة، وللجازع اثنتان.


الصفحة 95
وقال: أولى العلم بك، ما لا يصلح لك العمل إلا به، وأوجب العمل عليك ما أنت مسؤول عنه. وقال: إن لله عرشا لا يسكن تحت ظله، إلا من أسدى لأخيه معروفا، ونفس عنه كربه، أو قضى له حاجة (1).

 

8 - من كرامات الإمام الكاظم

روى المسعودي في " مروج الذهب ومعادن الجوهر " قال: ذكر عبد الله بن مالك الخزاعي - وكان على دار الرشيد وشرطته - قال: أتاني رسول الرشيد في وقت ما جاءني فيه قط، فانتزعني من موضعي، ومنعني من تغيير ثيابي، فراعني ذلك منه.

فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم، فعرف الرشيد خبري، فأذن لي في الدخول عليه، فدخلت فوجدته قاعدا على فراشه، فسلمت، فسكت ساعة، فطار عقلي، وتضاعف الجزع علي، ثم قال لي: يا عبد الله، أتدري لم طلبتك في هذا الوقت؟.

قلت: لا، والله يا أمير المؤمنين، قال: إني رأيت الساعة في منامي، كأن جيشا قد أتاني، ومعه حربة، فقال لي: إن لم تخل عن موسى بن جعفر الساعة، وإلا نحرتك بهذه الحربة، فاذهب فخل عنه.

فقلت: يا أمير المؤمنين، أطلق موسى بن جعفر؟ (ثلاثا) قال نعم، امض الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر، واعطه ثلاثين ألف درهم، وقل له: إن أحببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب، وإن أحببت المضي إلى المدينة فالإذن في ذلك إليك.

____________

(1) محمد جواد مغنية: فضائل الإمام علي 332 - 233.

الصفحة 96
قال: فمضيت إلى الحبس لأخرجه، فلما رآني موسى وثب إلى قائما، وظن أني قد أمرت فيه بمكروه فقلت: لا تخف، وقد أمرني أمير المؤمنين بإطلاقك، وأن أدفع إليك ثلاثين ألف درهم، وهو يقول لك: إن أحببت المقام قبلنا فلك ما تحب، وإن أحببت الانصراف إلى المدينة، فالأمر في ذلك مطلق إليك، وأعطيته الثلاثين ألف درهم، وخليت سبيله.

قلت: لقد رأيت في أمرك عجبا.

قال: فإني أخبرك، بينما أنا نائم، إذ أتاني النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا موسى، حسبت مظلوما، فقل هذه الكلمات، فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس.

فقلت: بأبي وأمي ما أقول؟ فقال: قل: " يا سامع كل صوت، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحما، ومنشرها بعد الموت، أسألك بأسمائك الحسنى، وباسمك الأعظم الأكبر، المخزون المكنون، الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليما ذا أناة، لا يقوى على أناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، ولا يحصى عددا، فرج عني "، فكان ما ترى (1).

وروي أن " علي بن يقطين " كان مقربا عند هارون الرشيد، يثق به، وينتدبه إلى ما أهمه من الأمور، وكان " ابن يقطين " يكتم التشيع، والولاء لأهل البيت، عليهم السلام، ويظهر الطاعة للرشيد، وفي ذات يوم أهدى الرشيد إلى " ابن يقطين " ثيابا أكرمه بها، وكان في جملتها دراعة خز سوداء، من لباس الملوك، مثقلة بالذهب.

فأرسل " ابن يقطين " الثياب، ومعها الدراعة إلى الإمام موسى الكاظم، ومعها مبلغ من المال، ولما وصلت الهدية إلى الإمام قبل المال والثياب، ورد الدراعة إليه على يد رسول آخر، غير الذي جاء بالمال والثياب، وكتب الإمام

____________

(1) المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجواهر 2 / 329 - 330 (بيروت (1982)، ابن خلكان:

وفيات الأعيان 5 / 309 - 310 (بيروت 1977).

الصفحة 97
إلى علي بن يقطين: " احتفظ بالدراعة، ولا تخرجها من يدك، فإن لها شأنا "، فاحتفظ علي بالدراعة، وهو لا يعرف السبب.

وبعد أيام سعى بعض الواشين إلى الرشيد، وقال له: إن ابن يقطين يعتقد في إمامة موسى بن جعفر، ويحمل إليه خمس ماله في كل سنة، وقد حمل الدراعة التي أكرمته بها، فاستشاط الرشيد غضبا، وأحضر " علي بن يقطين "، وقال له: ما فعلت بتلك الدراعة التي كسوتك بها؟.

قال: هي عندي في سقط مختوم، وقد احتفظت بها تبركا، لأنها منك، قال الرشيد: ائت بها الساعة.

وفي الحال نادى علي بن يقطين بعض غلمانه، وقال له: اذهب إلى البيت، وافتح الصندوق الفلاني تجد فيه سفطا، صفته كذا، جئني به الآن.

فلم يلبث الغلام، حتى جاء بالسفط، ووضعه بين يدي الرشيد، ففتح الرشيد السفط، ونظر إلى الدراعة كما هي، فسكن غضبه، وقال لعلي: ارددها إلى مكانها، وانصرف راشدا، فلن أصدق عليك بعدها ساعيا، وأمر له بجائزة سنية، ثم أمر أن يضرب الساعي ألف سوط، فضرب 500، ومات قبل إكمال الألف (1).

وروى الشبلنجي في نور الأبصار: قال حسان بن حاتم الأصم: قال لي شقيق البلخي: خرجت حاجا سنة ست وأربعين ومائة، فنزلت بالقادسية، فبينما أنا أنظر في مخرجهم إلى الحج وزينتهم وكثرتهم إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه، شديد السمرة، نحيف، فوق ثيابه ثوب صوف. مشتمل بشملة وفي رجليه نعلان، وقد جاء منفردا، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية، ويريد أن يخرج مع الناس، فيكون كلا عليهم في طريقهم، والله لأمضين إليه،

____________

(1) محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 237 - 238.

الصفحة 98
ولأوبخنه، فدنوت منه، فلما رآني مقبلا نحوه، قال: يا شقيق، اجتنبوا كثيرا من الظن، إن بعض الظن إثم، ثم تركني وولى. فقلت في نفسي: إن هذا الأمر عجيب، تكلم بما في خاطري، ونطق باسمي، هذا عبد صالح، لألحقنه وأسألنه الدعاء، وأتحلله بما ظننت فيه، فغاب عني ولم أره، فلما نزلنا وادي فضة، فإذا هو قائم يصلي، فقلت: هذا صاحبي، امض إليه واستحله، فصبرت حتى فرغ من صلاته، فالتفت إلي وقال: يا شقيق، أتل (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)، ثم قام ومضى وتركني، فقلت: هذا فتى من الأبدال، قد تكلم على سري مرتين، فلما نزلنا " بالأبواء " إذا أنا بالفتى على البئر، وأنا أنظر إليه وبيده ركوة فيها ماء، فسقطت من يده في البئر، فرمق إلى السماء بطرفه، وسمعته يقول:

أنت شرابي إذا ظمئت من الماء * وقوتي إذا أردت طعاما

ثم قال: إلهي وسيدي ما لي سواك فلا تعدمنيها، فوالله لقد رأيت الماء، قد ارتفع إلى رأس البئر والركوة طافية عليه، فمد يده فأخذها، فتوضأ منها، وصلى أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل، فجعل يقبض بيديه، ويجعله في الركوة ويحركها ويشرب، فأقبلت نحوه، وسلمت عليه، فرد علي السلام، فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك، فقال: يا شقيق: لم تزل نعم الله علي ظاهرة وباطنة، فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها، فإذا فيها سويق بسكر، فوالله ما شربت قط ألذ منه، ولا أطيب، فشربت ورويت حتى شبعت فأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا.

ثم لم أره حتى نزلنا بمكة فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب نصف الليل، وهو قائم يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر، ثم قام إلى حاشية المطاف، فركع ركعتي الفجر هناك، ثم صلى الصبح مع الناس، ثم دخل المطاف فطاف إلى بعد شروق الشمس، ثم صلى خلف المقام، ثم رجع يريد الذهاب، فخرجت خلفه أريد السلام عليه، وإذا بجماعة أحاطوا به يمينا

الصفحة 99
وشمالا، ومن خلفه ومن أمامه، وخدم وحشم وأتباع، خرجوا معه، فقلت لأحدهم: من هذا الفتى يا سيدي؟ فقال هذا موسى الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.

ثم يقول المؤلف: وهذه الكرامة رواها جماعة من أهل التأليف، ورواها " ابن الجوزي " في كتابه " مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن "، ورواها " الجنابذي " في " معالم العترة النبوية "، ورواها " الرامهرمزي " في كتابه " كرامات الأولياء "، وهي كرامة، اشتملت على كرامات (1).

وفي كتاب الدلائل للحميري: روى أحمد بن محمد بن أبي قتادة عن أبي خالد الزبالي قال: قدم علينا أبو الحسن موسى الكاظم، ومعه جماعة من أصحاب المهدي - الخليفة العباسي - لإحضاره لديه إلى العراق من المدينة، وذلك في مسكنه الأول، فأتيته فسلمت عليه، فسر برؤيتي، وأوصاني بشراء الحوائج، وتبقيتها عندي له، فرآني غير منبسط، فقال: ما لي أراك منقبضا، فقلت: كيف لا أنقبض، وأنت سائر إلى هذه الفرقة الطاغية، ولا آمن عليك، فقال: يا أبا خالد، ليس علي بأس، فإذا كان شهر كذا، في اليوم الفلاني منه، فانتظرني آخر النهار، مع دخول الليل، فإني أوافيك إن شاء الله تعالى.

قال أبو خالد: فما كان لي هم إلا إحصاء تلك الشهور والأيام إلى ذلك اليوم، الذي وعدني المجئ فيه، فخرجت غروب الشمس، فلم أر أحدا، فلما كان دخول الليل، إذ بسواد قد أقبل من ناحية العراق، فقصدته فإذا هو على بغله، فسلمت عليه وسررت بمقدمه وتخلصه، فقال لي: أداخلك الشك يا أبا خالد، فقلت: الحمد الله الذي خلصك من هذه الفرقة الطاغية، فقال: يا

____________

(1) سيد الشبلنجي: نور الأبصار ص 149 وانظر: الصواعق المحرقة ص 308.

الصفحة 100
أبا خالد، إن لهم إلي دعوة، لا أتخلص منها (1).

وعن عيسى المدائني قال: خرجت سنة إلى مكة، فأقمت بها مجاورا، ثم قلت: أذهب إلى المدينة وأقيم بها سنة، مثل ما أقمت بمكة، فهو أعظم لثوابي، فقدمت المدينة، فنزلت طرف المصلى، إلى جنب دار أبي ذر، وجعلت اختلف إلى سيدنا موسى الكاظم، فبينا أنا عنده في ليلة ممطرة، إذ قال: يا عيسى، قم، فقد انهدم البيت على متاعك، فقمت فإذا البيت قد انهدم على المتاع، فاكتريت قوما كشفوا عن متاعي، واستخرجته جميعه، ولم يذهب لي غير صطل للوضوء، فلما أتيته من الغد، قال: هل فقدت شيئا من متاعك، فندعو الله لك بالخلف، فقلت: ما فقدت غير صطل كان لي أتوضأ منه، فأطرق رأسه مليا، ثم رفعه فقال: قد ظننت أنك أنسيته قبل ذلك، فأت جارية قرب الدار، فأسألها عنه، وقل لها: أنسيت الصطل في بيت الخلاء فرديه، قال:

فسألتها عنه فردته (2).

وعن إسحاق بن عمار قال: لما حبس هارون الرشيد موسى الكاظم، دخل الحبس ليلا أبو يوسف (3) ومحمد بن الحسن (4) - صاحبا أبي حنيفة -

____________

(1) نور الأبصار ص 149 - 150.

(2) نور الأبصار ص 150.

(3) أبو يوسف: هو أبو يوسف الكوفي، يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة، وكان سعد بن حبتة صاحبيا، ولد أبو يوسف عام 113 هـ (731 م) بالكوفة، وتوفي ببغداد عام 182 هـ (798 م)، وقد قرأ على هشام بن عروة وأبي إسحاق الشيباني وسليمان التميمي وابن إسحاق، وكان شيوخه في الفقه ابن أبي ليلى وأبا حنيفة ثم اقتصر على دروس أبي حنيفة، وقد تولى القضاء في بغداد في خلافة الهادي (169 - 170 هـ / 785 - 786 م) وكان أول من خوطب " بقاضي القضاة " وكان من أنصار مبدأ الرأي، ولكنه كان يعتمد على الحديث أكثر من شيخه أبي حنيفة، وفي كتابه " الخراج " يعترف بالحق الديني في حكم الدولة، وأهم مصادر ترجمته (أخبار القضاء لوكيع 3 / 254 - 246، تاريخ بغداد 14 / 242 - 262، مناقب الإمام الأعظم للموفق المكي 2 / 208 - 246، تذكرة الحفاظ للذهبي ص 292 - 294، البداية والنهاية لابن كثير 10 / 180 - 182، مرآة الجنان لليافعي 1 / 382 - 388، مناقب الإمام الأعظم للكردري 2 / 117 - 145، مناقب أبي يوسف للذهبي (القاهرة 1366 هـ)، وفيات الأعيان 6 / 378 - 390 (سزكين: تاريخ التراث العربي 3 / 51 - 54).

(4) أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني، ولد بواسط عام 132 هـ (749 م) وتوفي في =>


الصفحة 101
فسلما عليه وجلسا عنده، وأرادا أن يختبراه بالسؤال، لينظر مكانه من العلم، فجاء بعض الموكلين به، فقال له: إن نوبتي قد فرغت، وأريد الانصراف من غد إن شاء الله تعالى، فإن كان لك حاجة تأمرني أن آتيك به غدا، إذا جئت، فقال:

ما لي حاجة انصرف، ثم قال لأبي يوسف ومحمد بن الحسن: إني لأعجب من هذا الرجل يسألني أن أكلفه حاجة يأتيني بها معه غدا، إذا جاء، وهو ميت في هذه الليلة، فأمسكا عن سؤاله وقاما، ولم يسألاه عن شئ، وقالا: أردنا أن نسأله عن الفرض والسنة، فأخذ يتكلم معنا في الغيب، والله لنرسلن خلف الرجل من يبيت على باب داره، وينظر ماذا يكون من أمره، فأرسلا شخصا من جهتهما جلس على باب ذلك الرجل، فلما كان أثناء الليل، وإذا بالصراخ والناعية، فقيل لهم: ما الخبر؟ فقالوا: مات صاحب البيت فجأة، فعاد إليهما الرسول وأخبرهما، فتعجبا من ذلك غاية العجب (1).

وروي أن الإمام الكاظم: أحيا بقرة ماتت لامرأة بمنى، وحولها صبيان، فلما نظرت المرأة إلى البقرة صاحت، وقالت: عيسى بن مريم، ورب الكعبة، فخالط الناس، وصار بينهم ومضى (2)

____________

<= " برنبوية " من أعمال الري عام 189 هـ (805 م) نشأ بالكوفة، وجالس أبا حنيفة وهو في الرابعة عشرة، وأخذ عنه، وتأثر بمذهبه في الرأي، ومن شيوخه سفيان الثوري والأوزاعي ومالك بن أنس، ولاه الرشيد القضاء بالرقة عام 180 هـ (796 م) ثم عزله، ثم ولاه قضاء خراسان عام 189 هـ (805 م) ولكنه مات في نفس السنة، وأهم مصادر ترجمته (تاريخ بغداد 2 / 172 - 182، الوافي بالوفيات للصفدي 2 / 332 - 334، مرآة الجنان 1 / 422 - 424، الأعلام للزركلي 6 / 309، معجم المؤلفين لكحالة 9 / 207، لسان الميزان لابن حجر 5 / 121 - 122، الانتقاء لابن عبد البر ص 174، البداية والنهاية 10 / 202 - 203، وفيات الأعيان 4 / 184 - 185، شذرات الذهب 1 / 321 - 324 (بيروت 1979) تاريخ التراث العربي 3 / 54 - 78 (الرياض 1983).

(1) نور الأبصار ص 150 - 151.

(2) أصول الكافي ص 130.

الصفحة 102


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net