متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
نسب الإمام علي الرضا ومولده ، الإمام الرضا والإمامة ، الإمام الرضا والرشيد
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج3    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

1 - نسب الإمام علي الرضا ومولده

هو الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

هذا وقد ولد الإمام علي الرضا بالمدينة المنورة عام 143 هـ (760 م) أو عام 148 هـ (765 م) أو عام 153 هـ (770 م)، وتوفي عام 203 هـ (818 م)، وفي رواية المسعودي: وكان مولد الرضا بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة للهجرة، وكان الخليفة العباسي " المأمون " (198 - 218 هـ / 813 - 833 م) قد زوج ابنته " أم حبيبة " للإمام علي الرضا، وزوج الأخرى لولده الإمام محمد الجواد (3).

ويذهب " ابن خلكان " (608 - 681 هـ) إلى أن ولادة الإمام الرضا إنما كانت يوم الجمعة في بعض شهور سنة ثلاث وخمسين ومائة بالمدينة، وقيل:

بل ولد سابع شوال، وقيل ثامنه، وقيل سادسه، سنة إحدى وخمسين ومائة، وتوفي في آخر يوم من صفر سنة اثنتين ومائتين، وقيل بل توفي خامس ذي الحجة، وقيل: ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين بمدينة " طوس "، وصلى عليه المأمون، ودفنه ملاصق قبر أبيه الرشيد، وكان سبب موته أنه أكل عنبا فأكثر منه، وقيل: بل كان مسموما، فاعتل منه ومات، رحمه الله تعالى (4).

____________

(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 415.

(2) ابن كثير البداية والنهاية 10 / 183.

(3) المسعودي: مروج الذهب 2 / 418.

ابن خلكان: وفيات الأعيان 3 / 270.

الصفحة 105
وأما أم الإمام علي الرضا فهي أم ولد، يقال لها " أم البنين " واسمها " أزوى " وقيل " خيزران ". وكنية الإمام الرضا: أبو الحسن، وألقابه: الرضا - وهو أشهرها - والصابر والزكي والولي.

وأما أولاده: فلقد روي عن المفيد والطبرسي وابن شهرآشوب، أنه لم يترك من الولد، سوى الإمام محمد الجواد.

 

2 - الإمام الرضا والإمامة

يقول الإمام الرضا: " إن الإمام (1) زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعز المؤمنين، إن الإمامة أس الإسلام النامي، وفرعه السامي، بالإمامة تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفئ والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف ".

" والإمام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة، والموعظة الحسنة، والحجة البالغة، الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها العالم، وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار، الإمام البدر المنير، والسراج الظاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي ".

" الإمام المطهر من الذنوب، والمبرأ من العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحلم، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول، ونسل المطهرة البتول، فهو معصوم مؤيد موفق مسدد، قد أمن من الخطأ والزلل والعثار، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه " (2).

____________

(1) يقول الإمام جعفر الصادق في الإمامة " الله عز وجل أعظم من أن يترك الأرض بغير عادل، إن زاد المسلمون شيئا ردهم، وإن نقصوا شيئا أتمه لهم، وهو حجة على عباده (أصول الكافي ص 84، 86).

(2) الكليني: أصول الكافي ص 96 - 97، عطية مصطفى مشرفة: نظم الحكم في مصر في عصر =>


الصفحة 106
هذا وقد وصف الإمامة أيضا فقال: " إن الإمامة أحد قدرا، وأعظم شأنا، وأعلى مكانا، وأمنع جانبا، وأبعد غورا، من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالونها بآرائهم، أو يقيموا إماما باختيارهم، إن الإمام خص الله بها إبراهيم الخليل عليه السلام - بعد النبوة والخلة - مرتبة ثالثة، شرفه بها، وأشاد بها ذكره، فقال تعالى: (إني جاعلك للناس إماما) (1)، فقال الخليل سرورا بها (ومن ذريتي) (3) قال تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين) (2)، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة، ثم أكرم الله خليله بأن جعلها في ذريته، أهل الصفوة والطهارة، فقال تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة، وكلا جعلنا من الصالحين، وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا، وأوحينا إليهم فعل الخيرات، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) (4).

وظلت في ذريته يرثها بعض عن بعض، حتى ورثها الله تعالى النبي العربي محمدا (صلى الله عليه وسلم)، فقال تعالى (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، وهذا النبي، والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) (5)، فكانت له خاصة، فقلدها عليا، عليه السلام، بأمر الله تعالى، على رسم ما فرض الله، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان، بقوله تعالى: (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان، لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث) (6) فهي في ولد الإمام علي بن أبي طالب خاصة إلى يوم القيامة، إذ لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وسلم) (7).

____________

<= الفاطميين (358 - 567 هـ / 968 - 1171 م) - القاهرة 1948 ص 270.

(1) سورة البقرة: آية 124.

(2) سورة البقرة: آية 124.

(3) سورة البقرة: آية 124.

(4) سورة الأنبياء: آية 72.

(5) سورة آل عمران: آية 68.

(6) سورة الروم: آية 56.

(7) الكليني: الكافي 1 / 199.

الصفحة 107
ويقول الإمام الرضا في الإمامة أيضا: هي منزلة الأنبياء، وإرث الأصفياء، إن الإمامة خلافة الله، وخلافة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وميراث الحسن والحسين، عليهم السلام (1).

 

3 - الإمام الرضا والرشيد

روى صاحب " أعيان الشيعة " أنه بعد حياة الإمام الكاظم، أرسل الرشيد أحد قواده إلى المدينة (وهو الجلودي)، وأمر أن يهجم على دور آل أبي طالب، ويسلب نساءهم، ولا يدع على واحدة منهن، إلا ثوبا واحدا، فامتثل الجلودي، حتى وصل إلى دار الإمام " علي الرضا " فجعل الإمام النساء كلهن في بيت واحد، ووقف على باب البيت، فقال الجلودي: لا بد من دخول البيت، وسلب النساء، فتوسل إليه، وحلف له أنه يأتيه بكل ما عليهن من حلي وحلل، على أن يبقى الجلودي مكانه، ولم يزل يلاطفه حتى أقنعه، ودخل الإمام الرضا، وأخذ جميع ما على النساء، من ثياب ومصاغ، وجميع ما في الدار من أثاث، وسلمه إلى الجلودي، فحمله إلى الرشيد.

وعندما ملك المأمون غضب على هذا الجلودي، وأراد قتله، وكان الإمام الرضا حاضرا، فطلب من المأمون أن يعفو عنه، وأن يهبه له، فظن الجلودي أن الإمام الرضا يحرض المأمون على قتله، لما سبق من إساءته، فقال الجلودي للمأمون: أسألك بالله أن لا تقبل قوله في فقال المأمون: والله لا أقبل قوله فيك، اضربوا عنقه، فضربت (2).

____________

(1) الكليني: الكافي 1 / 200، نبيلة عبد المنعم داود: نشاة الشيعة الإمامية ص 374 - 275 (بغداد 1968).

(2) أعيان الشيعة 1 / 60، الشيعة والحاكمون ص 163 - 164.

الصفحة 108


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net